Apr 15, 2024 4:15 PM
متفرقات

عبد الساتر يحتفل باليوبيل الـ٧٥ لتأسيس دار الرعاية الماروني في فرن الشبّاك

المركزية - لمناسبة افتتاح اليوبيل الخامس والسبعين لتأسيس دار الرعاية الماروني في فرن الشبّاك، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي عاونه فيه المرشد الروحي العام الأب خليل علوان، والخوري سليم مخلوف والخوري ميلاد عبود، بحضور الرئيسة العامّة لجمعيّة راهبات القدّيسة تريزيا الطفل يسوع المارونيّات الأمّ إتيان جريس، ومجلس المدبّرات والقيّمة العامة، ورئيسة الدار الأخت يولاندا غية، ومدير الدار مالك مارون، وعدد من الراهبات، ووزير الصحة فراس الأبيض ممثّلًا بمدير العناية الطبية جوزف الحلو، ووزير الشؤون الاجتماعيّة هكتور حجار ممثّلًا بالمستشارة هلا مرعب، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ممثّلًا بمي يزبك، ورئيس بلديّة الشياح إدمون غاريوس، ورئيس بلديّة الحدت جورج عون، وعدد من المخاتير، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وعدد من أعضاء المجلس، ويوسف عمار ممثِّلًا رئيس الرابطة المارونيّة، وميشال مطر، وعدد من أصدقاء الدار وإداريّيه والساكنين والعاملين فيه.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

"فتمسّكا به قائلَين: "أمكث معنا، فقد حانَ المساء، ومالَ النهار". (لو ٢٤: ٢٩)

- أظنّ أنَّ هذه الآية هي مختصر لرسالتكنّ في هذا المكان المبارك. فأنتنَّ تتمسكنَ بالغريب عنكنّ، وتطلبن منه المكوث معكنّ، وتخدمنَه لأنّه يسوع المسيح، الربّ المتجسّد الذي يشتعل قلبكنّ حبًّا به.

- أنتنّ تخدمن في هذا المكان مَن مالَ النهار بالنسبة إليهم. أنتنّ تستقبلنَ الغريب والوحيد والعاجز وتخدمنه بقلوبكنّ قبل أياديكنّ، وتطعمنَه قبل أن تأكلنَ، وتُعنَين براحته غافلات عن راحتكنَّ وعن الاهتمام بذواتكنَّ، فينكشف لكنّ الرَّبُ القائم من الموت وتشاركنه في كسر الخبز، في الإفخارستيا. وبكلام آخر، خدمتكنّ عند أقدام ضيوفكنّ هي أيضًا مشاركتكنَّ اليوميَّة في القداس، فهنيئًا لكنَّ.

- إنّنا نحتفل معًا في هذا المساء، بيوبيل الخمسة والسبعين سنة لمكان الحبِّ المجاني هذا، مسكن الله المحبّة بين البشر وملجأ الوحيدين والعاجزين. هذا المكان الذي قام بجهود الأب المؤسس المرحوم الخورأسقف أنطون عقل والجيل الأوّل من الراهبات والذي يستمرّ في استقبال آبائنا وأمهاتنا على الرغم من ضيق الأحوال وصعوبة الأيّام، بسبب الحبّ فقط ولأجل الحبّ فقط. 

- حبكنَّ أنتنّ الراهبات وحبّ العاملين والعاملات معكنّ للمسيح الحاضر في كلِّ أخ وأخت من الساكنين معكم، وكذلك حبّ الذين يدعمونكم، من هنا ومن هناك، بسخاء بمالهم وبحضورهم، هو ما يحمي ضيوفكم من السكن في الشارع ومن الذلِّ والقهر، فشكرًا لكنَّ ولهم من القلب. وأودّ أن أشكر خاصّة كهنة رعيّة الشياح الذين ومنذ سنوات عديدة يؤمّنون من دون تعب ولا تذمّرٍ، الخدمة الروحيّة في هذا المكان المقدّس.

- آبائي الكهنة، أخواتي الراهبات، أخواتي وإخوتي، فلنتمسّك جميعنا بهذا المكان الذي فيه يُنهي الإنسان أيّامه بكرامة بمعزلٍ عن مكانته الاجتماعيّة وممتلكاته ودينه. فلنحافظ عليه لأنّه واحةُ حياة في عالم يموت فيه العديد من الأبرياء ظلمًا وقهرًا، ولأنّه واحة أمل في الإنسان في زمن يتحوَّل فيه إلى مجرّد عددٍ لا وجه له، أو إلى عدوٍ كاسرٍ لأخيه الإنسان. آمين.

وكانت كلمة للأمّ إتيان جريس شكرت فيها المطران عبد الساتر على احتفاله بافتتاح اليوبيل الماسي للدار، ولفتت إلى "أن ندخل في زمن اليوبيل فهذا يعني أن نقبل من الرب بروح جديد رضاه وبركته وأن نثق بقدرته الخفيّة الفاعلة فينا وأن نعود إلى الجذور للإستقاء من خصب خدمة المحبّة منذ بدايات التأسيس حتى يومنا هذا". وعدّدت الانجازات الإنسانيَّة للمؤسس الخورأسقف أنطون عقل "الذي كان طموحًا وسعى من خلال رسالته إلى دفع المجتمع إلى درجة مثاليّة تسود فيه العدالة والمحبّة والسلم الأهلي والعمل للجميع واقتصاد متين يستند إلى مختلف قطاعاته. وانسجامًا مع تطلّعاته الخيريّة من أجل الصالح العام، أنشأ الخورأسقف أنطون عقل الكثير من الجمعيّات التي تعنى بالفتيات والأطفال والمكفوفين والكشاف كما شيّد مستوصفًا للمحتاجين عام ١٩٢٢ حوّله بعدها الى مستشفى مار الياس عام ١٩٢٧ قبل أن يهدم بالحرب، وافتتح عددًا من المدارس، وأسس جمعيّة راهبات القدّيسة تريزيا الطفل يسوع المارونيّات في ١٧ أيّار ١٩٣٥. كما شيّد الخورأسقف أنطون عقل دار الرعاية الماروني الذي وضع حجر الأساس له عام ١٩٥٠ وبدأ يستقبل ضيوفه في العام التالي. وهذا غيض من فيض الانجازات الإنسانيَّة والروحيّة للمؤسس الذي تكشّفت دعوته الكهنوتيّة في أجواء الحرب العالمية الأولى مع كل ما تركته من ويلات ومصائب اختبرها بأمّ العين وخفقان القلب في العاصمة بيروت التي نشأ وترعرع فيها وأحبّها وخدم رعاياها من رئيس كهنة كنيسة مار الياس- ميناء الحصن عام ١٩١٧ وزائر عام لأبرشيّة بيروت ورئيس كهنة كاتدرائية مار جرجس عام ١٩٢٧". 

من جهتها، ألقت الأخت يولاندا غية كلمة ترحيبيّة، مشيرةً إلى أنّ "هذه المناسبة تعكس تقديرنا واحترامنا للمجتمع وللعلاقات الإنسانيَّة التي تجمعنا، وهي فرصة لنشكر الله على كلّ نعمه التي منّ علينا بها من خلال دعمكم لنا ليستمرّ هذا الدار، الذي أوى وما يزال مئات المسنين والمتروكين والمهمّشين، على الرغم من المِحَن التي مرّ ويمرّ بها. هذا الدار حافظ وسيحافظ على استمرارية رسالة الكنيسة الإنسانيَّة والاجتماعيّة بفضل تضحيات أخواتنا الراهبات وجهود الملتزمين لخدمة المسنين على مرّ السنوات وبفضل القلوب والأيادي البيضاء الخيّرة التي تدعم معنويًّا وعينيًّا وماديًّا نذكر منهم آل غاريوس والسيّد إبراهيم الجبيلي وغيرهم، نشكر كل من ساهموا ليصمد هذا الدار ويستمر على الرغم من كل الظروف".

أمّا الوزير حجار فألقت كلمة باسمه المستشارة هلا مرعب وجاء فيها: "أنقل إليكم محبّة الوزير حجار وتثمينه للعمل الدؤوب الذي تقوم به جمعيّة راهبات القدّيسة تريزيا الطفل يسوع المارونيّات في هذا الدار منذ ٧٥ عامًا وحتى اليوم، كنتم خلالها اليد الماسيّة التي حضنت الفئة العمرية الأكثر ضعغًا وحاجةً إلى السند. كبارنا هم منبع الحكم والتجارب التي لم تمنحها أيّ مدرسة، إنهم ضياء الأسرة ونورها. ومن هذا الدار رسالة إلى كلّ الوطن أنّ اختلاف الزمن والأفكار لا يهمش دور المسن، فاحترامه والوقوف عند حاجاته سمة من سمات المجتمع السليم. لكم كل التقدير، فعلى الرغم من كلّ الصعوبات التي تمر بها المؤسسات على كلّ المستويات، حافظتم على رسالتكم بإبقاء المسنين في كنف الكرامة والأمن من دون أي استغلال أو سوء معاملة. ومن معالي الوزير وعد لكم بأن يستمرّ في عمله من دون كلل للحفاظ على مؤسّسات الرعاية على تنوّعها وعلى كامل الأراضي اللبنانية للوصول إلى مجتمع أفضل وإنسان أرقى. هنيئًا لكم الكنوز التي برعايتكم فهي مناهل لا تنضب ولم تبخل يومًا على ظمآن".

وأعطى الدكتور جوزف الحلو شهادة بالدار الذي عمل فيه على مدى عشر سنوات مؤكدًا أنّ "الوزارات المعنية تعمل على الاهتمام بدور الرعاية على الرغم من الصعوبات المالية"، لافتًا إلى أن "المشكلة تكمن أيضًا في أهالي بعض المسنّين الذين يضعونهم في دور الرعاية ولا يعودون يسألون عنهم وعن حاجاتهم". وختم قائلًا إنّه "في زمن المؤسس الخورأسقف أنطون عقل كان هناك رجال دولة لا رجال سياسة كما نرى اليوم، فيما تحتاج أيامنا هذه إلى مثل هؤلاء الرجال للقيام بالمجتمع وبمؤسّساته ودور رعايته. نحن الخميرة، كما يردّد دومًا صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر، ومهما اشتدّ الظلام فالنور آتٍ لا محالة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o