أسهم الايجابية تهبط وسقوف المطالب ترتفع وباسيل للرئيس المكلف: العقدة ليست عندي
وزير الخارجية يتمسك بمراعاة الاحجام النيابية..ومخرجٌ "حريري-جنبلاطي"للعقدة الدرزية
ترامب يمدد الطوارئ الاميركية لبنانيا..قسد ودمشق تنهيان الحرب..وناتو عربي على النار
المركزية- لم تحمل الساعات الماضية أية معطيات تساعد في "تثبيت" مناخات التفاؤل التي كانت لفحت "أشرعة" تأليف الحكومة، في أعقاب زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا. ففيما كان التعويل كبيرا على لقاء يجمع الاخير الى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ليناقش معه الاقتراحات التي حملها معه الى رئيس الجمهورية الاربعاء الماضي- فإذا كانت مقبولة لديه، انتقل الحريري الى المرحلة الجديدة من التشكيل، والتي تطال توزيع الحقائب وإسقاط الاسماء اليها- لم يحصل الاجتماع أقلّه حتى الساعة، لا بل أوحت أجواء وزير الخارجية برفضٍ للطروحات "الحريرية"، وأعقب ذلك تصعيدٌ متجدد في الموقف القواتي..فهل هبطت أسهم الايجابية الحكومية مجددا؟
"لا رضى" برتقالي؟ لم يطرأ أي جديد يكسر "ستاتيكو" التأليف السلبي. وقد تكون المراوحة هذه مرشّحة للاستمرار في ضوء المعطيات التي استجدت اليوم. فقد أشارت مصادر قريبة من الوزير باسيل لـ"المركزية" الى ان لا جديد يقدّمه وزير الخارجية في شأن تأليف الحكومة لأن العقدة ليست عنده والموضوع عند الرئيس المكلف، لافتة الى ان رئيس التيار الوطني "ينتظر من الرئيس الحريري المبادرة سريعاً والحسم في التشكيل وفقاً للمعيار الواحد الذي يجب ان يُعتمد وفق نتائج الانتخابات وعلى كل الفرقاء"، في موقف يرمي الطابة مجددا في ملعب الرئيس المكلف، ويوحي، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، بــ"لا رضى "برتقالي" عن التركيبة التي رسمها الحريري، سائلة عن كيفية تحديد هذا المعيار، فإن كان يقاس انطلاقا من عدد المقاعد النيابية، فقط، قد تحتاج الحكومة لان تكون من 100 وزير!
خيار مشترك: وما يفاقم الشكوك إزاء إمكانية تحقيق خرق قريب، تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي، بحسب ما تؤكد قياداته، بالحصول على 3 وزراء دروز في الحكومة العتيدة، وعدم حماستهم تجاه طرح التنازل عن أي منهم لصالح رئيس الجمهورية، أو استبدال أحدهم بوزير مسيحي. غير ان المصادر تتحدث عن طرح قد يشكل مخرجا للعقدة الدرزية، يتمثل في أن يكون أحد الوزراء الدروز نتاجَ "خيار مشترك" بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، بما يضمن للفريق الآخر بأن "التقدمي" لن يتمكن يوما ما، من سحب غطاء "الميثاقية" عن الحكومة. الا انها تقول ان هذا التوجه يُفترض ان يُقابل بتخلي كل الاطراف عن مساعيهم للحصول على "ثلث معطل".
تصعيد قواتي: ووسط المناخات التي دلت الى تجدد شد الحبال حكوميا، أشارت الـ "أم تي في" الى ان "رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أبلغ وزير الإعلام، المكلّف بملفّ التفاوض حول تشكيل الحكومة، بأنه في حال عُرضت عليه صيغة حكوميّة تتضمّن حصّة لـ"القوات" تشمل أربع حقائب وزاريّة، من دون وزارة سياديّة أو منصب نائب رئيس الحكومة، أن يرفضها فوراً ويوقف المفاوضات".
تبادل أدوار؟:على الخط عينه، أكد عضو تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ"المركزية" "ان الحريري عرض تشكيلة حكومية على عون الذي استمهله للقاء باسيل، لكن يبدو ان باسيل لا يريد أن يطرّي مواقفه. الآن علينا أن ننتظر لنرى كيف سيتصرف الحريري، لأنه لن يعرض أي تشكيلة لا تلقى قبول جميع الأطراف قادرة أن تصل الى مجلس النواب"، مضيفا ردا على سؤال "باسيل قادر على إلغاء أي تفاؤل موجود في البلد(...) ولا اعتقد شخصيا ان الموضوع يقتصر عليه، هناك تفاهم بين عون وصهره بالطبع. ورمي أحدهم الكرة على الآخر هو في النهاية للمماطلة، أحدهم يعلن الايجابية والآخر يعلن السلبية، أحدهم يشدّ والآخر يرخي، هذا أسلوب تقليدي في المفاوضات".
التحديات تتكاثر: وفي انتظار اي تطورات يمكن ان تحملها الساعات المقبلة، تتكاثر التحديات الخارجية التي توجب وجود "حكومة" لمواكبتها. ففيما المجتمع الدولي ينتظر انطلاق العمل المؤسساتي مواكبةً لمقررات مؤتمر سادر وإصلاحاته، وللمباشرة في بحث استراتيجية دفاعية تحصر السلاح بيد الجيش فقط، وقد أكدت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان بيرنيل كارديل للرئيس عون أمس "ضرورة تطوير قدرات الجيش لبسط سلطته على كافة الاراضي اللبنانية"، دقت واشنطن مجددا جرس إنذار للدولة اللبنانية لتذكيرها بمسؤولياتها على هذا الصعيد.
تصعيد أميركي: فقد مدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية في لبنان المعلنة منذ العام 2007. واكد في بيان صادر عنه ان "تصرفات بعض الأشخاص لتقويض حكومة لبنان الشرعية والمنتخبة ديمقراطيًا أو المؤسسات الديمقراطية، تساهم في الانهيار المتعمد لحكم القانون في لبنان، وتشكل تعديا على سيادة لبنان. وتسهم هذه الإجراءات في عدم الاستقرار في البلد والمنطقة. وأضاف بيان البيت الأبيض "إن بعض الأنشطة المستمرة، مثل عمليات نقل الأسلحة الإيرانية المستمرة إلى حزب الله تعمل على تقويض السيادة اللبنانية، والمساهمة في عدم الاستقرار في المنطقة".
رسالة باسيل: في الموازاة، وفي وقت تكثر الاسئلة عن مصير سياسة النأي بالنفس في ظل اصرار حزب الله وحلفائه على التطبيع مع سوريا، أفيد ان وزير الخارجية جبران باسيل رد على رسالة الاحتجاج التي بعثتها الحكومة اليمنية الى قصر بسترس حيث ذكرت وكالة الانباء "سبأ" اليمنية، ان باسيل اكد في رسالة الى نظيره اليمني خالد اليماني "أن موقف الحكومة من الأزمة اليمنية "لا يتطابق بالضرورة مع مواقف جميع القوى السياسية في لبنان وأن لبنان ينأى عن النزاعات والحروب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بما يتوافق مع مصلحته".
تشكيل اللجنة: على صعيد آخر، يفترض ان تنشط في الايام المقبلة الحركة الرسمية على ضفة النازحين السوريين. فخلال زيارة الوفد الروسي بيروت، اتُفق على ان يشكل لبنان لجنة لمتابعة الملف هذا مع المعنيين به روسيًّا. والمطلوب بحسب المصادر، أن تبصر اللجنة النور في أقرب فرصة، بعيدا من المماحكات السياسية، لوضع قطار المبادرة الروسية على السكة سريعا، على ان تعتمد آلية العمل التي ينتهجها راهنا "الامن العام".
دفعة جديدة: وفي السياق، عادت دفعة جديدة من النازحين السوريين الى شبعا والعرقوب، تضم نحو 1000 شخص، اليوم الى سوريا، عبر حافلات كبيرة أمنتها الدولة السورية، وذلك بإشراف من الامن العام اللبناني الذي دقق في اسماء العائدين عبر لوائح اعدت سابقا، في حين تفقد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم شخصيا سير عملية العودة في زيارة قام بها الى ثانوية شبعا حيث تجمّع النازحون. وقال في المناسبة إن "التسهيلات من الدولة السورية لعودة النازحين قائمة والكلام عن اشكالات بعد عودة بعضهم غير صحيح"، مؤكدا ان "الفترة المقبلة ستشهد عودة مئات الاف النازحين من لبنان الى ديارهم".
دمشق وقسد:سورياً، وفي وقت تنطلق جولة أستانة 10 الاثنين المقبل في سوتشي، أعلن مجلس سوريا الديمقراطية الذي يقوده الأكراد، أنه اتفق مع دمشق، في ختام المحادثات التي أجراها مع الحكومة السورية خلال اول زيارة له الى العاصمة، على "تشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات وصولا إلى وضع نهاية للعنف والحرب"، موضحا في بيان "أننا طرحنا خلال المفاوضات الاعتراف بالإدارة الذاتية".
ناتو عربي: من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس ترامب تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول عربية بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، في نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي" للحلفاء العرب لوقف التدخل الإيراني بشؤون المنطقة، مشيرين الى ان إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 تشرين الأول".