Feb 20, 2024 3:36 PM
خاص

تباين اميركي- اسرائيلي حول ايران...عمل عسكري ام اطاحة نظام؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- هي على الارجح المرة الاولى يتدنى معها مستوى العلاقات بين الحليفين التاريخيين ،الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948 الى هذا الحدّ.لعلّ همجية اسرائيل وجنون رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي فاق المعقول والمنطق في غزة بفعل مجازر الابادة الجماعية في حق الفلسطينيين، لعب دوراً في اهتزاز العلاقات وقد احرج واشنطن امام الرأي العام الذي انتفض جزء كبير منه لا سيما في الاوساط الشبابية وبين مناصري الحزب الديموقراطي، ضد اسرائيل بعدما عاين مدى الاجرام من خلال الصور والفيديوهات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاعلام، بيد ان السبب الرئيسي في التباين لا ينحصر بغزة فحسب انما يتمحور في شكل اساس حول ايران وكيفية التعاطي معها ومع اذرعها في المنطقة، كونها تشكل مصدر قلق وتوتر دائمين لتل ابيب الراغبة في اتخاذ اجراءات ردعية صارمة وانتهاج المسار العسكري، في حين ما زالت واشنطن تتعامل معها بالقطعة ولا تقطع خيط التفاوض والحوار، على أمل الوصول الى اتفاق. فهل تتعدى المسألة التباين بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتانياهو الى ما هو اعمق؟ وما هو مصير الملفات الخلافية بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية؟

تشدد مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية" على "متانة ورسوخ" العلاقات الأميركية- الإسرائيلية "رغم الاختلافات في وجهات النظر السياسية الناجمة عن مقاربة ملف حرب غزة، الا ان كيفية الخروج من هذه الحرب هي التي ستحكم مستقبل العلاقة التي تتخذ في جزء منها طابعا "عاطفيا" لا بدّ سيعيدها الى سابق عهدها اثر بلوغ الاتفاق. لكنّ انتهاء الحرب لن يوفر الامان الذي تنشده الدولة العبرية ومصدره ايران، لذا ترغب في القضاء عليها وتؤيد الخطوات العسكرية في هذا المجال ما دامت الطرق الدبلوماسية لم تجد نفعا، لا بل استغلتها طهران لتطوير برنامجها النووي وتعزيز قدرات اذرعها في المنطقة بدليل ما بلغته من قوة ونفوذ في عواصم عربية عدة راهناً.

ادارة الرئيس جو بايدن التي تحتل الانتخابات الرئاسية قائمة اولوياتها وتتحكم بها بشدة حسمت موقفها. الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكن لا اتفاق مع ايران الا بشروط اميركية ووفق النقاط الـ12 التي وضعت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي. من هنا، توضح المصادر، يمكن فهم التصعيد الايراني في اكثر من ساحة عربية وعرقلة اتفاق وقف اطلاق النار في غزة واستهداف الحوثيين المتكرر للسفن الاوروبية والبريطانية والاميركية وغيرها من الدول الغربية. واستتباعا فتح جبهة جنوب لبنان تحت عنوان جبهة مساندة واشغال اسرائيل عن غزة.

لا توافق اسرائيل الرؤية الاميركية وتحث ادارة بايدن على وجوب المسارعة في شن عمل عسكري ضد منشآت طهران النووية قبل ان تبلغ نقطة اللاعودة . ولا ينفك نتنياهو منذ عودته الى رئاسة الحكومة يذكر حليفه الاستراتيجي ان ايران وعبر اذرعها في المنطقة تستهدف المصالح الاميركية في سوريا والعراق وفي البحرالاحمر، وتبعا لذلك  لا يجوز التساهل معها والرضوخ لابتزازها وخداع العالم ان لا علاقة لها بما يجري، بل ضربها بالمباشر لانها تمارس ازدواجية المعايير في المواقف والاداء.

المصادر تشرح ان قناعة تولدت لدى الاميركيين بأن انهاء الحالة الايرانية الشاذة المسؤولة عن زعزعة الاستقرار في دول المنطقة، يبدأ باطاحة النظام في ايران وتغييره، لا بأذرعه المنتشرة في الاقليم. وتؤكد ان الأمر متفق عليه، لكن القرار التنفيذي يبقى رهن ادارة بايدن الذي قد تتخذه قبل الانتخابات للإفادة من ايجابية الخطوة في المعركة الانتخابية، الا ان ثمة حالة انعدام وزن في الادارة لتنفيذ قرار على هذا المستوى عشية الانتخابات، فهي كـ"البطة العرجاء"، عاجزة عن اتخاذ اي قرار خشية انعكاسه سلبا على المعركة او استفادة الخصوم منه.

لكن ،على رغم وضعية ادارة بايدن،  يبدو الجو ينحو داخل الكونغرس الاميركي لمواحهة ايران مدعوماً ومؤيداً من الديموقراطيين والجمهوريين في آن. فهل تقدم واشنطن على خطوة نوعية تصيب بها نظام ايران في الصميم، علما ان محاولات سابقة كثيرة بُذلت في الماضي في الاتجاه اياه باءت كلها بالفشل، وبقي النظام صامدا يتحكم بمصير دول عدة في المنطقة ، ام تنزلق الاوضاع الى حيث تريد اسرائيل فتنفجر الحرب على مستوى أشمل وتكون كلمة الحسم بالحديد والنار؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o