Mar 18, 2024 1:25 PM
خاص

عباس فضّل مصلحة الفلسطينيين على مصالح حماس: هل أخطأ؟

لورا يمين 

المركزية-  أصدرت حركة "حماس" بيانا علقت فيه على المرسوم الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاضي بتشكيل حكومة جديدة. وجاء في البيان  "إن اتخاذ القرارات الفردية، والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، هي تعزيز لسياسة التفرّد، وتعميق للانقسام، في لحظة تاريخيّة فارقة، أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، تحضر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني". وتابع "إن هذه الخطوات تدل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته، وهو ما تؤكده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات والتوجهات، إن من حق شعبنا أن يتساءل عن جدوى استبدال حكومة بأخرى، ورئيس وزراء بآخر، من ذات البيئة السياسية والحزبية".

في المقابل، ردت "فتح" بعنف على هذا البيان. فأكدت أن "من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة، لا يحق له املاء الاولويات الوطنية"، مؤكدة أن "المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية". وأعربت فتح عن استغرابها واستهجانها من حديث حماس عن التفرد والانقسام، وتساءلت هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟ وهل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات وأن لا هدف لها سوى ان تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي، ومحاولة الاتفاق مع نتنياهو مجددا للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية، والسؤال إن كانت حماس شاورت أحدا عندما قامت بانقلابها الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، ورقضت كل المبادرات لانهاء الانقسام. وأكدت فتح ان رئيس الوزراء المكلف محمد مصطفى، مسلح بالأجندة الوطنية لا بأجندات زائفة لم تجلب الى الشعب الفلسطيني الا الويلات ولم تحقق له انجازا واحدا. وتساءلت فتح هل تريد حماس أن نعين رئيس وزراء من إيران أو أن تعينه طهران لنا. ودعت فتح قيادة حركة حماس إلى وقف سياستها المرتهنة لأجندات خارجية، والعودة الى الصف الوطني".

انفجر الخلاف بشدة اذا بين فتح وحماس، وكل الجهود الدولية لرأب الصدع وتوحيد الكلمة الفلسطينية، لم تنفع. وعادت الامور بوضوح الى النقطة صفر، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". واذ تعتبر ان التدخل الايراني في الشأن الفلسطيني، يشكل عامل شقاق في اللعبة السياسية الداخلية، تقول المصادر ان عباس، ازاء تعثر المفاوضات بسبب تشدد تل ابيب تارة وحماس طورا، رأى ان من الافضل الا يضيّع مزيدا من الوقت وان يذهب نحو تشكيل حكومة لا تستفز القوى التي ستعمل فعليا على اعادة اعمار غزة. و بما ان حماس مصنفة ارهابية بنظر عواصم كبرى اساسية في عملية الاعمار، ارتأى عباس الا مانع من تكليف رئيس حكومة جديد صاحب كفاءة، قادر على نيل ثقة المانحين.. على قاعدة ايهما اهم؟ ان يرضى الداعمون فيساعدون في انتشال الفلسطينيين من مأساتهم، ام ان ترضى حماس وايران؟ فهل يجب ان يُدان عباس على هذه المقاربة؟ تسأل المصادر...

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o