الحريري في بعبدا بصيغة حل وسط "منطقية" من دون اســماء وحقـائب
"لبنان القـوي" في لقـاء الاربعـاء: لمعيـار واحد في التشكيـــــــل
عقوبات جديدة على حزب الله ومئة قتيل في هجمات "داعش" على السويداء
المركزية- وسط جمود قاتل يسود الوضع الداخلي مفسحاً المجال لملء الفراغ السياسي بموجات من السجالات العقيمة، جاءت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لقصر بعبدا لتحرك المياه الراكدة في ازمة تشكيل الحكومة من دون ان تعني بلوغ المخرج المرجو. ومع ان الاجواء التي استبقت وصوله الى بعبدا تحدثت عن صيغة حل وسط سيقدمها للرئيس ميشال عون يعتبرها الوحيدة المنطقية للخروج من دوامة الازمة تتضمن طرحين الاول لحل العقدة المسيحية والثاني للدرزية بما من شأنه ان يرضي جميع الاطراف، الا ان اي ولادة قريبة لحكومته الثالثة لا تبدو في الافق المنظور حتى الساعة.
عون يأمل: وفي حين اشارت المعلومات الى ان الحريري الذي زار بعبدا في الرابعة من بعد الظهر لم يحمل معه تشكيلة حكومية بمعنى اسماء وحقائب بل صيغة الحل المشار اليها، وان الزيارة اعقبت اتصالا هاتفيا بين الرئيسين امس بحسب معلومات "المركزية" ,أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أمله في ان يتم تشكيل الحكومة في وقت قريب "للانطلاق بالمعالجات اللازمة على الأصعدة كافة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي الذي سيعطى الاولوية في الحكومة العتيدة مع مكافحة الفساد وملف النازحين السوريين في لبنان". وقال خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من جمعية منشئي وتجار الابنية في لبنان ""نفذنا حتى اليوم كل ما تعهدنا به في خطاب القسم، باستثناء النهوض بالاقتصاد الذي نعمل عليه من خلال الخطة الاقتصادية الوطنية التي انجزت وستعلن بتفاصيلها قريباً". وابدى رئيس الجمهورية ثقته بتعزيز الاستثمار في لبنان عند تحسن الوضع، مشددا، في المقابل، على ضرورة التحلي بالمسؤولية ازاء الوضع الاقتصادي وعدم نشر معلومات وارقام مبالغ فيها تبث القلق في نفوس اللبنانيين، متمنيا تأليف الحكومة الجديدة قريبا للانطلاق بالمعالجات اللازمة على الاصعدة كافة.
أزمة القروض: الى ذلك، لفت الرئيس عون الى انه يتابع بشكل حثيث ازمة قروض الاسكان مع المصرف المركزي "وهي لم تكن وليدة ساعتها بل نتجت من تراكمات ادت الى الازمة المالية الحالية"، لافتا الى ان ايجاد الحلول لهذه الازمة يتطلب بعض الوقت.
حكومة وحشيشة: وعلى الضفة الحكومية، حضرت مساعي التشكيل في عين التينة، حيث جدد الرئيس نبيه بري امام النواب في لقاء الاربعاء تأكيده ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة نظراً لأهمية وجودها في ظل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتمكين لبنان من القيام بالتزاماته الدولية مثل ما يتعلق بمؤتمر "سيدر". ونقل النواب عنه ان ليس لديه معطيات جديدة حول عملية تأليف الحكومة، عسى ان يحمل لقاء اليوم بشائر الخير. وقال رئيس المجلس ان ما يواجهه اللبنانيون اليوم من ازمات إجتماعية وخدماتية ناتج من أسباب عديدة ابرزها عدم تطبيق القوانين لأن تطبيقها يشكل المدخل الاساسي لمكافحة الفساد. كما وضع النواب في اجواء اقتراحات القوانين التي ستكون على جدول اعمال المجلس في المرحلة المقبلة والمتعلقة بإنشاء مجالس إنمائية في عكار والبقاع. وحول تشريع زراعة الحشيشة لاستعمالات طبية نقل النواب عن الرئيس بري انه تسلم عدداً من الدراسات واطروحات الدكتوراه تتعلق بهذا الموضوع على ان يتابع درسه وربطه ايضاً بإنشاء ادارة على غرار ادارة حصر التبغ والتنباك. ونقل النائب علي بزي عن بري قوله ان "لا اخبار جديدة في شأن الحكومة سوى ان هناك زيارة للرئيس المكلف الى بعبدا وأنه ينتظر حصولها ليبنى على الشيء مقتضاه". ولفت بعض المعلومات الى ان وزير المال قدم خلال اللقاء، عرضا للوضع الاقتصادي الذي لا يبدو بحال جيدة.
مشاركة لبنان القوي: هذا في المضمون. أما من حيث الشكل، فلفتت مشاركة نواب تكتل لبنان القوي للمرة الاولى في اللقاء من خلال حضور النواب الان عون وسليم عون وسيمون أبي رميا. وفي السياق، قال النائب الان عون "ان مايسترو التأليف هو الرئيس الحريري وقد تمنينا عيله ان يفرض معيارا واحدا لتشكيل الحكومة وهناك اكثر من عقدة معرقلة للتشكيل ابرزها عقدة الاحجام".
الحاج حسن في سوريا: وسط هذه الاجواء، وصل وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن الى العاصمة السورية - دمشق، تلبية لدعوة من نظيره السوري محمد مازن علي يوسف، للمشاركة في معرض لاعادة اعمار سوريا وفي مؤتمر لرجال الاعمال. وأوضح "ان الزيارة للبحث في الامور الاقتصادية ولتطوير العلاقات على مختلف الصعد التجارية والتبادل وحركة النقل والبحث في مسألة اعادة اعمار سوريا ومشاركة اللبنانيين فيها، خصوصا ان سوريا استعادت معظم الاراضي وانتصرت على الارهاب". وقال: "انها فرصة لا بد ان يغتنمها اللبنانيون ايضا لتهنئة سوريا على هذا الانتصار والبحث في مجالات اعادة الاعمار ومشاركة لبنان فيها والبحث ايضا في مسائل تخص الاقتصاد ومسائل وقضايا مشتركة، منها التجارة والعلاقات على صعيد فتح الحدود البرية بين سوريا والاردن، الامر الذي يتيح الفرصة امام تشجيع وتفعيل التصدير اللبناني عبر سوريا الى الاردن ومنها الى دول الخليج".
الوفد الروسي: من جهة ثانية، تنطلق المحادثات اللبنانية ـ الروسية حول المبادرة الروسية الخاصة بعودة النازحين السوريين، غدا، مع وصول الوفد الروسي الديبلوماسي- العسكري الذي يضم الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر لافراتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين وعددا من ضباط الأركان في القيادة المركزية للجيش الروسي، وهو موجود في سوريا راهنا. وسيلتقي في بيروت رئيس الجمهورية ويسلمه رسالةٍ من الرئيس الروسي تتناول المبادرة الخاصة بالنازحين، والرئيس الحريري.
عقوبات على الحزب: في الاثناء، قدّم عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، من بينهم تيد كروز وماركو روبيو، مشروع قانون لمناقشته امام المجلس، يتعلّق بفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المتورّطين بانتهاك القوانين الدولية المتعلّقة بحماية المدنيين خلال الصراعات المسلّحة. وسمّى مشروع القانون كلاً من "حزب الله" وحركة "حماس" وتنظيم "داعش" و"بوكو حرام" وحركة "الشباب" ومنظمة "الجهاد الإسلامي"، بحسب ما افادت "سكاي نيوز عربية". واعتبر القانون "ان هذه التنظيمات "إرهابية" والأكثر استغلالاً للمدنيين، خصوصاً في ما يتعلّق باستخدامهم دروعاً بشريّة خلال الحروب ومنعهم من الفرار والاحتماء وتعريضهم للخطر الداهم.
اضراب النقل: معيشيا، نفذت اتحادات ونقابات النقل البري الإضراب السلمي الذي دعت إليه. وأعلن رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس أن "الإضراب تحذيري"، داعياً المسؤولين "إلى الاستماع الى مطالب الناس والتزام تنفيذ الاتفاقات التي وُعدوا بها في إطار النقل البري". وذكّر بأن أبرز مطالبهم يتمثل بـإلغاء المعاينة الميكانيكية - قمع المخالفات تطبيقاً للقانون - المزاحمة غير المشروعة (اللوحات المزوّرة، خصوصاً في العاصمة بيروت) - وقف تسجيل الآليات والصهاريج خلافاً للقانون... وعلى الاثر التقى وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس وفد اتحادات ونقابات النقل البري وطالبهم بتأجيل الاضراب الى حين تشكيل حكومة جديدة.
تفجيرات السويداء: سوريا، قتل واصيب العشرات في هجمات انتحارية وتفجيرات تبناها "داعش" استهدفت صباحاً مدينة السويداء السورية، وقرى ومناطق تقع شرق وشمال المحافظة، بالتزامن مع مواجهات بين قوات النظام و"داعش"، وفق ما نُقل عن مصادر عدة. واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان "ان 4 انتحاريين فجّروا انفسهم في منطقة المسلخ وبالقرب من سوق الخضار ودوار المشنقة ودوار النجمة" في مدينة السويداء، مشيرا بعد الظهر الى سقوط أكثر من 100 قتيل في هذه الهجمات.