4:33 PM
خاص

المعارضة تستكمل جولة تواقيع الـ65 نائبا والممانعة تعرقل...فتشوا عن النوايا!

جوانا فرحات

المركزية – لم يحصل أن دخل لبنان يوما حال القلق والضياع والخوف واللاإستقرار على كافة المستويات كما الحال اليوم وتحديدا منذ 7 تشرين الأول 2023 الى اليوم . زد على أن كل ذلك يحصل في ظل فراغ رئاسي وإصرار من قبل فريق يملك مفتاح المجلس النيابي ويقرر في لحظة ما إعلان الحرب بإسم نصرة الآخرين.

كل هذا ولم يشرِّع الرئيس نبيه بري أبواب مجلس النواب لمناقشة مصير وطن وشعب في لحظة مصيرية. فهل يذهب إلى ما هو أبعد ويفتح أبواب البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية؟.

نواب المعارضة رسموا خارطة الطريق الوطنية وقرروا رفع عريضة تضم تواقيع 65 نائبا إلى رئيس المجلس يدعونه فيها إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويتطلع أصحابهاالى التشديد على تعهد الموقعين خطيا بعدم خروج النواب من القاعة العامة في البرلمان بعد الدورة الأولى وعدم تكرار تجارب الجلسات السابقة. وهكذا يمكن التمييز بين من يريد انتخاب رئيس للجمهورية بالفعل لا بالقول.

حتى الآن لم يتجاوز عدد الموقعين بالفعل لا القول الـ 31 نائبا، بعدما رفضت كتلتا"أمل" و"حزب الله" استقبال وفد المعارضة، إضافة إلى تريث وتردد عدد من الكتل ونواب مستقلين واللقاء الديمقراطي ومرد ذلك إلى فشل كل المحاولات التي قام بها نواب المعارضة لحث بري على فتح باب المجلس وعقد جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس.

وتثبيتا لمبدأ العرقلة طالب نواب ثنائي الحركة والحزب من نواب المعارضة أن يسارعوا إلى جمع تواقيع 86 نائبا بدل 65 ويرسلوا هذه العريضة إلى رئيس المجلس الذي لن يتأخر عندها في الدعوة سريعا إلى جلسة الانتخاب المنتظرة!.

تدرك قوى المعارضة أنها تخوض مواجهة سياسية غير مسبوقة وغير تقليدية ضد المنظومة الإيرانية في لبنان، وتعي تماما أن نضالها لن يصل بين ليلة وضحاها إلى تحرير لبنان من قبضة الحرس الثوري الإيراني ممثلة بسلاح حزب الله ومن خلفه قوى الممانعة. أيضا تُسلِّم المعارضة أنها لا تملك الأكثرية المطلقة في مجلس النواب إلا أنها استطاعت بما تملك من وزنات سياسية ونيابية أن تعطل مشاريع الأجندة الأيرانية التي يعمل على تنفيذها الثنائي الشيعي سواء في الشق السياسي والإجتماعي والإقتصادي أو العسكري من خلال حزب الله الذراع الأقوى للمشروع الإيراني في المنطقة. كذلك حالت المعارضة دون إمساك الممانعة من جديد بمصير لبنان واللبنانيين. كما في العهود السابقة.

وهنا يذكر النائب أشرف ريفي في إحدى مقابلاته بما فاخر به القائد السابق للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني سابقا، حيث اعتبر أن طهران تملك 74 نائبا في البرلمان اللبناني. وإذا صح أن الممانعة تسيطر على أغلبية البرلمان إلا أن نواب المعارضة يقفون بالمرصاد وقد لا يكون الرقم 65 نائباً هو الهدف إنما هوية الممانعين الحقيقية والنوايا غير المعلنة.

النائب بلال الحشيمي يؤكد لـ"المركزية" أنه يؤيد قولا وفعلا مسألة العريضة "وليس مستحيلا جمع 65توقيعا نيابياً لأن الغالبية من النواب تدرك أن البلد ذاهب نحو التحلل والإنهيار وفي غياب رئيس للدولة تزداد الأزمات وتتفاقم. من هنا، من الضروري أن نرفع الصوت عاليا ونقول للشعب الذي انتخبنا أنه آن الأوان لانتخاب رئيس للجمهورية حتى لا يبقى البلد مستباحا ومعرضا للإنهيار في لحظة ما. وهذا ما حصل منذ حوالى الأسبوعين حيث نلاحظ أن الشعب يتخبط بصراع مرير فهو يترقب اللحظة التي ستندلع فيها شرارة الحرب وعليه تراه يعاني القلق والفراغ وازداد الوضع سوءا مع طلب كل سفارات العالم سحب رعاياها فأصيب القطاع السياحي بنكبة ما بعدها نكبة".

امتلاك حزب الله قرار الحرب والسلم لا يجوز استمراره يقول النائب الحشيمي "لا يمكن الإستمرار في ظل هذا الجو من التهديد والوعيد وذلك دفاعا عن وطن آخر. صحيح أن الحرب قائمة في الجنوب وفي غزة وعلينا أن ندعم الشعب الفلسطيني لكن ليس على حساب وطننا لبنان وشعبنا وثمة طرق ديبلوماسية يمكن أن نسلكها شرط أن يكون هناك رئيس للجمهورية في بعبدا فيقرر مصير الوطن وينقذه في الوقت المناسب.

السؤال الأبرز الذي يجب أن يطرح وفق الحشيمي لا يتوقف على جمع تواقيع 65 نائبا إنما هل ثمة نية لدى الثنائي في أنتخاب رئيس؟ والجواب محسوم وواضح. لا توجد نية لدى الممانعة في انتخاب رئيس لكن نواب المعارضة في المرصاد وواجب على النواب أن يوقعوا على العريضة وفتح المجلس لانتخاب رئيس وإذا لم يؤدوا واجبهم يصبح من واجب الشعب الذي انتخبهم لتمثيله تحت قبة البرلمان".

نفهم من ذلك أن الكلام عن جمع تواقيع 65 نائبا دخل في مرحلة سبات قبل أن تكمل العريضة جولتها ؟ "إطلاقا، ما قام به نواب المعارضة خطوة أكثر من جيدة إذ لا يمكن أن نبقى في حال سبات عميق لأنه لن يوصلنا إلى أية نتيجة في مقابل وضع مأزوم.

وإذ يحذر الحشيمي من عامل تمرير الوقت الذي يراهن عليه فريق الممانعة لتمرير الخطة التي يرسمها "الكبار" في شأن البلد، يختم متوجها إلى زملائه النواب معارضة وممانعة "آن الأوان لأن نتكاتف ونعمل سويا لإنقاذ البلد سيما وأن هناك من يعمل للدفاع والحفاظ على بلد آخر، وهذا أخطر ما في الأمر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o