Apr 02, 2024 4:32 PM
خاص

سلاح الحزب مطروح على الطاولة... تسليمه بالحُسنى والا بتدمير لبنان

نجوى ابي حيدر

المركزية- كثير هو الكلام الذي قيل عن زيارة مسؤول وحدة الارتباط والامن في حزب الله وفيق صفا الى الامارات العربية المتحدة اثناء وبعد عودته منها، واكثر منه الحبر الذي سال تحليلا وغوصا في خلفياتها وقد تعدت حتما قضية الافراج عن مساجين شيعة هناك. في الشكل افيد ان دورا بارزا لعبه مسؤول سوري لترتيب الزيارة في ظل الاشكالية المتحكمة بعلاقة الحزب بالدولة المُطَبِعة مع العدو الاسرائيلي، وهو دأب منذ اشهر عدة على اعدادها وتهيئة الارضية المناسبة لانجازها ، فاستضافت دمشق حينها وفيق صفا ومستشار الامن الوطني الاماراتي طحنون بن زايد. وعلى الخط ايضا دخلت عُمان من ضمن الجهود المبذولة لابرام صفقة التسوية عبر انخراط الحزب في الخيار الدولي لشرق اوسط جديد.

وفي اعقاب عودته، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان المسؤولين الاماراتيين ابلغوا الى صفا رسالة اسرائيلية تقضي بـ"ان يبادر الحزب الى تسليم سلاحه سلميا الى الجيش اللبناني...وإن رفض فبالقوة".  كما تسلم مجموعة اسئلة تتعلق بدور حزب الله في المرحلة المقبلة وفي حقبة التسوية الكبرى وما بعدها حينما يحل السلام والاستقرار في المنطقة وضرورة التخلي عن سلاحه بعد ترسيم الحدود البرية مع اسرائيل واكمال مرحلة تطبيع الدول العربية معها. وفي ضوء ما يقرره الحزب او بالأحرى ما تبلغه ايران له من اجابات ردا على الاسئلة هذه، يتقرر جزء كبير من المصير الذي سيُرسم  للمرحلة المقبلة.

وحتى ذلك الحين، تتوالى الاقتراحات والافكار في شأن الحزب ومصير  سلاحه، وقد انهكته حرب الاسناد والمُشاغلة وتصفية مسؤوليه وقيادات ايران ونقمة بيئته المتنامية جراء الخراب والدمار اللاحق بمنازلهم وارزاقهم وتهجيرهم، حتى ان شعبيته في البيئة الحاضنة الى تراجع، ولسان حالها ان فتح جبهة الجنوب لم يؤثر ايجابا  في الحرب ولم يخدم غزة بل تم تدميرها والجنوب اللبناني معها.من بين الاقتراحات بحسب ما تفيد المصادر عرض قدمته جهات عربية مسؤولة للحزب ، هو مثابة  صيغة- مخرج تقوم على انسحاب اسرائيل من جزء من شبعا وكفرشوبا،فيضع الحزب ما جرى في سياق الانجازات التي حققتها المقاومة، ويباشر في تطبيق القرار1701 وفق خطة  يسلم خلالها سلاحه الى الجيش مقابل حصوله على مكاسب لاسيما مراكز اساسية سيادية في الدولة العميقة. وتشير الى ان الحزب يدرس العرض، ولم يرفضه ولئن كانت لديه  تحفظات على بند تسليم السلاح، الا انه ينتظرموقف ايران منه وما اذا كانت ستبحثه مع واشنطن من ضمن سلة تسوية.

وتشير المعلومات الى ان موضوع سلاح حزب الله مفصول عن تطبيق القرار 1701،اي اخراج السلاح الى ما بعد الليطاني، في حين تتمسك جهات خارجية ومحلية بتطبيق القرارين  1559 و1701 لان القرار الاول وارد في مندرجات الثاني. وتعتبر ان حل مسألة السلاح ضروري ويندرج ضمن التسوية الشاملة في المنطقة والمفروض ان تبدأ من تبريد الجبهات وتأمين فصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة.

ان عودة المبعوث الاميركي الرئاسي اموس هوكشتاين متوقعة بعد التزام ايران تنفيذ القرار الدولي وتقيد الحزب بالموقف هذا، بحسب المصادر التي توضح ان المستشار الاميركي سلم المسؤولين اللبنانيين رسالة مشفّرة ومقتضبة تعدد الخطوات المفترض بلبنان ، اي بحزب الله، اتخاذها، وهي الاعلان عن وقف العمليات العسكرية، انشاء منطقة منزوعة السلاح ونشر الجيش واليونيفيل فيها وعلى الحدود ثم بدء ترسيم الحدود البرية. الا ان اسرائيل التي اطلعت على الرسالة "رفضت" العرض وطالبت بان يبادر حزب الله الى تسليم سلاحه الى الجيش .فالافضل ان يتحرك من تلقاء ذاته ،لأن البديل سيكون بالقوة وبتدمير لبنان على من فيه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o