Mar 15, 2024 12:50 PM
أخبار محلية

الخطيب: لا خيار إلا بالحل الداخلي بالتوافق والجلوس إلى طاولة الحوار

المركزية - أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: "ليس هناك اليوم أيها الأخوة من أمور المسلمين ما هو أهم مما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إبادة وقتل ومجازر ودمار لا يتوقّف عليه مصيره فقط وإنما مصير الأمة كلها، وهم يناشدون أبناء أمتهم وجلدتهم ودينهم لنجدتهم ودفع الجوع والعطش والقتل عنهم وعن أبنائهم والدفاع عن أعراضهم وكرامتهم وهم مع كل هذا الخذلان والصمت العربي والإسلامي إلا القليل ممن امتلأت قلوبهم إيماناً وشهامةً يقفون بكل شجاعة ينازلون العدو، لم يدعهم الخذلان أن يستسلموا أو يرفعوا الراية البيضاء وهم يدفنون أبناءهم وأعزاءهم وتهدم بيوتهم على رؤوسهم ولا يجدون ملجأ يلجؤون إليه أو رغيفاً يسدون به جوع أبنائهم أو حبة دواء يسكّنون بها أوجاعهم أو مشفى يعالجون به جراحهم سوى الصبر ووعد ربهم بالنصر، وها هم يرون المدد الإلهي فيما ينزلونه بجيش العدو قتلاً وإثخاناً بالجراح ونقصاً في الأعداد وانسداداً لأبواب الخروج من أوحال غزة بانتزاع صورة نصر عزّت عليهم، هذا والقوى الغربية الغاشمة تقاتل معهم وتمدّهم بالسلاح والعتاد، فلتعتبر الشعوب العربية والإسلامية من أهل غزة وهم وحدهم في الساح محاصرون في بقعة جغرافية ضيقة ومحاصرة، فكيف لو أن الأمة وقفت إلى جانبهم ولو بالمساندة بحدها الأدنى، هكذا تعيشون شهر الصيام؟ وبماذا تشعرون عند إفطاركم وسحوركم؟ أفلا يذكركم بأن أهل غزة يفطرون ويتسحّرون على شهدائهم وجوعهم وعطشهم؟ وبماذا سوف تجيبون ربّكم ونبيّكم؟ بل كيف هو موقفكم أمام الأمم والشعوب الأخرى التي بادرت إلى التضامن معهم في شتى أنحاء العالم وانتم لا حراك فيكم ولا صوت يصدر منكم سوى أصوات التخذيل والتخويف والتجبين من أن يصيبكم ما أصاب غزة من القتل والدمار كما يفعل بعض الإعلام في بلاد العرب وفي لبنان، أظننتم أن هذا العدو الذي أصابه ما أصابه في حرب غزة من القتل والوهن والفشل يمتلك الجرأة في توسعة الحرب إلى ميادين أخرى كالساحة اللبنانية التي أعدّت له فيها المقاومة عدّتها وأذاقته طعم الهزائم المنكرة والمُرة في الماضي والحاضر!".

أضاف: "فكما فشلت هذه المحاولات أن تخيف شعبنا وتهزم إرادته في مواجهة العدوان واستسلمت لإرادته في الماضي فكذلك اليوم وهي أكثر إيماناً وأشدّ عزيمةً اليوم وتصميماً من أي وقت مضى على المضي في حماية لبنان وجنوبه ومساندة القضية الفلسطينية وشعب غزة وسيخسر المثبّطون الرهان اليوم كما خسروه بالأمس وما قبله الذين يُفشلون أي محاولة داخلية للحل منتظرين ما يعدهم الشيطان وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، الذين لم يعتبروا من المراهنات السابقة الخاسرة (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)، فلا خيار إلا بالحل الداخلي بالتوافق والجلوس إلى طاولة الحوار دون المزيد من تضييع الفرص بالمراهنات الخاسرة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o