ماذا خلف تأجيل مؤتمر "الاخوة الانسانية والحوار" في جبيل!

يولا هاشم

المركزية - أرجأت لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل المؤتمر الذي كانت تعد العدة لعقده حول "الأخوّة الإنسانية والحوار" في 21 تشرين الأول الجاري في دير مار مارون – عنّايا إلى موعد آخر يعلن عنه في حينه. 

 التساؤلات كثرت حول سبب إرجاء المؤتمر، خاصة بعد اعتراض واضح للنائب السابق فارس سعيد ومجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية الجبيلية على استغلال بعضهم المؤتمر لأغراض سياسية وكنسية واستثماره في المستجدات الاقليمية بعد عملية "طوفان الاقصى". فما هي الاسباب الحقيقية التي دفعت الى تأجيل المؤتمر؟ 

فراس مصطفى الحسيني، أحد منظمي المؤتمر يؤكد لـ"المركزية" ان المؤتمر تأجّل ولم يلغَ نظراً للظروف التي تشهدها المنطقة، لكن المشروع قائم وفور استقرار الأوضاع في غزة والجنوب يُحدد موعد جديد لانعقاده. إذ أن هدفنا الأساسي نجاح المؤتمر أكان على مستوى الحضور او التفاعل، وبالتالي لا يمكن عقده راهناً، وفضّلنا إرجاءه الى موعد لاحق". 

ويؤكد الحسيني ان السبب لا يعود الى تسجيل البعض اعتراضهم على المؤتمر، إذ ان اعتراض النائب سعيد جاء بموجب كتاب الى راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الذي بدوره رد عليه بموجب كتاب، ولم ندخل في سجال إعلامي. واتُخذ قرار التأجيل حتى قبل استلام كتاب النائب سعيد، والذي تطرّق فيه إلى "وثيقة عنايا" التي ستُعرض في فيلم وثائقي مدته دقيقتان، من مؤتمر مدته ثلاث ساعات. وتوضيحاً، نحن لا نتحدث في المؤتمر عن وثيقة عنايا فقط وهي جزء بسيط من المؤتمر، بل عن وثيقة الأخوة الانسانية بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر أحمد الطيب، وزيارة البابا الى النجف والوضع اللبناني، ويتحدث في المؤتمر كبار المحاضرين كالدكتورة فاديا كيوان والدكتور انطوان مسرّة". 

ويشير الحسيني الى ان اختيار المواضيع في المؤتمر لم يكن الأساس، بل هدفه إطلاق عمل لجنة الحوار الوطني، وقد اخترنا ان يكون على شكل مؤتمر ليعطي قيمة مضافة للمجتمع الجبيلي خصوصاً ولبنان عموماً. ففي ضوء الشحن الطائفي والمناطقي الموجود في البلد وحساسية القضايا التي يواجهها المجتمع الجبيلي، اختار المطران عون من الجبيليين وألّف لجنة حوار، وانبثقت منها لجنة متابعة مصغّرة، هدفها اولاً العمل على إرساء المبادئ الجبيلية للعيش الواحد، وثانياً التدخّل في الاوقات الضرورية لمنع أي انجرار الى فتنة او غيرها، وقد حصل هذا الأمر وتدخلت اللجنة في الحادثة التي حصلت بين المعيصرة ونهر ابراهيم، وأوفد المطران عون وفدا من اللجنة كنت من بين أعضائها. وكأعضاء لجنة بالاضافة الى المطران عون، نعتبر ان بلاد جبيل وأبناءها يجسدون مثالا في العيش الواحد في لبنان وبالتالي يجب المحافظة على هذه الرسالة وتعميمها، وهذا يتم عبر المؤتمرات وعبر خطوات أخرى سنقوم بها ومنها الإضاءة على كل الشخصيات الجبيلية التي كان لها دور كبير في إرساء العيش الواحد في بلاد جبيل ولبنان حتى".  

ويؤكد الحسيني ان "عمل اللجنة أوسع وأكبر من المؤتمر الذي يقتصر دوره على إطلاق "مانيفست" اللجنة، لذلك فإن الكلمة الاولى ستكون للمطران عون في المؤتمر. ودوري يقتصر على تقديم المطران الذي بدوره سيقوم بالتعريف عن اللجنة وعملها ومن ثم ننتقل الى برنامج المؤتمر والذي كان من ضمنه كلمة للسفير الباباوي يتحدث فيها عن وثيقة الاخوة ويُطلق بعدها النقاش"، مشيرا الى ان "الموضوع الذي نطرحه حول ماهية العيش الواحد يحتاج الى جلسات عديدة وطاولات مستديرة لتغطيته، لكن الفكرة كانت الإضاءة على الموضوع وإطلاق عمل اللجنة علنياً". 

وعما إ ذا كانت اللجنة ستتطرق لاحقاً إلى المشاكل العقارية التي تعاني منها المنطقة خاصة لاسا والتي هي من الأفكار التي طرحها النائب سعيد في رسالته الى المطران عون، يقول: "من يعرف موضوع العقارات والمطرانية وأهل لاسا يعرف ان هذا الموضوع يتبع مطرانية كسروان وليس جبيل لأن التقسيم الكنسي يختلف عن الاداري، وهي كنسياً خارج نطاق المطران عون وعملياً لم نبدأ العمل بعد، لكن أي موضوع  يمكننا ان نكون فيه جزءا من الحلّ لن نتوانى عن طرحه والسعي لحلّه. اللجنة تضم أشخاصا فاعلين في المنطقة وتنتمي الى أطياف وأحزاب مختلفة مسيحية واسلامية، وبالتالي لدينا قنوات من ضمن اللجنة مع الأحزاب ويمكن أن تكون لنا مقاربتنا الخاصة في كل القضايا". 

في ما يلي رسالة رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد الى راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وبرنامج المؤتمر: