Apr 02, 2024 3:00 PM
خاص

لهذه الاسباب تجرأت اسرائيل على قصف مركز دبلوماسي؟

يولا هاشم

المركزية – دخلت "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة وخطيرة بعد الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق، وأصابت قادةً إيرانيين كبارا في الحرس الثوري في مقدمهم القائد محمد رضا زاهدي ونائبه الجنرال حاجي رحيمي. وتفاقمت المخاوف من نشوء حرب من نوع جديد بين إسرائيل وحماس بعد الضربة الإسرائيليّة على القنصلية، وسط توتّر إقليمي محموم منذ تفجّر الحرب في قطاع غزّة. فهل دخلنا مرحلة جديدة من الصراع؟

العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" ان "اسرائيل، أثناء زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي الى الولايات المتحدة، نالت الضوء الأخضر لتتابع عملياتها الانتقامية كما بدأت. وهذا واضح، من خلال تزويدها بأسلحة نوعية، كقذيقة الألف رطل، التي تطلقها الطائرات للتدمير وليس للتعامل الانساني. ولو كانت الولايات المتحدة تبغي التعامل بشكل انساني فعلا، او ان تراعي اسرائيل الامور الانسانية في رفح، لما زودتها بهذه القنبلة. ويبدو ان تزويد اسرائيل بقذيفة الالف رطل وبطائرات الـF35 يعني ان هناك نية، لا نعرف متى، لإزلة الخطر القادم من الشمال. فاسرائيل، منذ اوائل هذه السنة، مع بداية المرحلة الثالثة من عمليتها الانتقامية في غزة، وجهت سهامها باتجاه محور الممانعة وبدأت بتفعيل ضرباتها التي تكاد تكون اسبوعية منذ نحو شهر، في سوريا وفي العمق اللبناني في بعلبك، وباصطياد قادة من المقاومة وعناصر بسياراتهم وآلياتهم، اي انها انتقلت الى مرحلة تفعيل هذه الجبهة، ويبدو انها تستغل الوضع بأن حزب الله ما زال يردّ ضمن المدى والاسلحة العادية التي اعتاد عليها، ولم يُظهِر أسلحة جديدة ومدى جديداً. كل ما فعله "الحزب" عندما استُهدِف البقاع أنه زاد رشقاته باتجاه الجولان. أدخل الجولان مقابل بعلبك".

ويشير ملاعب الى ان "منذ شهرين بدأت اسرائيل بتفعيل طلعاتها الجوية باتجاه سوريا، وبدأت بقتل مستشارين ايرانيين. وعندما قُتِل القيادي الإيراني الكبير في "الحرس الثوري" رضى موسوي مع اربعة آخرين في شقة سكنية، فُتِح تحقيق داخل الجيش السوري، بعد اتهام ايران بحصول خرق أمني أدى الى وصول اسرائيل الى هؤلاء القادة والمستشارين. بعد هذا الحادث، اتخذت ايران منحى يقضي بعدم الإعلان عن مكان وجود قادتها ومستشاريها. إلا أن الجميع على صلة بالقنصلية، لذلك عندما اصطادت اسرائيل هؤلاء وضربت مبنى تابعا للقنصلية، فهذا يعني انها توجه رسالة هامة جدا وهي انها مستمرة في ضرب وقتل المستشارين الايرانيين، وبالتالي خلفية حزب الله. المقصود ضرب العمق والقيادة عسكريا لمن يتولون القيادة العسكرية. الرسالة الاولى هي ضرب قيادة الحرس الثوري او ما يسمى بجيش القدس والذي هو الظهير الاساسي لحزب الله".

ويسأل ملاعب: "لكن لماذا تجرأت اسرائيل على قصف مركز دبلوماسي؟ تقول اسرائيل أنه ليس مركزا دبلوماسيا بل ملحق بالقنصلية، لكنه ضمن البقعة المحروسة من قبل الشرطة السورية اي انه مركز دبلوماسي، وكل تعدٍ على مركز دبلوماسي تعدٍ على اراضي الدولة التي يمثلها، اي على ايران تحديداً وليس على سوريا، وهذا دونه خطورة. لكن كيف تجرأت اسرائيل وقصفته؟ يبدو ان هناك تحذيرا ضمنيا لايران من قبل الولايات المتحدة مفاده إذا ثبُتَ لدينا تورط ايراني، فلن تكون ايران بنفسها بعيدة عن الاستهدافات. شهدنا هذا الوضع في اليمن عندما بدأ بإرسال صواريخه ومسيراته وهي من تصميم واستشارات ودعم ايراني، فحضرت واشنطن بأساطيلها وأقامت التحالف البحري ضد اليمن وتعاملت مع هذا الخطر. صحيح ان الولايات المتحدة لا تريد ان يكون لها دور عسكري في الموضوع حالياً، لكن عندما يصبح الامر يشكل خطرا على اسرائيل، ويُهدّدها بصليات صاروخية كبرى من قبل حزب الله، فمن الممكن ان يكون الرد على ايران وليس فقط على خلفية حزب الله كما فعلت اليوم. هذه رسالة بأن الرد ممكن ان يكون على طهران، لذلك شهدنا ان حزب الله رغم ان اسرائيل وسعت استهدافاتها، لم يوسع المدى، وهذا يعني ان الرسالة وصلت الى الايرانيين ان اذا جرى توسيع المدى من قبل حزب الله، فالاراضي الايرانية لن تكون بمنأى، وتكون هي مَن استدرجت هذا الرد، وهذه رسالة على أرض ايرانية".

أما عن الرد الايراني فيعتبر ملاعب ان "ايران عودتنا ان يكون لديها الصبر الاستراتيجي، لكن سواء ردت ام لم ترد فستبقى مهيمنة في المنطقة وموجودة، وهذا الامر يعنيها كثيراً. وجودها في المنطقة ليس عسكريا بل لتأمين مصالح اقتصادية. عندما يسمح الروس بوجود ايراني في ميناء طرطوس، يعني ان هناك تواجدا وافقت عليه روسيا، وان هناك اتفاقا على إنشاء خط سكة الحديد من طهران الى جنوب العراق ومنه الى البوكمال الى الداخل السوري وحمص وطرطوس. وبالتالي يجب ألا ننسى ان الهدف الاساسي من الهيمنة الايرانية على العراق وسوريا هو تمديد خطوط الغاز براً الى المتوسط، خاصة وان ايران هي ثاني دولة في احتياطي الغاز في العالم، وتحتاج لأن يكون لديها إمدادات غاز مباشرة برية، لأن من شأن ذلك أن يوفر عليها تسييل الغاز وإرساله في السفن وإعادة تغويزه. لذلك، ردت طهران ام لم ترد لا يهم، إذ من الممكن ان تفتدي بحزب الله كله ووكلائها كلهم مقابل مصلحتها الاقتصادية الاساسية خاصة تلك المرتبطة بخطوط الغاز".

ويختم: "سنسمع كلاما بأن طالما استهدفوا سفارة فإن كل سفارات اسرائيل اصبحت عرضة للرد وسنرد وحتى السفارات الاميركية أصبحت عرضة، كون واشنطن سمحت بهذه الضربة... وما شابه، لكن لا اعرف إذا كانت ايران ستستعمل وكلاءها في هذا الاتجاه، لأن مصلحتها الاقتصادية ومصلحتها في الهيمنة على المنطقة فوق كل اعتبار حتى لو فدت بقادة، وأهم بكثير من أن ترد على اغتيال مسؤول لديها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o