وساطات التهدئة تتحرك: تَشدُد حماس و"هيبة" اسرائيل عقبتان

لورا يمين

المركزية- في وقت تعقد الجامعة العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية اليوم للبحث في الاوضاع في غزة، يبدو اكثر من طرف عربي واقليمي تحرّك لمحاولة التوصل الى تهدئة في الاراضي المحتلة. على رأس هذه القوى، تبرز قطر. فبحسب قناة سي أن أن، تجري قطر محادثات مع حماس بشأن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة داخل قطاع غزة، وتقوم الولايات المتحدة بالتنسيق مع القطريين حيث يلعبون دورًا رئيسيًا في الوساطة مع الحركة، حسبما قال مسؤول أميركي كبير وشخص آخر مطلع على المناقشات للشبكة الاخبارية.  وذكر أحد المصادر إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن التقى بقادة حماس، الأحد. وأضاف المصدر إن قطر تلعب دورًا مهمًا كوسيط...والأمور تتحرك بسرعة كبيرة".

في السياق عينه، أجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مباحثات مع وزراء خارجية تركيا وإيران وبريطانيا والأردن حول التطورات في غزة. وبحسب "الخارجية القطرية"، تلقى "آل ثاني" الثلثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هو الثاني من نوعه منذ الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما تلقى مساء الاثنين، اتصالات هاتفية منفصلة من نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، والأردني أيمن الصفدي، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وخلال الاتصالات جرى "استعراض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وسبل تخفيض التصعيد". كما أعرب "آل ثاني" عن قلق دولة قطر العميق إزاء تصاعد العنف بين الجانبين، مشدداً على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بحسب البيان. وأكد أيضاً لنظرائه ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل التهدئة وخفض التصعيد، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى، مساء الاثنين، محادثات هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبالفعل، تبدو تركيا ايضا، بحسب المصادر، مستعدة للعب دور في مساعي التهدئة. فقد قال أردوغان مساء الاثنين إن تركيا مستعدة للقيام بدور الوسيط لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إذا قدم الطرفان مثل هذا الاقتراح، بما في ذلك تبادل الرهائن. وقالت الرئاسة التركية، في منشور على موقع إكس، إن أردوغان أبلغ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن أي خطوات تلحق ضررا جماعيا بسكان قطاع غزة ستزيد حجم المعاناة في المنطقة. وقال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس خلال مكالمة هاتفية أن تركيا تبذل كل الجهود لإنهاء القتال وضمان الهدوء في المنطقة.

في المقابل، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية "أننا أبلغنا كل الجهات التي تواصلت معنا بشأن أسرى العدو لدى المقاومة أن هذا الملف لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة". عليه، تقول المصادر ان تشدد "الحركة" قد يكون عائقا امام الوساطات، الا ان علاقة الدوحة وأنقرة الجيدة بـ"حماس" من جهة وبتل ابيب من جهة ثانية، تعطيهما هامش حركة كبيرا في هذه المعركة. هما بالفعل ستنشطان لايجاد تسوية ما - وستدخل معهما ايضا الولايات المتحدة، التي يصل وزير خارجيتها الى تل ابيب غدا، وعينُ واشنطن على إخراج حل شامل وكامل للصراع مِن خرم هذه الحرب الكبرى - إلا ان التوصل اليها سيستغرق بلا شك وقتا، مع اصرار "الحركة" على استثمار نجاحها العسكري واصرار اسرائيل على استعادة ماء وجهها بعد الصفعة التي تلقتها، تختم المصادر.

***