1:01 PM
خاص

المحور من رأسه الى القاعدة مخروق حتى العظم: لماذا تخوين الخصوم؟!

لورا يمين

المركزية - أعلنت إيران، امس، الحداد ثلاثة أيام بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. المعلومات حول كيفية استهدافه بقيت متضاربة ولم ترس على رواية واحدة بعد وربما لن ترسو بما ان في ايران، العمل الصحافي او الاستقصائي القضائي الفعلي، ممنوع، ولا يخرج الى العلن إلا ما يريد النظام الايراني إخراجه، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

على اي حال، كشفت وسائل إعلام إيرانية بعض تفاصيل العملية التي أدت إلى اغتيال هنية في العاصمة طهران حيث أفاد إعلام إيراني، أن "الاغتيال وقع في حوالي الثانية صباحا بتوقيت إيران، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران". وأفادت وكالات أنباء إيرانية بأن مقر هنية إستهدف بقذيفة أطلقت من الجو. وأضافت "يتم إجراء المزيد من التحقيقات لمعرفة ملابسات هذه العملية الإرهابية مثل الموقع الذي أطلقت منه القذيفة". وأفادت وسائل إعلام اخرى، نقلاً عن مصدر إيراني لم تفصح عن اسمه، بأن الصاروخ الذي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، أطلق من دولة أخرى وليس من إيران... الا ان وسائل إعلام إسرائيلية اشارت الى ان "الصاروخ الذي اغتال هنية أطلق من غواصة"، وقالت ايضا: خلافاً لادعاءات إيران اغتيال هنية تم من داخل البلاد وليس خارجها.

ايران التي قتل هنية في قلب عاصمتها اعلنت الحداد، وذهبت ومعها كل حلفائها واذرعها في المنطقة، الى التوعد بالانتقام لهنية، رافعين الراية الحمراء. فقد قال الحرس الثوري الإيراني في بيان "ان الرد على الكيان الصهيوني على اغتيال هنية سيكون قاسيا وموجعا". أضاف: "إن جريمة النظام الصهيوني باغتيال هنية ستواجه ردا قاسيا من جبهة المقاومة القوية وخاصة إيران". من جهته، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل "ستعاقب بشدة" على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية فجر اليوم في طهران. واعتبر خامنئي أن "الثأر لاغتيال هنية واجب على إيران"، لأنه اغتيل على أراضيها، متوعداً بـ"عقاب قاسٍ" لإسرائيل. كما رأى خامنئي أن إسرائيل "وفرت أساساً لمعاقبتها بقسوة".

بعيدا من هذه المواقف وفي انتظار الثأر المفترض، تقول المصادر ان هذه الحادثة اعادت الى الضوء واقع الخرق غير المسبوق الذي تعاني منه ايران واذرعها. فـ"اسرائيل" – التي لم تتبن رسميا بعد العملية - باتت قادرة على تصفية اهم الكوادر في الحرس الثوري وفي الفصائل الموالية لايران، اينما كانوا: مِن طهران الى دمشق مرورا بقلب الضاحية الجنوبية، وذلك بسهولة تامة ومن دون ان تتمكن الدُول التي تُعتبر "صديقة" وحليفة للمحور المقاوم، من تأمين اي حماية لهم، بل على العكس.

فقد تبين بما لا يرقى اليه شك، ان عواصم المحور، والبيئات الحاضنة للمقاومة، على حد تعبير المقاومين، ليست ابدا حاضنة لهم، بل هي بيئات "منخورة" استخباراتيا مِن قبل العدو الذي نجح في التغلغل فيها حتى بات يَعرف غرف نوم القادة الممانعين وتوقيت دخولهم وخروجهم.. عليه السؤال عما اذا كانت السلطات في طهران او دمشق، والتي تمسك باراضيها بيد من حديد، تغض الطرف عن تصفية اسرائيل للمسؤولين في المحور في لعبة البيع والشراء التي تلعبها مع الغرب، مشروع، والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه ايضا هو عن أحقية اتهام المحور خصومَه بالعمالة لاسرائيل بينما لا يُقتل قادة المحور إلا في قلب البيئات المؤيدة "مبدئيا" للمقاومة، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o