Aug 04, 2018 1:55 PM
تحليل سياسي

التوتر الكهربائي يطل من الزهراني واسرائيل تستعد لحرب مع "حزب الله"

 

على رغم انقضاء اكثر من شهرين على التكليف، ينخفض يومياً منسوب التفاؤل بولادة الحكومة قريباً، ليرتفع في المقابل منسوب التشاؤم اكثر فأكثر، وينكشف ان كل اللقاءات والمشاورات التي جرت حتى الآن بين المعنيين بتأليف الحكومة لم تحقق اي نتائج عملية وانها "حركة بلا بركة"، وكل ما يُشاع من إيجابيات بان ساعة التشكيل قد دُقت والغاية منه التعمية عن الاسباب الحقيقية التي تعوق التأليف ولن يجرؤ المعنيون على مصارحة الرأي العام بها.

وعلى وقع شد الحبال السياسية وفرض الشروط الوزارية في عملية تشكيل الحكومة، يغادر الرئيس المكلّف سعد الحريري خلال الساعات المقبلة بيروت إلى اوروبا، في إطار زيارة ذات بعد اجتماعي، على ان يعود إلى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، لاستكمال الاتصالات حول تأليف الحكومة.

لا وساطة: ولا يلوح في افق التشكيل اي مبادرة او وساطة من اي طرف سياسي لتقريب وجهات النظر بين المتباعدين حكومياً. وفي السياق، اشارت مصادر واسعة الاطلاع لـ"المركزية" الى "انه يمكن القول ان الجمود المتحكم بتشكيل الحكومة الجديدة سيدوم طويلا. وما يزيد الطين بلّة، ان ليس هناك من هو على إستعداد ليلعب دور الوسيط. حتى ان الرئيس نبيه بري، ووفق مصادر مقربة منه لا يجرؤ على القيام بهذه المبادرة ليس لأنه لم يمتهن يوما دور الإطفائي بل انه يدرك صعوبتها في مثل هذه الظروف التي تعبرها البلاد، وفقدان الأمل بتوفير الحل والمخرج في ظل تشبّث الجميع بمواقفهم الى ما لا نهاية ولربما لانه ايضا في موقع من طرفي الصراع ولن يعترف به احد مصلحا او وسيطا".

عقدة جديدة!؟ وعلى خط العقدة المسيحية، وتحديداً حصة "القوات اللبنانية"، ومنذ ان ابلغ الرئيس ميشال عون الخميس الماضي موفد رئيس حزب "القوات اللبنانية" وزير الإعلام ان موضوع نيابة رئاسة الحكومة قد حسم له وهو من سيختاره، ثبت للجميع  ان المعادلة التي شكلت حلا في اثناء تشكيل الحكومة الماضية قد طويت رغم انها هي التي شكّلت مخرجا ابتدعه رئيس الجمهورية بموجب "تفاهم معراب"، لذلك فقد بات الأمر من الماضي البعيد. واعتبرت المصادر "ان احالة الرئيس عون طلب "القوات" بالحقيبة السيادية كبديل من نيابة رئاسة الحكومة الى البحث به مع  الرئيس المكلف، لا يعني ان المشكلة قد حلت. فلا يجب ان يُفهم ان طلب الاحالة الى الحريري يعني ان الحقيبة التي ستُسند لـ "القوات" ستكون من حصة رئيس الجمهورية اي وزراة الدفاع ولا من حصة "التيار الوطني الحر" اي وزارة الخارجية. فلربما قصد رئيس الجمهورية ان "يهدي" الحريري حقيبته السيادية لـ "حليفه" جعجع وعندها ستكون هذه الصيغة سببا لخلق عقدة جديدة بدلا من حل واحدة منها.

توتر كهربائي: في الاثناء، تفاعلت ازمة "باخرة الكهرباء" في معمل الزهراني، في ظل اعتراض عليها من قبل "حركة امل" التي نفّذت بتوجيه مباشر من قبل رئيسها الرئيس نبيه بري، اعتصاماً امام المعمل شارك فيه الى اعضاء كتلة "التنمية والتحرير" شخصيات وفعاليات جنوبية. وتحدّث وزير الاعلام علي حسن خليل مطالباً "بزيادة التغذية في الجنوب من معمل الزهراني نفسه 5 ساعات يوميا"، لافتاً الى "اننا رفضنا رسو الباخرة الثالثة في الزهراني، لأننا نريد بحث معمل ثابت للكهرباء في الزهراني"، ومعتبراً "ان ما يحصل اليوم محاولة تعمية على قضية مركزية وما علاقة كل ما يجري اليوم بموضوع التغذية الكهربائية في الجنوب وموضوع "صفقة البواخر"، مؤكداً "ان ليس مسموحا بعد الآن الاستمرار في هذه السياسة".

وردّ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل على وزير المال قائلا "لا احد اكثر حرصاً منا على الجنوب الذي ليس حكراً على أحد"، موضحاً "اننا لسنا من نعرقل الموازنات والدفع للمتعهدين ومشروعنا هو بناء المعامل وليس العرقلة".

حرب اسرائيلية؟ وفيما الهدوء السياسي "الحذر" يُسيطر على جبهة التشكيل، تُسمع في الجهة الجنوبية طبول حرب يقرعها الجيش الاسرائيلي ضد "حزب الله"، الذي سبق وادخل عناصره في جهوزية دائمة تحسّباً لأي عدوان. وبينما يستعد "حزب الله" لإحياء "عيد الانتصار في 14 آب" في مهرجان يطل فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، رفعت اسرائيل من وتيرة تصعيدها ضد الحزب، وتهديداتها بشنّ حرب عليه، وذلك عقب ما ذكرته القناة الاسرائيلية الثانية في الساعات الماضية من ان "حزب الله" كشف عن سلاحه الجديد، والممثّل في طائرة من دون طيار، التي شاركت في الحرب الأهلية في سوريا. وبحسب المعلق العسكري للقناة، فإن الحزب نظّم معرضاً لأحدث اسلحته، واستعرض ادوات ومعدات عسكرية جديدة ساعدت الحزب في تحقيق اهدافه في المعارك الأهلية في سوريا.

ويأتي اعلان القناة الاسرائيلية الثانية بعد ايام قليلة مما كشفته صحيفة هآرتس الاسرائيلية من ان الجيش الاسرائيلي وضع سيناريوهات عدة متوقعة في حال اندلاع معركة شاملة مع ايران ودخول "حزب الله" على خط النار في جنوب لبنان، واشارت الصحيفة الى ان الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، تقدّر ان احتمال مبادرة "حزب الله" او إيران إلى الحرب موجود لكنه لا يزال منخفضاً، لكن المخاوف الأساسية تنبع من إمكانية تدهور الأوضاع نتيجة حادثة محلية في سوريا او لبنان.

السعودية تستأنف نقل النفط: سعودياً، اعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، "ان المملكة قررت استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بدءاً من اليوم، بعد ان علّقتها في الخامس والعشرين من تموز الفائت في اعقاب المحاولات الإرهابية الفاشلة التي قامت بها المليشيات الحوثية ضد ناقلتي نفط سعوديتين، وشدد على "ان امن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر مصلحة دولية مشتركة يجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاهها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o