Oct 18, 2023 4:38 PM
خاص

صواريخ حزب الله باقية ضمن قواعد الإشتباك بقرار إيراني وإلا...الى الحرب العالمية

جوانا فرحات

المركزية – على وقع مشاهد جريمة قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، والتظاهرات المنددة بها التي انطلقت مساء أمس في غالبية مناطق بيروت وصباح اليوم من صيدا إلى طرابلس وصولا إلى بيروت بات السؤال الأكثر إلحاحاً وتداولا: هل يدخل لبنان وحزب الله تحديداً على خطّ معركة "طوفان الأقصى"؟

حتى اللحظة لا إجابة واضحة بشأنه، لكن الأكيد أن مسار المعارك في غزة هو الذي سيحدد الوجهة، كذلك موقف الحزب الداخلي تجاه بيئته التي نزلت الساحات وهي تهتف بإسم الأمين العام للحزب حسن نصرالله وتطالبه بتوجيه صواريخه إلى العمق الإسرائيلي من خلال الجبهة الجنوبية.لكن الرسائل التي أوصلها الحزب كانت مدروسة ولا تزال، وهي تقتصر على استهداف مواقع عسكرية وفق معايير قواعد الإشتباك، أي ضربة مقابل ضربة في "المناطق المفتوحة" ما يؤشر الى أن الحزب لن يدخل حاليا في مواجهة عسكرية مع إسرائيل إلا إذا تجاوزت الخطوط الحمراء التي يرسمها، وبعد أن يأتي القرار الأعلى من إيران.

 فهل سيبقى الحزب وبإيعاز من إيران متحفظاً في حال بدء عملية الإجتياح البري على قطاع غزة ويكتفي بترقب مدى هذا الإجتياح وأهدافه، ومدى تأثيره على المقاومة؟ وهل سيكتفي بالإيعاز لبيئته بأنه "يقاوم" في هذه الحرب من خلال الإشتباكات المحدودة بالتعاون مع التنظيمات الفلسطينية؟

الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر يشيرالى "أن حتى الساعة وعلى رغم المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مستشفى المعمداني في قطاع غزة وسقوط ما لا يقل عن 500 ضحية وجريح بينهم أطفال وشيوخ عدا عن الطاقم الطبي، وحتى إذا بدأ الإجتياح الإسرائيلي للقطاع، فإن حزب الله لن يدخل الحرب من بوابة الجبهة الجنوبية، على أن تكون الأولوية في فتح المعركة من خلال جبهات الجليل ونابلس والضفة الغربية والجولان. أما جبهة العراق فهي بدورها مؤجلة".

ومن وجهة نظر الخبير العسكري جابر فإن القرار المتخذ حتى الآن من قبل حزب الله وإيران منطقي بامتياز" فصحيح أن هناك ما يعرف بوحدة المسار والساحات، لكن لكل جبهة خصوصياتها وإمكاناتها وجغرافيتها وتداعياتها .وعليه يفترض أن تُفتح كل جبهة في الوقت المناسب، لا سيما جبهة جنوب لبنان ".

الأكيد أن الجانبين اللبناني والإسرائيلي يتحفظان على الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، فإسرائيل تخشى من توحيد الساحات، سواء داخل فلسطين، أي قطاع غزة والضفة وعرب الداخل، أو من داخل الإقليم. أما في لبنان، فالحزب يعي المشاكل التي يعاني منها البلد، اقتصاديا واجتماعيا، إضافة إلى فراغ الكرسي الرئاسي. لكن الإستنفار يبقى في أوجه "وإن كان هم حزب الله يتركز حاليا في الحفاظ على الجبهة العسكرية واعتماد قاعدة رد الصاع صاعين والضربة ضربتين والطلقة طلقتين. على أن يبقى الصراع محصوراً بالحدود الجنوبية وعلى عمق 5 كيلومتر أو ربما أقل لأنه يدرك أن فتح جبهة ليس بضرب إرتجالي".

وبالنسبة إلى الجبهة الداخلية يقول جابر"  أن الحزب يصر على أن يحافظ عليها كما يحرص أن يكون متيقنا جدا لكل التداعيات سواء من أبناء بيئته أو من الأطراف المعارضة له".

الثابت والمعلوم أن قرار دخول الحرب ضد إسرائيل ليس بيد حزب الله بل بيد إيران وحدها، والأخيرة تحاول في ظل الظروف الراهنة أن تمسك بخيوط اللعبة كاملة، وهي لن تقدم على توحيد الساحات التي تمسكها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، إلّا إذا تعلق الأمر بالملف النووي الإيراني أو توجيه ضربة عسكرية لها. فهل تعطي الضوء الأخضر وتعلنها حربا مفتوحة؟

يؤكد العميد جابر أنه لمجرد أن تعطي إيران الضوء الأخضر لحزب الله بفتح جبهة لبنان من خلال الحدود الجنوبية ، هذا يعني أنها قررت أن تدخل الحرب كون الأساطيل الأميركية ستستهدف مواقع تابعة لحزب الله مما يعني تورط إيران في الحرب.لكن إيران أكثر عقلانية وهي لن تتورط  لأنها تدرك أنها ستمتد إلى مضيقي الهرمز وباب المندب وستتوسع لتتحول إلى حرب إقليمية وربما عالمية من خلال توجيه ضربات أميركية نحو المواقع الروسية في سوريا وقصف مواقع سورية في الجولان".فهل يعقل أن يدخل حزب الله الحرب بقرار من إيران وتكتفي الأخيرة بالتفرج عليه؟ أشك".

"الولايات المتحدة مدركة تماما لمخاطر توسع رقعة الحرب إقليميا ودوليا وما التحركات الديبلوماسية في المنطقة ووصول الرئيس الأميركي إلى إسرائيل اليوم إلا لإيجاد مخارج لتهدئة الأمور" ويوضح أن دور الأساطيل الأميركية التي وصلت إلى الشرق الأوسط هو لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري والإلكتروني لإسرائيل لكن الولايات المتحدة لن تتورط في إدخال المارينز إلى غزة عند بدء الإجتياح البري لسببين: أولهما أن إسرائيل لديها ما يكفي من العديد للقيام بعملية الإجتياح مع العلم أنها ستتلقى صفعة مصيرية في اجتياح قطاع غزة برا. وثانيا لأن الرئيس الأميركي لا يريد أن يعود جيشه إلى الولايات المتحدة بنعوش ملفوفة بالعلم الأميركي، فهذا سيقضي حتما على مصيره في الإنتخابات الرئاسية تماما كما حصل في تفجير مبنى المارينز في بيروت منذ 40 عاما وقضى على أحلام الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان بالتجديد لولايته".

حتى الآن رسائل حزب الله محددة ضمن أطر قواعد الإشتباك "وإسرائيل الأكثر تطرفا تبعث بدورها رسائل تتمنى فيها عدم فتح الجبهة الجنوبية. لكن إذا تمادت إسرائيل ووسعت رقعة صواريخها عندها لا حول ولا قوة" يختم جابر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o