التأليف على عتبة تأزم اضافي... ومعطى خارجي يفرمل المســـار
لقاء ارسلان–باسيل: العقدة في الاحتكار... وحزب الله لاعتماد النسبية
ظريف: لا احد يصدق ان ترامب جاد فـــي الحوار والتفاوض معنا

المركزية- لا عامل ثابتا في الملف الحكومي المأزوم سوى "اختناق" جميع الجهود التي بذلت حتى الساعة لاستعجال الولادة الحكومية عند العقد الحصصية نفسها. حتى التوقعات، لم يعد ممكنا الركون اليها في ضوء انسداد افق الحل وعودة المواقف الى مربع التسخين وتبادل الاتهامات ورمي المسؤوليات. وإذا كان الاعتقاد سائدا أن العقدة الحكومية محلية بامتياز، فإن انهماك الجهات الخارجية المعنية بالملف اللبناني، بقضايا أخرى كثيرة اكثر الحاحا بنظرها، تجعل الملف اللبناني على عتبة تأزيم اضافي في المرحلة المقبلة، تلوح تباشيره في في معطيات متعددة، ولا انفراج راهنا، في انتظار أن يتدخل أو يتطوع من يستطيع إلى ذلك سبيلا...

حتى اللقاءات المعوّل عليها لاحداث خرق موعود وفي مقدمها لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لم يبرز ما يؤشر الى انعقادها قريبا، في حين تعقد اجتماعات تشاورية بين بعض الاطراف السياسية كذاك الذي جمع مساء امس وزيري الثقافة غطاس الخوري والاعلام في حكومة تصريف اعمال والنائب وائل أبو فاعور في منزل خوري واكد استمرار التنسيق بين " المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" في الملف الحكومي.

ومع كل يوم يمر على التكليف من دون تأليف، تبرز عقبات اضافية جديدها، بحسب ما ابلغت اوساط تيار المردة "المركزية"  مطالبة "التكتل الوطني" بحصة حكومية من وزيرين وحقيبتين من بين ثلاث الاشغال او الطاقة او الاتصالات، والا البقاء في المعارضة .

وفي حين بدأت تطرح بقوة صيغة حكومة الـ24 وزيرا كمخرج للقفز فوق بعض العقد، اكدت اوساط سياسية متابعة لـ"المركزية" ان المعطيات المستجدة على مستوى الخارج وتحديدا ما يتم اعداده من سيناريوهات تسووية روسية- اميركية  لبعض دول الاقليم من اليمن الى العراق فسوريا  تطغى بقوة على عقد التأليف الخارجية وبدأت تتحكم بمسار التأليف برمته في انتظار ما ستؤول اليه.

العقدة في الاحتكار: في الاثناء، سجل لقاء ضم وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في الخارجية، دلّ الى أن "العقدة الدرزية" تراوح مكانها. ففي وقت يتمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بحقه في الحصول على الحصة الدرزية كاملة في الحكومة العتيدة، أكد ارسلان من قصر بسترس ان "في ما يخصّنا لا عقد لدينا لا انا ولا الوزير باسيل او تكتل لبنان القوي، لكن العقدة هي لدى من يطالب بالاحتكار"، معتبرا ان "أي مذهب يُحتكر بشخص يعطّل الميثاقية في عمل الحكومة، وهذا سينعكس على كل شيء وفي ذلك مسّ بالمحرمات"، لافتا الى ان " لا يمكن رفع شعار حكومة وحدة وطنية وتثبيت الاحتكار في الوقت عينه". وردا على سؤال، قال ارسلان "انني لا اطالب بالمحاصصة بل بالتمثيل ومن حقنا ككتلة في الجبل ان يكون لنا تمثيل في الحكومة كأي كتلة أخرى". واشار الى ان "البلاد لا تتحمل الضغط والتعاطي مع التأليف بخفّة"، مشيرا الى ان "مقاربة التأليف من زاوية الحصص والمحاصصة غير مسؤولة". وقال "من يدخل الى الحكومة من قاعدة المحاصصة يشرّع نقل هذا المبدأ الى كل شيء"، مضيفا "نحن مع حكومة وحدة وطنية تضم الجميع ولا احد يثير حكومة الاكثرية ولم أقرر بعد ان كنت سأشارك شخصيا في الحكومة ام سأسمي أحدا لتوزيره".

للنسبية في التشكيل: وفي المواقف، اشار وزير الشباب والرياضة محمد فنيش الى ان "وبكل بساطة ومثلما اعتمدنا النسبية في قانون الانتخابات، علينا أن نعتمدها في تشكيل الحكومة، من دون أن نقصي أحدا وفقا لقواعد ومعايير واحدة، وبالتالي فإن من يرفض المشاركة وفق هذه المعايير فهي مشكلته، واما ان ينفخ البعض بحجمه كما يشاء فهو حرّ، لكن باعتماد القواعد والمعايير الواحدة، كل جهة تستطيع أن تصل إلى حجم تمثيل يتلاءم مع نتائج الانتخابات ويحفظ الشراكة الوطنية".

لازاريني للإسراع: وفي وقت يكبر الخوف من تداعيات التعثر الحكومي على الواقع الاقتصادي وعلى المساعدات الدولية المقررة للبنان، التقى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، وعرض معه التطورات الراهنة ومدى الاهتمام الدولي وكذلك اللبناني، وحرصهما على الاستقرارين الاقتصادي والمالي في لبنان. وكان تشديد على الحاجة إلى تسريع تشكيل الحكومة الجديدة ليستطيع لبنان الإفادة من المناخات الدولية التي تولّدت بعد مؤتمر "سيدر" كي لا يخسر لبنان الفرص التي وفّرها هذا المؤتمر سواء على صعيد الاستثمارات وتأمين خدمات البنى التحتية، أو على صعيد تحريك الوضع الاقتصادي بكل قطاعاته واتجاهاته.

ضيفة ايطالية: في الموازاة، وصلت بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي وزيرة الدفاع الايطالية اليزابيتا ترينتا، في زيارة رسمية تستمر ليومين، هي الاولى لمسؤول ايطالي الى بيروت منذ تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة في الاول من حزيران 2018. ومن المطار، انتقلت الوزيرة الايطالية الى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، في حين من المقرر ان تلتقي أيضا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وتبحث معهم في العلاقات الثنائية. كما ستشارك غدا في حفل التسلم والتسليم في قيادة قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان ما بين الجنرال مايكل بيري والجنرال ستيفانو ديل كول في الناقورة.

"اسراء" في الذوق: كهربائيا، توقعت مصادر متابعة لـ"المركزية"، أن ترسو الباخرة التركية اسراء سلطان، مساءً قبالة معمل الذوق، على أن توضع على الشبكة لتبدأ بإنتاج الطاقة بين مساء الأربعاء وصباح الخميس المقبلين، لترفد كامل قضاء كسروان وجزءاً من قضاءيّ  جبيل والمتن بنحو 100 و120 ميغاوات ما يؤمّن التغذية بالتيار الكهربائي ما بين 22 و24 ساعة، في حين كانت ستؤمّن في الجيّة نحو 40 ميغاوات فقط. وكشفت المصادر أن أشغال رسوّها على السنسول ستجري قبل بدء الباخرة بالإنتاج، وستغطي الشركة التركية كلفة تلك الأشغال من دون تكبيد الخزينة اللبنانية أي مصاريف.   

"المولدات" تصعّد: في المقابل، رفض اصحاب المولدات الخاصة، قراري تركيب العدادات وتحديد التسعيرة، وهدّدوا بالاطفاء الكلّي بحلول بداية تشرين المقبل ، إن لم يتمّ التراجع عن القرارات. واعتبروا في بيان، أن "لتخفيض فاتورة المولدات يجب دعم المازوت"، مذكرين بأن "25000 الف عائلة تستفيد من هذا القطاع مباشرة وغير مباشرة"، مشددين على "اننا نرفض التعرض لأي من اصحاب المولدات إن لم يلتزم القرارين".

اعتصام الخميس: معيشيا ايضا، أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري الاعتصام عند مداخل مرافئ صور، صيدا، بيروت، وطرابلس صباح الخميس المقبل من السادسة صباحاً إلى العاشرة قبل الظهر. وعقدت اجتماعاً استثنائياً في مقرّ الاتحاد العمالي العام قيّمت فيه تحرّكها الميداني تحقيقاً لمطالب القطاع المزمنة.

هم المعزولون! اقليميا، وعلى وقع دخول حزمة العقوبات الاميركية على ايران حيز التنفيذ اليوم، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن قادة الولايات المتحدة والسعودية واسرائيل "معزولون" في موقفهم من بلاده.  وقال ظريف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الطالبية الايرانية "اسنا" شبه الرسمية "أعلن العالم بأسره اليوم أنه غير متوائم مع السياسات الأميركية حيال إيران" مضيفا "تحدثوا إلى أي شخص في أي مكان في العالم وسيخبركم أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان معزولون، لا إيران". وردا على دعوة ترامب إلى التفاوض، قال ظريف "فلتظهر الولايات المتحدة أنها تستحق أعطاءها وقتا للتفاوض، ولا أحد يصدق بأن ترامب جاد في قضية الحوار والمفاوضات مع إيران".