Jul 26, 2018 5:10 PM
تحليل سياسي

الروس اطلعوا لبنان على خطة العودة: ضمانات من الحكومة السورية
اجتماع رئاسي ثلاثي...وواشنطن لباسيل: كفوا عن خرق النأي بالنفس
سليماني لترامب: نعشق الشهادة وننتظركم وسننهي الحرب اذا بدأتها

المركزية- اكتسبت مراسم الاعلان عن فتح طريق عودة النازحين السوريين الى بلادهم رسميا، طابعا جديا غير مسبوق للمرة الاولى منذ اجتياح موجة النزوح لبنان مع اندلاع الازمة في 15 اذار 2011، بفعل الدخول الروسي على الخط مباشرة من خلال وصول الوفد الديبلوماسي- العسكري برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الى سوريا ألكسندر لافرنتيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين الى بيروت حيث اطلع الرؤساء وكبار المسؤولين على المبادرة الروسية المتعلقة بإعادة النازحين الى ديارهم والخطوات العملية لذلك.

والانهماك اللبناني الجامع بملف العودة اشاح النظر نسبيا عن اولوية تشكيل الحكومة التي تصدرت واجهة المتابعات امس بفعل جرعة التفاؤل الكبيرة التي ضخها الرئيس المكلف سعد الحريري في بحر التأليف اثر زيارته لقصر بعبدا والتي ذهب البعض بفعلها الى توقع ولادة الحكومة قبل عيد الجيش الاربعاء المقبل، من دون ان تقترن حتى الساعة بمعطيات عملية، على رغم الحديث عن اتصالات مكوكية سيجريها بالجهات المعنية قبل ان يعود الى بعبدا مجددا غدا وتحديدا بكليمنصو ومعراب.

ضغوط واستحقاقات: وتراهن مصادر سياسية مطّلعة على ان "الليونة" المستجدة على خط التأليف ليست الا نتاج ظروف ضاغطة تفرض على الجميع التسليم بتشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن بدءا من المواقف الدولية والاممية الداعية الى ولادة الحكومة سريعا، مرورا بالاستحقاقات الاقتصادية والمالية الداهمة والتطورات الامنية البقاعية وصولا الى خشية خارجية من توظيف ورقة جنوب لبنان مجددا في بازار الضغط الخارجي على ايران. مجمل هذه العوامل تعتبر المصادر انها تحتم على القوى السياسية، بما فيها حزب الله الباحث دوما عن غطاء شرعي يقيه الاستهدافات، تسريع قطار التشكيل لبلوغ المحطة الاخيرة خلال ايام على قاعدة الثوابت التي يتمسك بها الحريري، حكومة وفاق وطني تشترك فيها المكونات السياسية وترفع شعار النأي بالنفس.

نحو الحلحلة: وفي انتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس المكلف مع القوى السياسية في الساعات المقبلة، أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان ان "هناك تقدّما في موضوع الحكومة والامور ذاهبة الى الحلحلة، وبقدر ما نتكلّم اقل عن الامور بقدر ما تسير اسرع". اما الوزير علي حسن خليل فقال "ما من جديد باستثناء الجو الايجابي للرئيس الحريري امس والحكومة قد تكون اقرب من اي وقت ثان".من جهتها، دعت كتلة الوفاء للمقاومة الى "اعتماد معيار واضح ومحدد في تأليف الحكومة وتجنب الاستنسابية في التشكيل".

نصائح اميركية لباسيل: وليس بعيدا من المجال الحكومي، وعلى هامش الاجتماع الوزاري الدولي حول الحرية الدينية المنعقد في واشنطن، التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نائب وزير الخارجية الاميركي جون سليفان. ولفت بيان صدر عن الناطقة باسم الخارجية، الى ان البحث تناول جهود تشكيل الحكومة والقلق الكبير من جانب الولايات المتحدة الأميركية حيال دور حزب الله  في لبنان والمنطقة وتهديده للاستقرار الاقليمي. واكد سليفان ضرورة تقيد كل الاطراف اللبنانيين بالتزامات لبنان الدولية والكف عن خرق سياسة النأي بالنفس.

لن نصرف نصرنا في لبنان! وفي تعليق على الموقف الاميركي ، قللت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" من اهميته واعتبرت انه ليس بالجديد، ولا اثار جانبية له على مسألة تشكيل الحكومة"، مؤكدةً "اننا لم ولن نصرف اي نصر نُحققه في الاقليم في الداخل اللبناني، لان مصلحة اللبنانيين مقدّسة بالنسبة لنا ونتعاطى معها بكل مسؤولية".     

العودة...من بيت الوسط: في مقلب اللقاءات اللبنانية- الروسية حول عودة النازحين، وفور وصوله الى  المطار قرابة الثانية والنصف بعد الظهر بتأخير ساعة عن الموعد الذي كان يجب ان يحط فيه في بيروت، توجه الوفد الروسي الديبلوماسي والعسكري المكلف متابعة الملف برئاسة لافرنتييف مباشرة الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف وعقد اجتماع حضره عن الجانب اللبناني وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير شؤون النازحين معين المرعبي، الوزير السابق باسم السبع ومستشاري الرئيس الحريري. وجرى البحث بتفاصيل ما يحمله من مقترحات حول الخطة المرتقبة لاعادة النازحين السوريين.

...الى بعبدا ومن بيت الوسط، انتقل الوفد الى قصر بعبدا حيث رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الرابعة بعد الظهر، الاجتماع اللبناني - الروسي الذي عرض الخطة التي اعدتها وزارة الدفاع الروسية بالاشتراك مع وزارة الخارجية الروسية لتنظيم اعادة النازحين، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري، وكان بحث في المقترحات الروسية لتأمين عودة النازحين السوريين الى اراضيهم. وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني، الى الرئيسين بري والحريري، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري. وضم الوفد الروسي الى لافرنتييف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، القائم باعمال السفارة الروسية في بيروت فاتشلاف مقصودوف، الجنرال ستانيسلاف غادجيما غوميدوف والجنرال فانسييف، اضافة الى الديبلوماسيين والضباط والمستشارين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين والسفارة الروسية في بيروت. وتحدث لافرنتييف باسم الوفد فقال: المحادثات كانت ايجابية جدا وسنواصل العمل المشترك في ملف العودة مشددا على ان الدعم الدولي مهم لتحقيقها، واضاف: نرى عودة يومية لنازحين ما يدل الى ان لا تهديدات من قبل الحكومة السورية وهذه اشارة مشجعة، موضحا ان المطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة والحكومة السورية مستعدة للقبول بمن يريدون العودة. وقال: النزوح حمل ثقيل وفي لبنان هناك تفاهم والدولة جاهزة للتعاون مع مبادرة اعادة النازحين. وبعد انتهاء اللقاء، عقد اجتماع ضم الرؤساء عون وبري والحريري.

توتر في اللجان!: على صعيد آخر، عقدت في ساحة النجمة، الجلسة الاولى للجان النيابية المشتركة برئاسة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي. وتم خلالها إقرار مشروع قانون حماية كاشفي الفساد ومشروع قانون النفايات الصلبة وارجاء البنود الاخرى الى جلسة لاحقة. الا انها انتهت على "توتّر" سياسي، مع انسحاب النواب بولا يعقوبيان، الياس حنكش وسامي الجميل لدى مناقشة بند النفايات الصلبة. وقال الاخير "لا اعرف ما الهدف من الجلسة اذا لم يكن بامكان النواب ابداء رأيهم". وتابع "قادرون على عقد جلسات مشتركة على مدى 4 ايام، اصلا لا يوجد هيئة عامة لكي نستعجل ببت الموضوع الى حين تشكيل الحكومة، لماذا العجلة، لماذا يمنع النواب من الكلام؟ يريدون اقرار ما يريدون بالطريقة التي يريدونها". اما النائب سيمون ابي رميا فقال من جهته "اللجنة الفرعية التي ناقشت قانون ادارة النفايات ضمت كل الكتل السياسية بما فيهم ايلي ماروني إلا أن الجميل طلب حينها سحب ماروني من اللجنة رغم اننا كنا قطعنا شوطا كبيرا من النقاش"، وقد رد عليه حنكش بالقول "وجودنا في اللجنة الفرعية لمناقشة مشروع قانون معالجة النفايات لا يعني موافقتنا على الخطة وإنسحابنا منها حينها هو خير دليل الى معارضتنا ".

نعشق الشهادة: اقليميا، أعلن قائد فيلق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجب أن يوجه إليه هو الحديث عندما يهدد الجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء عن سليماني قوله: "كجندي.. من واجبي الرد على تهديدات ترامب... إن كان يريد استخدام لغة التهديد... فعليه أن يتحدث إلي لا إلى الرئيس". وأضاف:" نحن أمة تعشق شهادة ونحن بانتظاركم والبحر الأحمر لم يعد آمنا مع الوجود الأميركي". وتوجّه لترامب قائلا "قد تبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o