Jul 24, 2018 4:50 PM
تحليل سياسي

وفد روسي رفيع في بيروت الخميس لشرح مقترح عودة النازحين
الحريري يضع نقاط دوره في الملف على حروف كلام الرئاســة
خليل يحذر وريتشارد تغادر وبريتال تحتج والمحكمــــة باقية

المركزية- فيما دخل ملف تشكيل الحكومة في غيبوبة، لم يعد احد على الارجح يعرف موعد الاستفاقة منها بفعل تراكم التعقيدات المحيطة بواقع التأليف الذي يضاف اليه كل يوم مدماك جديد من العقد، قفزت الى الواجهة سلسلة ازمات تبدو وظيفتها محددة في مجال الضغط على الرئيس المكلف من اجل حمله على المضي بخيارات غير مقتنع بها على الارجح، تقود وفق المعلومات الى السير بتسوية جديدة غير تلك التي ادت الى انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

المقترح الروسي في الوسط: وفي غياب عناصر التشكيل، حضر المقترح الروسي لاعادة النازحين بقوة على مسرح المتابعات اليومية. وقد بحثه الرئيس المكلّف في بيت الوسط مع القائم بأعمال السفارة الروسية فيتشيسلاف ماسودوف ومساعد الملحق العسكري دينيس خيتريى ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وخلال اللقاء ابلغ ماسودوف الرئيس الحريري بوصول ممثل خاص للرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية وممثل عن وزارة الدفاع قبل نهاية الاسبوع الى بيروت لمناقشة واستكمال البحث في الموضوع.

الوفد يصل الخميس: وعلمت "المركزية" من مصادر مطلعة على الملف أن "الوفد الروسي الرفيع سيصل الى بيروت الخميس المقبل ويضم مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، الى جانب ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، وسيجول على الرؤساء.

الحريري يوضح: في الموازاة، لم يمرّ الكلام عن "تجاوز الرئيس الحريري الرئاسة الاولى في تواصله مع موسكو لتأمين عودة النازحين"، مرور الكرام في بيت الوسط. فقد أصدر المكتب الاعلامي للحريري بيانا وضع فيه النقاط على الحروف فأوضح ان دور الرئيس المكلف في ملف عودة النازحين،" توجبه مسؤولياته القومية والوطنية والحكومية، وهو يرفض رفضا مطلقا ادراج هذا الدور في خانة بعض المزايدات والسباق السياسي المحلي على مكاسب إعلامية وشعبوية لا طائل منها. فالرئيس الحريري لا يخوض في هذا المجال السباق مع أحد، بل هو يسابق الزمن لمساعدة الاشقاء السوريين على توفير مقومات العودة الآمنة والسريعة الى ديارهم، ورفع أعباء النزوح الاجتماعية والاقتصادية عن كاهل المجتمع اللبناني"، مضيفا "الرئيس الحريري يهيب بكل القوى السياسية، وبالاعلام اللبناني خصوصا، مواكبة المستجدات المتعلقة بعودة النازحين، بما يوفر لها مقومات النجاح والتطبيق الآمن، والابتعاد عن إغراقها في متاهة التجاذبات الداخلية"، لافتا الى ان "الرئيس الحريري يؤكد أهمية المهمات التي يضطلع بها الأمن العام اللبناني، بالنسبة الى تسهيل عودة النازحين، وتأمين خطوط العودة لكل من يطلبها على الاراضي اللبنانية، ويتطلع الى أن تتكامل هذه المهمات مع الضمانات الدولية وكل الجهود التي تتضافر في سبيل إنهاء مأساة النزوح السوري، في لبنان وسائر دول الجوار".

بري وابراهيم" وعلى الخط عينه، التقى الرئيس نبيه بري في عين التينة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه الوضع الامني وموضوع عودة النازحين.

رئاسة زاسبكين؟: وليس بعيدا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين سيرأس مركز إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى ديارهم. واشارت الى "عودة أكثر من 2000 لاجئ من لبنان إلى سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية".

خليل يحذر: على الصعيد الحكومي، لم يسجل جديد على رغم مرور شهرين على التكليف وبقيت مساعي التأليف تراوح مكانها في انتظار ما يمكن ان يحمله الرئيس الحريري العائد من الخارج، حيث تردد انه عقد اجتماعات على مستوى من الاهمية في لندن مع مسؤولين عرب واجانب قد تنعكس على واقع التشكيل. ووسط المراوحة، حذّر وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل امام وفد من نقابة المحررين زاره اليوم من "أننا لا نملك ترف إضاعة الوقت حكوميا واذا لم نشكل الحكومة هذا الشهر سنكون امام مشكلة على صعيد الموازنة".

عدوان في عين التينة: أما عضو الجمهورية القوية النائب جورج عدوان فقال من عين التينة بعيد لقائه رئيس المجلس "لا يمكننا ربط الشأن الحكومي بالتدخل الخارجي لان ذلك ينافي الحقيقة، فالشأن الحكومي يقف امام مشاكل تتعلق بأرقام ومطالب من الصعب تحقيقها ويجب العودة الى الاحجام الحقيقية التي انتجتها الانتخابات".

المحكمة باقية: الى ذلك، ومع انطلاق "الحملة الوطنية لإلغاء المحكمة الخاصة بلبنان"، وتوزيع بيان لتوقيعه متضمنا ما اعتبر "تسييسا وتجاوزات في جميع الإجراءات القضائية الدولية التي اتخذت بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، وفي حين اشار النائب عبد الرحيم مراد في تصريح الى "ان الاوان آن لايقاف خطأ المحكمة الدولية ونقلها الى لبنان لنكمل البحث عن الحقيقة مع امكان الاستعانة بقضاة دوليين"،اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار لـ"المركزية" "انها ليست المرّة الاولى التي نشهد فيها محاولات من اجل الالتفاف على المحكمة الدولية، لكن ما هو لافت ان هذه الحملة تأتي عشية ما يُقال عن احكام  ستُصدرها المحكمة قريباً"، مشدداً على "ان المحكمة الدولية بند اساسي في البيان الوزاري ومتّفق عليه، والحكومة تموّل عملها بطريقة قانونية، وهي باقية الى حين تحقيق العدالة".   

ريتشارد تغادر: على خط آخر، علمت "المركزية" ان السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد ستبدأ قريبا جولة زيارات وداعية على المسؤولين بعدما تقرر نقلها من بيروت. وتحدثت المعلومات عن ان اختيار السفير الخلف قد يرسو على شخصية اميركية من اصل لبناني تتراوح بين ثلاثة اسماء يتم درس ملفاتها راهنا، هي: جون عاقوري، فريد قزي وعباس دهوق.

بريتال تحتج: في المقلب الامني تفاعلت مداهمات الحمودية التي اسفرت عن قتل اكبر واخطر تجار المخدرات علي زيد اسماعيل، الملقب بـ"اسكوبار البقاع"، إذ قام اليوم أهالي بريتال بقطع طريق البلدة تنديدا، وسط احتجاجات ضد مختلف الاحزاب في المنطقة. وانتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعة من الشبان في قضاء بعلبك  يحرقون راية حزب الله. وما لبث الجيش ان اعاد فتح الطريق الدولية عند مفرق بلدة بريتال لجهة الحمودية أمام السيارات المتجهة من البقاع الشمالي باتجاه زحلة، وبعد أن وعدهم الجيش بتسليم جثامين القتلى بعد ظهر اليوم انسحب المحتجون من الطرقات على أن يتم تشييعهم في الحادية عشرة قبل ظهر غد في البلدة. ورفع آل اسماعيل لافتة عند مدخل البلدة أعلنوا فيها اعتذارهم "عن استقبال ممثلي الأحزاب وممثلي الدولة، لأنهم شركاء في هذه الجريمة الوحشية".

إسقاط سوخوي: اقليميا، أعلنت تل أبيب ان "دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة سورية من طراز سوخوي فوق" الجولان المحتل. وأقرت دمشق بسقوط احدى طائراتها.

اشتباك اميركي-ايراني: على صعيد آخر، يستمر الاشتباك الكلامي بين الولايات المتحدة الاميركية وايران. فقد نبّه رئيس هيئة الأركان الإيرانية من ان "أي قرار أميركي بمهاجمة إيران سيقابل برد موجع إقليميا ودوليا"، في وقت حذّر قائد الحرس الثوري، من ان "على الولايات المتحدة الا تهدد ايران لانها ستلقى ردا قويا لن تتخيله وستأسف عليه". الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم أن إيران سترد بإجراءات مضادة مماثلة إذا حاولت الولايات المتحدة منع صادراتها النفطية. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن بهرام قاسمي المتحدث باسم الوزارة قوله "إذا أرادت الولايات المتحدة اتخاذ خطوة جادة في هذا الاتجاه، فستلقى رد فعل وإجراءات مضادة مماثلة من إيران". في المقابل، قال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، إن الرئيس دونالد ترامب، وعد بأن يجعل إيران تدفع ثمنا باهظا لم تدفعه سوى دول قليلة على وجه الأرض، في حال أقدمت على أفعال خاطئة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o