Oct 19, 2023 6:36 AM
صحف

"الحزب": حذار الخطأ معنا..الغرب يُحذِّر من فتح جبهة الجنوب

تزامناً مع وجود مسؤولَين في وزارة الدفاع البريطانية في بيروت. كشفت مصادر سياسية موثوقة لـ«الجمهورية» انّ رسائل عاجلة نقلتها الى بيروت جهات أمنية غربية، بضرورة أن تتخذ الدولة اللبنانية اجراءات عاجلة لتأكيد التزامها بالقرار 1701، ومنع الخروقات للحدود الجنوبية. وبحسب المعلومات فإنّ تلك الرسائل التي تغلّفت بالحرص على امن لبنان واستقراره، انطوَت على تحذير واضح من ان مبادرة «حزب الله» الى إشعال الجبهة الجنوبية قد تخلق واقعا عسكريا يخرج عن السيطرة، وتترتّب من جرّائه عواقب وخيمة على لبنان».

ولفتت المصادر الى ان الموقف اللبناني جاء تأكيدا على التزام لبنان بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701، ومشددا على ان الجيش يقوم بدوره كاملا في هذا المجال وهو على تنسيق عال مع قوات اليونيفيل في منطقة عملها، ومؤكداً في الوقت نفسه على انه من الضروري جداً ان كانت ثمة رغبة بالامن والاستقرار، النظر اولاً الى عامل التفجير الاكبر والاخطر الذي تمثّله اسرائيل، وخروقاتها المستمرة للقرار 1701، الذي تعدّ بالآلاف من دون أن تلقى رادعاً من اي طرف دولي.

في هذه الاجواء المُحتدمة جنوباً، ابلغت مصادر حزبية الى «الجمهورية» قولها ردا على سؤال عن احتمالات فتح الجبهة الجنوبية: «كل شيء وارد، ولكن من المستبعد ان تنزلق الجبهة الجنوبية الى تدهور واسع في الوقت الراهن، فالعمليات التي تحصل مدروسة ومحددة وتوجِع العدو بدقتها ونوعيتها، فضلاً عن انها حققت هدفاً كبيراً جداً، بإرغام العدو على إخلاء مستوطناته بالكامل، يعني انه ذاق طعم التهجير. الا اذا اراد العدو ان يوسّع نطاق الحرب، مع اننا نشكّ في قدرته على تَحمّل جبهتين في آن واحد، فعندها ستأخذ الامور منحى آخر».

وأشارت معلومات «الجمهورية» من مصادر مطلعة على تقديرات «حزب الله» لسير المعركة، الى انه يقوم بتجميع كل المعطيات وباتت لديه معطيات مهمة لمسار الأمور، لكنه يحتفظ بها لنفسه ويعلن عنها في الوقت المناسب «لأننا في حالة حرب وليس خلاف حول موضوع لبناني داخلي»، و»الحزب» يعلم ماذا يفعل، ويقوم بتوجيه ضرباته يوماً بيوم الى مواقع العدو الإسرائيلي حسب مقتضيات الوضع.

وأوضحت المصادر أن أجوبة الحزب على الأسئلة التي توجه اليه سياسياً وإعلامياً متروكة للميدان الذي يتكلم عنها. وأن لا إطلالة قريبة للأمين العام السيد حسن نصر الله.

وكشفت المصادر أن عدد شهداء «الحزب» منذ بدء المواجهة 11 شهيداً، لكن في المقابل خسائر العدو كبيرة، ويكفي أن مستشفى نهاريا لوحده أعلن في بيان رسمي «أنه تم التعامل مع 160 حالة بين قتيل وجريح منذ بدء الحرب في الجبهة الشمالية».

إلى ذلك، استنكرت مصادر سياسية وسطية ما سمّته «النفخ بالنار لإشعال جبهة لبنان»، وقالت لـ«الجمهورية»: «كأنّه لا يكفي الشعب اللبناني حال القلق التي يعيشها، ليأتي البعض ويلعب بمصيره. سواء ما صدر عن الايرانيين لناحية فتح جبهات اضافية مع اسرائيل، او بالنسبة الى ما قاله مسؤول «حماس» في الخارج خالد مشعل، الذي لا يبدو راضياً على ما قام به «حزب الله» من عمليات على الحدود وصَفها بالمحدودة والمتردّدة، فذهبَ الى دعوة الحزب للقيام بمغامرات. فكل هذا الكلام مستغرب لا بل مرفوض، خصوصاً انّ كل المنطقة امام لحظة مصيرية، مهدّدة بسيناريوهات خطيرة، ولبنان بحالته الراهنة أضعَف من أن يتحمّل تبعات ونتائج وآثار أي حرب يكون طرفاً فيها».

في هذه الأجواء، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في جدة أمس، وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، واكد خلال اللقاء ان لبنان يعوّل على دور المملكة المحوري لإعادة التوازن للشرق الاوسط. كما التقى وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان، واعربَ بعد اللقاء عن قلقه «من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد».

وتضامناً مع غزة واستنكاراً للجرائم الإسرائيلية، نظّم «حزب الله» سلسلة تحركات وتجمعات في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، كان البارز فيها التجمع الحاشد في حارة حريك، وتحدث فيه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، الذي دانَ المجزرة واعتبر أنّ «السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب».

وحملَ صفي الدين بعنف على الولايات المتحدة، وتوجه الى الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والاوروبيين بالقول: «إنّ مشروع تهجير أهل غزة لن يمر». مضيفاً: «إن كنتم تحذروننا فإنّ جوابنا لكم أنه عليكم أن تحذروا منّا، فالخطأ الذي قد ترتكبونه مع مقاومتنا سيكون الجواب عليه مدويًا وصاخبًا، وما عندنا هو أقوى ممّا عندكم بكثير، وما لدينا هو أكثر مما لديكم. وفي يوم من الايام جئتم الى لبنان ببوارجكم وكان قرارنا المواجهة، وحين واجَهناكم فَررتم من لبنان كالفئران. ونحن ما زلنا المقاومة الحاضرة والقوية بل نحن اليوم أقوى بآلاف المرات وحذار أن تخطئوا».

وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة على جو «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» الى إنه «لا يوجد قرار أو مخطط بفتح جبهة الجنوب اللبناني وشن حرب من أكثر من محور على إسرائيل، إلا أن الاستعدادات قائمة لخوض المواجهة في حال قررت تل أبيب إشعال جبهتها الشمالية».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o