Jan 19, 2024 11:47 AM
أخبار محلية

بالصور - مار شربل في الفاتيكان.. الورشا: نصلي من أجل لبنان والاستقرار والسلام فيه

مرة جديدة، تهب السماء لمسة فرح الى اللبنانيين الغارقين في أزماتهم وليس غريبا على اللمسة ان تكون من خلال القديس شربل الذي لا ينفكّ يشفي ويبارك ويبلسم الجراح.

ففي تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، توحّدت كنائس لبنان لخمس دقائق وقرعت أجراسها ابتهاجاً برفع لوحة من الموزاييك لقديس لبنان، مار شربل، في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

وتستريح اللوحة تحت المذبح الرئيسي للبازيليك إلى جانب ضريح البابا القديس بولس السادس الذي أعلن قداسة مار شربل سنة 1977.

وتوافد المؤمنون الى عنايا حيث ضريح القديس والى بقاعكفرا مسقط رأسه مشاركين في القداس ورافعين الصلوات على نية خلاص لبنان.

وبعد رفع اللوحة، رأّس مندوب البطريركية المارونية لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، قداساً استذكر فيه صفات القديس وصلّى فيه على نية لبنان.

وحضر الاحتفال كلّ من كلاوديو غوجيروتي عميد مجمع الكنائس الشرقية، والأباتي هادي محفوظ رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية، والكاردينال ماورو غامبيتي كاهن البازيليكا، وفريد ​​الخازن سفير لبنان في الفاتيكان.

الورشا: وجاء في العظة التي ألقاها الورشا: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب: تعالوا نُسرّ ونفرح فيه" (مزمور 117).
أصحاب السعادة السفراء والقناصل، حضرة الوكلاء، والكهنة، والرهبان والراهبات، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بفرح وتأثّر كبيرَين نحتفل في هذا الصباح المبارك بحدث كنسي تاريخي جميل، وهو رفع موزاييك القديس شربل شفيع لبنان في بازيليك القديس بطرس. وبروحية الشكر لله نعيش هذا الاحتفال الإفخارستي، متأمّلين بما صنعه الربّ بهذا القديس العالمي الذي، من خلال حياته وفضائله وصفاته الروحية ومسيرته الرهبانية والكهنوتية المثالية، يبقى إلى الأبد علامةً حيّة لحضور الله في العالم.

كيف يمكننا ان لا نتوقّف عند معجزاته المستمرّة؟ والتي تشهد يوميًّا وفي كلّ لحظة على وجود إله ليس ببعيد، أو جامد، بل إلهًا رحومًا، مُحبًّا، يفتقد شعبه ويرافقه، قريبًا من كلّ واحد وواحدة منا؛ لا يتركنا على الرغم من كلّ التحديات والتعقيدات التي نواجهها في عالمنا اليوم.
إننا نشكر الربّ معًا على العطيّة التي أعطاها للكنيسة: عطية القديس شربل التي تبعث فينا الرجاء، ليس فقط للكنيسة المارونية ولكنيسة لبنان، بل أيضًا لكنيسة الشرق الأوسط كما وللكنيسة الجامعة. ولا بدّ من الإشارة إلى كثرة عدد المؤمنين هنا في روما وفي إيطاليا المكرِّمين للقديس شربل والذين يلتمسون شفاعته بمجرّد التعرّف إليه: منهم مَن يطلب زيتًا للتبرّك منه، ومنهم مَن يريد أن يغوص أكثر في سيرة حياته وفضائله ليتأمّلها ويعيشها.
يكفي أن نُبحر في عالم هذا الرجل العظيم لنتذوّق معه، وعلى مثاله، طعم العيش الجميل مع الله وفي حضوره. كم وكم من الحجاج الذين سيزورون هذه البازيليك ويشاهدون من الآن فصاعدًا وجهه المُشبَع نورًا آتيًا من النور الإلهي. فلنكن في شركة مع جميع الذين يصلّون إلى هذا القديس العظيم، ملتمسين شفاعته، راجين أن يعمَّ العالمَ السلام وتتدفّق عليه نعمُ السماء.
نشكر الربّ من أجل جميع المؤمنين في العالم، حتى غير المسيحيين، الذين يأتون من كل مكان لزيارة قريته في بقاعكفرا، أعلى تلة في شمال لبنان حيث كان يقترب إلى السماء ويرتقي إليها، كما ولزيارة مزار دير مار مارون عنايا العابق بالقداسة وفي جواره المحبسة المعطّرة برائحة النسك والزهد وإماتة الحواس.
إذا ما سرنا في حنايا الدير نخشع أمام قبره حيث يأتي المؤمنون من كلّ حدب وصوب مستنجدين بصلواته من أجل نيّة أو طلب... كما وتُذهلنا حقًا تلك الواجهة الزجاجية حيث يُعرض ما تمَّ جمعُه من رسائل شكر مختلفة من بلدان شتّى، نقرأ فيها شهاداتٍ حيّة لنيل شفاءات متنوّعة أجراها الله بشفاعة هذا القديس.
كما ويكفي التنقيب والتفتيش في سجل الدير لنحني أمام مآثر قدّيس لبناني ماروني، من تجرّده أغنى العالم ورود نعم، وبتواضعه أصبح مدعاة فخر لرهبنته وكنيسته ووطنه لبنان والعالم. لقد تمّ فيه ما ورد على لسان القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس: "مَن يفتخر فليفتخر بالربّ" (1: 31).
في الواقع، إن صلواته المستمرة، وتأملاته العميقة، وعباداته المتتالية، وليالي صمته العميق، تثمر إلى الأبد، وتمنحنا نعمًا كثيرة. إنّ الأوقات التي خصّصها للعمل في الأرض والحقل جعلته يستبق الأرض الأبدية، أرض أورشليم السماوية، حيث من هناك يعمل بلا انقطاع من أجلنا نحن الذين نعيش في وادي الدموع.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، تجاوبًا مع نداء غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي وجّهه في عظة الأحد المنصرم لكل موارنة العالم، نطلب منه أن يتدخّل لدى الرب من أجل الشرق المعذّب والعالم المضطرب، لكي يضع حدًّا للحرب الشرسة الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي نشبت في السابع من شهر تشرين الأوّل ولا نعرف متى سينتهي؛ نصلي من أجل وطننا لبنان والاستقرار والسلام فيه، ومن أجل شعبه المتألّم الذي يمرّ بفترة حرجة، قلقًا من أن تمتد الحرب الدائرة إليه فيما لم يعد يتحمل أزمات ومصائب... نصلّي أيضًا من أجل انتخاب رئيس للبلاد، ينتشل لبنان واللبنانيين من الغرق ومن العواصف المحدقة إليه من كلّ جهة.

أغتنم هذه الفرصة لأشكر سعادة السفير السيد فريد الخازن على هذه المبادرة القيّمة وأخص بالشكر صاحب النيافة الكردينال غامبيتي الذي بفضل جهوده رُفعت موزاييك القديس شربل. كما وأتوجّه، من خلال الأب الوكيل جاد قصيفي، بأحرّ التهاني للأباتي هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية التي ينتمي إليها قديسنا الحبيب شربل. فكل هذا يبرهن عمّا تكتنزه هذه الرهبنة من إرث إنساني وروحي ولاهوتي.
والشكر أيضًا للسيد انطون الصحناوي الذي أخذ على عاتقه ما استوجب هذا الحدث من تكلفة واهتمام. باركه الله وأغدق عليه نعمه.
مع القديس شربل، ومعكم جميعًا نرفع الصلاة إلى الله لكي يُمطر علينا نعمه السماوية ويُغدق سلامه على العالم وبخاصّة على وطننا المعذّب لبنان، آمين".

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد زفّ هذا الخبر للبنانيين، خلال قداس الأحد، داعياً إلى وقفة صلاة وشكر وابتهال إلى الله لكي بشفاعة القدّيس شربل يمنح لبنان الاستقرار والسلام في الجنوب وفي غزّة، ويُلهم المجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ويحقّق أمنيات قداسة البابا فرنسيس الذي سمح بهذه المبادرة وشجّعها.

ومع كل اللبنانيين، صلاة اليوم الى السماء بشفاعة القديس شربل كي يعيد الى وطنه ما فقده من سلام وفرح وازدهار.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o