Dec 18, 2023 6:45 AM
صحف

حراك للاستحقاق بعد التمديد وكولونا في بيروت لتجنّب الحرب الواسعة

فيما المواجهات تتصاعد يومياً على الجبهة الجنوبية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على وَقع استمرار الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، يتوقع ان يشهد الوضع الداخلي مزيداً من التطورات في قابل الايام تتصِل بالاستحقاق الرئاسي والخيارات المطروحة في شأنه، الى تطورات حول التمديد الذي حصل لقائد الجيش العماد جوزف عون، إذ يتجه «التيار الوطني الحر» الى الطعن به أمام المراجع القانونية والدستورية المختصة.

تزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبنان اليوم آتية من تل ابيب ورام الله وناقِلة الموقف الفرنسي نفسه الداعي الى تجنيب لبنان الحرب الواسعة.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر دبلوماسية فرنسية انّ زيارة كولونا ستكون مختصرة جداً لساعات قليلة إذ طرأ تعديل على برنامجها، حيث كانت مقررة قبل ايام، بحيث انها لن تتفقد القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في الجنوب، وستلتقي قائد هذه القوات الجنرال لازارو وقائد القوة الفرنسة في بيروت. كذلك ستلتقي رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقد يحضر اللقاءين وزير الخارجية عبد بوحبيب في حال عودته من الخارج، ولم يعرف ما اذا كان سيتسنّى لها الوقت للقاء قائد الجيش العماد جوزف عون.

وبحسب المصادر نفسها فإن زيارة كولونا تقع «ضمن سياق الوضع الاقيلمي المتوتر اكثر من كونها خاصة بأوضاع لبنان، لذلك ستكرر موقف بلادها الداعي الى عدم توسيع رقعة الحرب والمواجهات في الجنوب. وستحضّ المسؤولين على ملء الشغور في المؤسسات الدستورية والرسمية لكنها لن تدخل في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي كونه من مهمة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان المفترض ان يزور لبنان مطلع السنة الجديدة».

واشارت المصادر الى انّ لودريان مستمر في اتصالاته مع اعضاء اللجنة الخماسية وعلى تنسيق مستمر معهم حول ملف الاستحقاق الرئاسي.

وقد دعت كولونا، خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب عصر امس، جميع الأطراف إلى «خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وقالت: «انّ خطر التصعيد يبقى قائما، وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً. وهذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع».

وكانت السفارة الفرنسية في لبنان قد أعلنت تأجيل الزيارة. وأشارت المعلومات بداية الى أن عطلاً طرأ على الطائرة التي تقلّها الى بيروت السبت الماضي فعادت إلى باريس، ثم ربطت لاحقاً الارجاء بإلغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان وتَوجّهه الى الأردن من 21 الى 23 الجاري لتمضية عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين في قوة شمال.

ألا انّ ما ظهر لاحقاً هو انّ تعديلاً مهماً طرأ على برنامج الزيارة التي كانت ستبدأ من بيروت لتنطلق من اسرائيل لنقل مجموعة من الرسائل الاسرائيلية الى المسؤولين اللبنانيين في ضوء المناقشات الدائرة حول الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً ما يتصل بتنفيذ القرار 1701 لتضاف هذه العناونين الى لائحة الملفات المدرجة على جدول أعمالها مع المسؤولين في لبنان.

وترددت معلومات ان موعداً حُدّد لكولونا مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي يقوم بزيارات مكوكية بين تل أبيب ورام الله منذ الجمعة الماضي حيث التقى المسؤولين الاسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن ذلك لم يعلن عنه رسمياً من الجانب الفرنسي ولا من الأميركي.

ملف الرئاسة

وعلى صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي فإن لا شيء متوقعاً في شأنه، ولكن بعض الافرقاء سيعملون على الاستثمار فيه بعد إقرار تمديد ولاية قائد الجيش، وذلك في انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان الشهر المقبل.

وسألت «الجمهورية» عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد الخواجا ماذا بعد التمديد لقائد الجيش والضباط الامنيين الكبار؟ وهل سيتم اعادة تحريك الملف الرئاسي؟ فأجاب: «لا شيء مُرتقب قريباً، خطوة التمديد لقائد الجيش كانت ضرورية لأنه لا يمكن ترك المؤسسة العسكرية حتى اللحظات الاخيرة من نهاية السنة لتقرير مصير قيادتها».

وأضاف الخواجا: «امّا بالنسبة الى الملف الرئاسي فنأمل في الافراج عن هذا الاستحقاق قريباً لكن حتى الان لا معطيات جديدة لدينا. واتمنى ان تعيد بعض القوى السياسية، لا سيما منها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، النظر في موقفها من تعطيل جلسات الانتخاب وتعود الىالمصدر - ال رشدها وضميرها، وتوافق على مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية لأنها طرح متوازن وعملي وعقلاني، نذهب بموجبه لحوار وجلسات انتخاب متتالية فننتخب رئيساً في مهلة عشرة ايام. وبحسب قول الرئيس نبيه بري لا احد يعرف سلفاً اسم الرئيس المقبل إلّا صندوق الانتخاب».

وتابع: «انّ «التيار» و«القوات» متفقان فقط على تعطيل جلسات انتخاب الرئيس وتعطيل الحكومة وحاولا تعطيل مجلس النواب، ومختلفان على كل الامور الاخرى، واذا استمرا في رفض الحوار فإننا لن نصل الى نتيجة تريح البلد. فنحن في إمكاننا كلبنانيين ان نقارب مشكلاتنا بأنفسنا وننتخب رئيساً من دون انتظار اي تدخل فرنسي او قطري او دولي».

ولدى سؤاله اذا كان التمديد سنة لقائد الجيش يقلّل من حظوظ انتخابه رئيساً نظراً للحاجة الى تعديل الدستور ورفض عدد من القوى هذا التعديل؟ أجاب: «لنتّفق أولاً على مبدأ الحوار وعلى الصيغة لانتخاب الرئيس ثم لكل حادث حديث».

المصدر - الجمهورية

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o