Oct 07, 2023 11:17 AM
متفرقات

زمكحل لخريجي كلية إدارة الاعمال في "اليسوعية": مطمئن أنكم ستعيدون بناء بلادنا وإقتصادنا على أركان متينة

ألقى عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ ورئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL البروفسور فؤاد زمكحل كلمة في حفل تخريج طلاب كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ، جاء فيها:

"منذ 3 سنوات تقريباً، عندما تسلّمتُ مهمتي الجديدة، كعميد لكلية ادارة الأعمال في جامعة القديس يوسف، توجهتُ إليكم للمرة الأولى في 5/8/2020، في اليوم التالي عقب الإنفجار المأساوي في 4/8/2020. هذا الإنفجار الذي دمّر ليس فقط عاصمتنا ومنازلنا وجامعتنا، ولكن أيضاً دمّر أحلامنا وطموحاتنا وأهدافنا. لقد أرسلتُ إليكم اول بريد الكتروني، وعرّفتُ بنفسي، ودعوتكم للحضور والإنضمام إلينا لإعادة بناء منزلكم الثاني يداً بيد.

 إلتقينا سوياً للمرة الأولى، في الحرم الجامعي المدمّر، نسير على الركام، وجوهنا مخفيّة بأقنعة الكوفيد، وعيوننا دامعة بغبار التكسير وخصوصاً بقهر الدمار، وسلاحنا الوحيد، كان المكانس والمجارف، ولكن قبل كل شيء كنا مسلّحين بالعاطفة والمرونة والإيمان والتضحية والمثابرة رافعين عنوانا وشعاراً موحداً: أننا لم ولن نستسلم أبداً.

وبعد بضعة أسابيع، ضربت مرة أخرى العصا الإلهية والسحرية، وأصبح حرمنا الجامعي جاهزا للترحيب بكل الطلاب في 1/9/2020. وهنا مرة أخرى، كان القدر على الموعد ومنعني من رؤيتكم من جديد، لأنه كانت الجائحة تنتشر أكثر فأكثر، وحجرتنا في بيوتنا. فتحدثتُ إليكم للمرة الثانية، عبر الـ «زوم»، ولم أستطع أن أرى وجوهكم، لأن التواصل كان عاطلاً أو أن البعض كان يُفضّل الشاشة السوداء. فبدلاً من أن أرحب بكم، أنتم الذين كنتم ترحبون بي في عائلتكم الكريمة كموفد جديد. 
كنتُ قادماً إليكم من عالم الأعمال إلى عالمكم الأكاديمي، مع هدف واضح هو ربط جسور تواصل بين هذين العالمين المترابطين". 

أضاف: "قرأتُ في عيونكم حماسكم لكن أيضاً قلقكم، وقدمتُ لكم بكل شفافية وموضوعية، أهدافي وخطتي وإستراتيجيتي، ووعدنا بعضنا البعض ببناء تآزر مثمر، وتكامل، وتضامن نموذجي، وأن نكون متّحدين مهما كانت الظروف ومهما كانت البيئة المحيطة من أجل نجاحكم.  وها نحن بعد ثلاث سنوات، عدنا مجتمعين من جديد كالوعد والرهان، الذي قمنا به، وها أنتم هنا بعد 3 سنوات، ترتدون ثوب النجاح.

عرّفتكم بنفسي منذ 3 سنوات، قادماً من عالم الأعمال والشركات كرئيس للإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين (MIDEL)  الذين أمثّله اليوم بفخر بقبّعتي الثانية، لكنني أرتدي أيضاً بشرف وشغف وفخر قبّعتي الأكاديمية، التي قدّمتمونها أنتم لي.
تغيّرت الأدوار بعدما جذبتموني إلى عالمكم، وقد حان الوقت لأدفعكم لتنطلقوا وتحلّقوا في عالمي القديم، عالم الأعمال والنمو، وفإنني أُسلّمكم اليوم الشعلة، وإني واثق بأنكم ستحملون الشعلة وتُلوّحون بها في الأعالي. إن مستقبل إقتصادنا وقطاعنا الخاص أصبح اليوم بيدكم، وإني مطمئن أنكم ستعيدون بناء بلادنا وإقتصادنا على أركان متينة".

وتابع: "لا شك في أن الحياة مثيرة ومدهشة، والكرة الأرضية تدور، والحياة تتغيّر أيضاً، كذلك الأدوار والأماكن والمواقع والفرص، لكن داخل الإنسان وقلبه لن يتغيّرا، وسرّ معادلة النجاح يبقى نفسه، وهو المثابرة نحو الهدف، من دون إستسلام أو التخلي عن الرؤية والرسالة. كونوا واثقين أن معارك الحياة والأعمال لا ينتصر فيها الأقوى ولا الأسرع ولا الأذكى ولا الأغنى، بل المثابر الذي لن يستسلم مهما كانت العواقب والتحدّيات.

أنتم اليوم تنطلقون إلى عالم إقتصادي جديد، يتغيّر بسرعة فائقة، وأنتم تنطلقون  في عالم الذكاء الإصطناعي، والتكنولوجيا، وChat GPT  ، و5 G و6G ، و G7 لكن لا تنسوا أنكم قبل كل شيء أنتم إنسان، ولديكم قلب ينبض ليحب وينشر العطف، ولديكم أيضاً عقل ليفكر ويحلل ويختار بين الخير والشر. إن هذا العقل النقي والقلب الأبيض النابض ينوّر طريقكم الصحيح نحو النجاح بالأخلاق والحكمة والشفافية، وهي العبر التي تنقصنا اليوم في بلدنا الحبيب الذي ينزف.

عندما ستقدمون سيرتكم الذاتية طامحين للإنضمام إلى مجموعات دولية كبيرة، لا تنسوا أن قطاع الأعمال، لا ينظر فقط إلى ما تعلمتموه وما تعرفونه، ولا إلى شهاداتكم المستحقة، لكن يبحث عمّا تستطيعون أن تقدمونه للتطوير والإنماء وإعادة الهيكلة لمواجهة هذا العالم الإقتصادي الجديد. كونوا على علم، بأن الشركات لا تبحث عن عملاء لتقول لهم ما يفعلون، وتفرض عليهم أفكارهم، لكن تبحث عن رياديين ومبتكرين لكي هم يقودونهم نحو الخيارات الأفضل، للتقدم المستدام".
 
وقال زمكحل: "إن مؤسسات القطاع الخاص بحاجة إلى روحكم الديناميكية وأفكاركم الإبداعية والمبتكرة لإعادة البناء والنهوض والتنمية.  كونوا رواد أعمال، (Entrepreneurs)، لكن كونوا أيضاً رواد أعمال في داخل الشركات،  Intrapreneurs)) في ضمن هذه الشركات التي تبحث عن عقلكم الحيوي والمبتكر والمبدع.

في هذا العالم التنافسي الجديد، سيكون هناك أقل وأقل، أماكن شاغرة، لمن يبحث عن عمل، لكن سيكون هناك فرص هائلة لمن يحفر أماكنه بأظافره وأسنانه في هذا العالم الإقتصادي الجديد، ضمن هذه الورشة الدولية لإعادة الهيكلة والبناء الكامل.
بلدكم لبنان ينزف وبحاجة إليكم، لا تتركونه وهو في العناية الفائقة، وإذا غادرتموه لبناء مستقبل أفضل لا تنسوا هويتكم وأرضكم وعائلتكم لا تنظروا إلى ماذا يستطيع أن يقدم بلدكم لكم، لكن ركّزوا على ما أنتم تستطيعون أن تقدموه له كي يولد من جديد من تحت الرماد والركام".

وختم: "عائلتكم الثانية، وهي جامعتكم أيضاً بحاجة إليكم، حلّقوا عالياً، لكن لا تنسوا أصلكم وأرضكم وجذوركم، وإرجعوا في أي وقت كان لتحديث معرفتكم وتكملة شهادات أعلى، أو حتى لتنضمّوا إلى صفوفنا. أنتم تغادرون اليوم لكن أبوابنا ستكون دائماً مفتوحة لكم. أعزائي أبطال وخرّيجي العام 2023 في ظل السنوات الثلاث غير النمطية، واجهتم أكبر أزمة إقتصادية في تاريخ العالم، وواجهتم أكبر ثالث إنفجار في العالم، وواجهتم أكبر جائحة في تاريخ العالم، وها أنتم اليوم تستحقون النجاح بفخر، وأنتم أبطال الأبطال. إحلموا وثقوا بأحلامكم وبأنفسكم، وإستيقظوا لبناء الخطط لتنفيذ أحلامكم مع مواعيد وتواريخ محددة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o