Feb 20, 2024 8:03 PM
أخبار محلية

باسيل: لسنا مع وحدة الساحات وإقصاء المسيحيين بالتدرج عن الحكم أمر خطير

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء اجتماع الهيئة السياسية في "التيار"، أن الهم الأكبر اليوم هو الحرب الدائرة في غزّة و في جنوب لبنان، وخطر توسّعها لتتحوّل الى حرب اسرائيلية شاملة على لبنان. وأوضح أن موقف التيار بديهي بالوقوف الى جانب الفلسطينيين وحقهم باسترداد دولتهم، و كذلك التنديد بالعنف الاسرائيلي الذي يمارس على المدنيين في غزة وفي جنوب لبنان.
وأضاف: "موقفنا بديهي بأن نقف مع كل لبناني وتحديداً مع المقاومة لحماية لبنان، بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية؛ وهذا اساس وثيقة التفاهم التي وقّعت عام 2006، ونفهم تمامًا الخوف من تحول الحرب الى شاملة على لبنان ونقدّر معادلة الردع التي ثبتها حزب الله وانبثقت عنها قواعد الاشتباك وهي التي منعت اسرائيل الى حد الان من الاعتداء الكبير على لبنان".

حماية لبنان في مواجهة إسرائيل ورفض الإنجرار للحرب
وقد أثنى باسيل على الحكمة و الجرأة في مواقف السيد حسن نصرالله التي رأى أنها أظهرت الحرص على لبنان وتؤدي الى حمايته دون خسارة المكتسبات الاستراتيجية التي تحققت على مدى سنين وأضاف: "تلقينا بإيجابية الكلام الأخير للسيد حسن نصرالله ونصدّق انه لا يسعى لتحويل اي ربح في الخارج الى ربح بالداخل وتغيير موازينه او معادلاته، كذلك الأمر موقفه المفهوم من ان لا عملية ترسيم للحدود بل كل ما في الأمر استرداد ارض مسلوبة وانه لا يجوز اساساً اي ترسيم بغياب رئيس الجمهورية، وكذلك كلامه الإيجابي عن عدم ربط الرئاسة بأي تطوّر خارجي وتحديداً الحرب الدائرة وفي الجنوب".
كذلك أشار باسيل الى أن موقف التيار معروف أنه مع الدفاع عن لبنان وليس تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين فهي مسؤولية الفلسطينيين. وقال: كذلك فإن التيار ليس مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات أخرى وتحديدًا ربط وقف حرب الجنوب وبوقف حرب غزّة، كما أنه يرفض استخدام لبنان كمنصة لهجمات على فلسطين المحتلة لأن ليس للبنان اي امكانية ان يدفع منفردًا ثمن استحصال الفلسطينيين على حقوقهم بل هو مع الوصول الى سلام عادل وشامل حسب مبادرة بيروت للسلام". 
وكذلك أكد باسيل رفض التيار أن يجرّ لبنان الى الحرب من دون ان يعني ذلك الاستسلام لاسرائيل او خوفاً من الحرب اذا فُرِضَت علي لبنان منها. وهنا يقع الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يسير به ويقرّر وقوع الحرب من عدمه، لأنه هو وحده من سيتحمّل تلك المسؤوليّة في حال وقعت الحرب، و"عليه ان يعي ان الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه او ضدّه، بحسب صوابية قراره أو موقفه".
وأضاف أن هناك أمر آخر اساسي يتحمّل مسؤوليّته وهو وحدة لبنان، لسببين: أولّهما انقسام اللبنانيين حيال الحرب وكيف يمكن ان يكون ادائهم خلالها، في حال وقعت ومن الواضح أنَّ الانقسام كبير جدًّا؛ وثانيهما انقسام البلد على الملف الداخلي الى درجة الخطر على الوحدة الداخلية .

انتهاك الدستور والميثاق
بعدها انتقل باسيل للحديث عن الموضوع الداخلي وخاصة سلوك الحكومة وتأثيره على الوحدة الداخلية، فأشار الى أنّه وبدلًا من الحديث عن كيفية حماية لبنان من الخطر الاسرائيلي أصبح هناك خطر آخر علينا حماية أنفسنا منه وهو خطر الممارسات السياسية لشركائنا بالوطن والتي أصبحت تهدّد وجود الدولة ووحدة الوطن، وهذا الخطر يتمثل بعملية إقصاء ممنهجة للمسيحيين عن الحكم وعن الدولة ادارةً واقتصاداً، بدءًا من اختيار رئيس نيابةً عنهم او منعهم من انتخاب الرئيس، وصولاً الى انتهاك الدستور والميثاق وضرب الشراكة بالحكومة والمجلس النيابي".
وأضاف باسيل: "نبّهنا كثيرًا ومنذ سنة ونصف من المسار الانحرافي والانحداري لحكومة تصريف الأعمال ومن التسلّط على موقع رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئيس ولكن الاستفزاز بقي مستمرًّا من دون حدود، بحيث تتصرف حكومة تصريف الأعمال بغياب الرئيس وكأنها حكومة كاملة الصلاحيات وكأن الأخير موجودًا بحيث تعقد جلسات عادية وبنود عادية وترد القوانين ، ووصلت بها الأمور الى تعيين موظف فئة أولى من دون اقتراح الوزير وتوقيعه وهذا يعتبر تخطيًا لكل الخطوط الحمر"  .
باسيل وضع هذه التصرفات في خانة الضرب للشراكة الوطنية معتبرًا السكوت عنها ضرب للوحدة الوطنية وأعلن ان التيار لن يسكت عن ذلك لأنه لا وحدة وطنية دون شراكة وطنية ومن دون الوحدة لا يبقى لبنان فلا وجود للبنان دون الشراكة".
باسيل شدد على ان القيمين على الكحومة مستمرون بالحكم بغياب الرئيس وبدون المكون المسيحي. وقال: "فهم يوصلون الرسالة ان بمقدورهم الحكم لأعوام على هذا المنوال والا فعلى المسيحيين القبول بالرئيس الذي يختارونه لهم، لذلك فإن التيار مستعدّ للقيام بأي شيء عند تهديد الكرامة والوجود أكان سياسيًّا أم نيابيًّا أم قضائيًّا وشعبيًّا ونظاميّا. وأكد ان البداية ستكون قضائيًّا من خلال تقديم عريضة نيابية امام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بطلب اتهام بحق من يخالف الدستور، بغض النظر عن النتيجة، موضحًا ان الموضوع بحاجة لـ 26 نائب على الأقل، وبهذه الطريقة يعي اللبنانيون من يرفض ومن يقبل بالغاء الشراكة. وهناك باب آخر هو تقديم طعن في مجلس شورى الدولة وان لم يتم الوصول الى نتيجة وقف قرار أخذ من دون الوزير المختص فبهذا ينتفي وجود مجلس شورى الدولة".

رئيس التيار نبّه من الإصرار بالسير بهكذا قرارات وسلوك لأنهت تؤدي نهاية وحدة لبنان، وقال: "نحنا رح نتعامل على هيدا الأساس. نحنا والناس رح نحاسب مثلما رح نحاسب عن عملية السطو من قبل رياض سلامة والمنظومة على ودائع الناس بالمصارف، مشيراً إلى دراسة توفيق كاسبار عن الهندسات المالية التي بلغت كلفتها 60 مليار دولار".
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، أكد باسيل أنه سيزيد الإيجابية والحركية للوصول الى تفاهم في هذا المضمار ورأى ان لا حل سوى الحوار للتفاهم على اسم يساهم ببناء الدولة وحماية لبنان معاً وأضاف :" نحن سنكون مبادرين متشاورين بما يؤدّي الى التفاهم والتوافق على برنامج ومواصفات واسم، واعطاء مهلة محدّدة وقصيرة للانتقال لجلسات مفتوحة، في مجلس النواب، بحال عدم التوافق، حتّى يتم الانتخاب بشكل ديمقراطي. 
باسيل أكد ان "ألا أحد يفرض علينا رئيسًا لا يمثّلنا، لا من الداخل ولا من الخارج الذي عليه ان يقتنع بأنه لا يقدر ان يفرض علينا"، ولفت إلى ان التسوية بعد الحرب مهما كان الرابح أو الخاسر فيها، لن تستطيع فرض معادلات داخلية جديدة علينا".

وأعلن الردّ إيجابًا على نداء النواب التسعة من المجلس بضرورة التلاقي سوياً ومع الكل للوصول الى الحل. وأضاف: "لن نقبل يطول الفراغ وتتمادى الحكومة والمجلس بسلب الحقوق ولن نساوم على حقوق اللبنانيين وعلى شراكتنا ودورنا ووجودنا مقابل اي منفعة أو سلطة". وختم باسيل بالإشارة إلى الإيجابية المطلقة للتفاهم على رئيس تقابلها سلبية مطلقة في مواجهة ضرب الشرتكة والميثاق".
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o