جرادي: مبادرة بري ايجابية ولرافضي الحوار ما البديل؟

يوسف فارس

المركزية – لا تشي الوقائع الداخلية كما الخارجية المرتبطة بالملف الرئاسي من قريب او بعيد بما يؤشر الى انفراجات وشيكة في افق الازمة الرئاسية ولا بما قد يجعل من الحراك الجاري ذات جدوى يبنى عليها ولو امال ضعيفة في الامكان تجاوزها حقل المطبات والعقبات والتعقيدات المنصوبة على طول الخط الرئاسي وعرضه. امام هذا الواقع لم يعد ثمة ما يقال وقد بلغ المسار الرئاسي نقطة الانسداد الكلي ومفتاحه اضاعه الانقسام السياسي في هذا الجو الرافض للحوار والتوافق والهارب من الاستجابة لكل مساعي ومبادرات الانقاذ بحيث بات من الصعب الافتراض ان في الامكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور وحتى في البعيد. ما يعني ان البقاء في هذا الوضع المسدود سيطول الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا سيما واننا بلغنا نقطة اللاعودة مع اوضاع في البلاد تنذر بالاسوأ والانفجار الكبير.  

النائب التغييري الياس جرادي يأسف عبر "المركزية" للانسداد الحاكم الملف الرئاسي لافتا الى ان المرحلة الراهنة تتساوى فيها مقادير التفاؤل والتشاؤم واستمرارها من شأنه ان يحمل مزيدا من التقهقر في مؤسسات الدولة وقطاعاتها على ما نلاحظ في القطاعين الصحي والتربوي وهو ما ترجم سياسيا بالخيار الثالث الذي التقت المبادرتان الفرنسية والقطرية الى الدعوة اليه والعمل لبلوغه. نأمل من كافة الفرقاء احزابا وكتلا نيابية وسياسية النزول عن الشجرة  والتلاقي على كلمة سواء في منتصف الطريق والذهاب عاجلا لانتخاب رئيس للجمهورية بدلا من النظر للاستحقاق الرئاسي من رؤى ضيقة وشخصية وما يمكن ان يحققه من مكاسب . 

ويتابع ردا على سؤال : نحن قرأنا ايجابا مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الداعية لحوار لسبعة ايام تعقبها جلسة انتخاب بدورات مفتوحة . للاسف تم تغييبها وعلى الذين عملوا على ذلك تحمل المسؤولية. اذا استمروا بهذه العقلية قد نبقي سبع سنوات لا اياما فقط على هذه الحال . المبادرة قامت على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وجمعت مطالب القائلين بالحوار والداعين للانتخاب حتى تصاعد الدخان الابيض. وللرافضين نقول اعطونا البديل. ان نرفض لمجرد الرفض فتلك سلبية لا توصل الى مكان . لبنان قام على التلاقي بين مكوناته يعني على الحوار الذي هو المدخل الطبيعي لقيامة الوطن وازدهاره .  

ويختم سائلا هل كان اقوى من الرئيس العماد ميشال عون في الصف المسيحي. الم ينتخب بعد توافق كافة المكونات السياسية على انتخابه ولكن عهده لم ينجح نتيجة الخلافات التي عادت وعصفت بين المتوافقين.