عودة النازحين: ممران من الاردن ولبنان واختبار لمتانة التسـوية
لقاءات لباسيل في الكونغرس والبنتاغون تضيئ على نتائج هلسنكي
سوريا بين لافروف ونتنياهو في تل ابيب... وايران تهدد واشنطن

المركزية- وسط أجواء المراوحة التي تخيم على ملف تشكيل الحكومة، تقدمت الى واجهة الاهتمامات سلسلة ملفات تتسم بطابع الدقة والحساسية من شأنها ان تمثل اختبارات جديدة للمناخ السياسي في البلاد ومتانة التسوية التي شكلت ركيزة العهد. ذلك ان الهجمة الشرسة التي يشنها بعض القوى السياسية على سياسة النأي بالنفس من نافذة التنسيق مع روسيا لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم من ضمن اتفاق اميركي- روسي، اوحت باتجاه البلاد نحو حقبة جديدة تستعيد فصول الانقسام العمودي الذي أطل برأسه من الملف الحكومي، خصوصا بعد تكليف الرئيس سعد الحريري مستشاره جورج شعبان التواصل مع المسؤولين الروس للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي اعلنتها موسكو في هذا الخصوص واجتماعه مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الاوسط وافريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وفيما تنتظر وزارة الخارجية تبليغاً رسمياً من واشنطن وموسكو حول تفاصيل التفاهم بينهما على عودة النازحين، رجحت مصادر مطّلعة لـ"المركزية" ان يحضر الملف في لقاءات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الكونغرس والبنتاغون في واشنطن التي يتوجه اليها في الساعات القليلة المقبلة، اثر مشاركته في السابعة مساء في حفل تخريج طلاب كلية الاداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL في زوق مكايل حيث يلقي كلمة في المناسبة، بحيث يتسنى له الاطلاع على جوانب من الموضوع في خلال اللقاءات التي يعقدها على هامش المؤتمر الديني غدا بدعوة من نظيره مايك بومبيو قبل ان ينتقل الى نيويورك.

اول ممرين: وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "تم فتح أول ممرين للاجئين السوريين من الأردن ولبنان"، مشيرة الى ان "سيتم فتح 3 نقاط أخرى بحلول 27 الجاري." وقالت الخارجية الروسية ان موسكو تجري "مشاورات مع دول عدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا وتقديم المساعدات الانسانية لها".

عودة التواصل؟ ووسط تأكيد شعبان أن "هذا الاسبوع سيشهد خطوات عملية من قبل مسؤوليين لبنانيين بتواصلهم مع مسؤولين روس لوضع الاطر حول بدء عملية عودة النازحين، بعد اتفاق المجتمع الدولي والاميركيين والروس"، برزت جبهة معارضة لسلوك هذا الدرب مطالبة بالطريق الاقصر من خلال التواصل مع النظام السوري مباشرة، الامر الذي يرفضه اكثر من فريق سياسي في مقدمه تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية. وفي هذا المجال اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر  لـ"المركزية" "اننا لا نتحفّظ على مبدأ عودتهم الى بلدهم فهذا حقهم، وانما لا نريد ان نشارك بطريقة غير مباشرة في تغيير الديموغرافيا في سوريا، فهناك كلام عن عودتهم الى اماكن آمنة وليس عودتهم الى بيوتهم وارضهم، لذلك نحن نسعى الى عودتهم الى قراهم وبيوتهم وهذا لا يتم الا من خلال ضمانات دولية نحاول الحصول عليها في مبادرة الرئيس الحريري تكليف شعبان التواصل مع الروس". اما  امين السر العام للحزب الاشتراكي ظافر ناصر فأوضح لـ"المركزية" "ان ما يحصل في هذا الملف ليس سوى دعوات سياسية من اجل عودة التواصل مع النظام السوري كما في السابق وليس لاعادة النازحين، فمن يُطالب بعودتهم عبر التواصل مع النظام عليه ان يطلب منه اولاً وقف حربه ضد الشعب السوري من اجل ضمان العودة الآمنة والسليمة للنازحين". من جهتها، اكدت القوات اللبنانية في بيان "ان سياسة النأي بالنفس لن تسقط إطلاقا"، معتبرةً "ان لا يمكن إحياء العلاقات اللبنانية-السورية قبل انتهاء الحرب السورية وإحلال السلام وقيام حكومة تحظى بشرعية سورية وعربية ودولية"، ولفتت الى "ان الحكمة تقتضي في الوقت الحالي بالإبقاء فقط على بعض قنوات التواصل الأمنية للضرورات الملحة، واي كلام آخر مرفوض".

المشنوق ولاسن: من جهته، عرض وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق مع سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، التطوّرات في ما خصّ موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وفق المعايير الدولية، وكان توافق على أن تكون العودة آمنة.

عودة 850: وكانت قافلة تضم نحو 850 نازحا سوريا الى مخيمات عرسال، انطلقت قبل الظهر عائدة الى القلمون الغربي عبر وادي حميد حميّد  بمواكبة الامن العام اللبناني وموظفين من مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة. وتندرج الدفعة الجديدة من ضمن لوائح بـ3000 اسم لنازحين ينالون الموافقة التدريجية من السلطات السورية على العودة.

عون واليونيفيل: على صعيد آخر، اشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدور الذي تلعبه قوات "اليونيفيل" في حفظ السلام في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701، مجدداً التأكيد ان لبنان طلب تجديد ولاية "اليونيفيل" سنة اضافية من دون اي تعديل في مهامها او في عديدها وموازنتها. وذلك خلال استقباله قبل ظهر، قائد "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان التي استمرت سنتين.

انجاز الحمودية: أمنيا، في إطار الخطة الامنية لبعلبك-الهرمل، وفي عملية نوعية، تمكن الجيش من إحكام سيطرته على بلدة الحمودية غرب بريتال، بعد اشتباكات دارت منذ الصباح إثر مداهمة لمنزل المطلوب الخطير علي زيد اسماعيل، انتهت بالقضاء عليه الى جانب 8 من مجموعته وتوقيف 41 مطلوبا بينهم 6 جرحى من دون تسجيل إصابات بين العسكريين، وضبطت كمية من الاسلحة والمخدرات.

لجان مشتركة: من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة تعقد في العاشرة والنصف قبل ظهر الخميس المقبل، لدرس مشاريع واقتراحات قوانين أبرزها يرمي الى حماية كاشفي الفساد واقتراح قانون الصندوق السيادي اللبناني واقتراح قانون يرمي الى مكافحة الفساد في عقود النفط والغاز.

اضراب الاربعاء: معيشيا، أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان مضيها في الاضراب الذي ستنفذه يوم الاربعاء المقبل. وقال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر في مؤتمر صحافي أن "خطة تحرك اتحادات النقل البري تقررت منذ أكثر من شهر، في ظل غياب المعالجات المسؤولة".

لافروف الى تل ابيب: اقليميا، أعلنت الخارجية الروسية ان وزيرها سيرغي لافروف غادر البلاد في مهمة سياسية دبلوماسية عاجلة. واذ أشارت وكالة "تاس" الى ان لافروف ورئيس الاركان العامة الروسية سيلتقيان بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، أوضح الاخير أن المسؤولين الروسيين سيصلان الى اسرائيل في وقت لاحق اليوم لاجراء محادثات حول الشأن السوري، مشيرا في بداية اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي الى ان "الرئيس بوتين طلب مني هذا الاجتماع خلال محادثة معي قبل بضعة ايام".

ايران تهدد واشنطن: دوليا، بقي التوتر على أشده بين واشنطن وطهران. ولفت أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في ​إيران​ ​محسن رضائي​ الى أن "أكثر من 50 الف من ​القوات​ الأميركية تحت مرمى إيران"، أما قائد قوات الباسيج الايرانية شبه الحكومية الجنرال غلام حسين غيب برور، فقال "ان التهديدات التي يوجهها ترامب الى ايران انما تدخل في اطار "الحرب النفسية"، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام ايرانية، مشيرا الى ان ترامب "ليس في موقع يسمح له بالتحرك ضد إيران"، مضيفا "إن أولئك الذين يخشون من الحرب النفسية التي يشنها هذا الرئيس المجنون يعرفون أن أميركا لن ترضى بأي شيء أقل من إبادتنا".