هل تتحمّل روسيا مسؤولية "ضياع" ناغورني كاراباخ؟

يولا هاشم

المركزية – يلتقي اليوم نحو خمسين قياديا أوروبيا في غرناطة في جنوب إسبانيا على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم حول مسائل جيوسياسية عدة ومنها قضية ناغورني كاراباخ. وبعد ان كان مقرراً عقد اجتماع، خلال هذه القمة، بين رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قرر الأخير عدم المشاركة إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان، وندد بـ"أجواء معادية لأذربيجان" معتبرا من غير "الضروري" المشاركة في المفاوضات في إطار الاجتماع الأوروبي، على ما أعلن مسؤول أذربيجاني لوكالة فرانس برس الأربعاء. وأعرب باشينيان الذي سيحضر القمة عن خيبة أمله وقال "كنا في ذهنيّة بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أن من الممكن توقيع وثيقة". 

وكان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف وباشينيان، بعد أسبوعين على الهجوم الخاطف الذي شنته قوات أذربيجان على ناغورني قره باغ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار. لكن ماذا عن تحميل البعض روسيا مسؤولية "ضياع" إقليم ناغوري كاراباخ بسبب انشغالها بالحرب الاوكرانية؟ 

مصادر مطلعة على الموقف الروسي تؤكد لـ"المركزية" ان هذا الأمر غير صحيح، مشيرة الى ان الموقف الروسي واضح من قضية ناغورني كاراباخ، ورئيس الوزراء الارمني نيكول باشينيان هو من وقع على الاتفاق واعترف ان اراضي كاراباخ تعود لأذربيجان وسمح لهم بالدخول. الامر واضح بالنسبة الى روسيا، بأن القيادة الأرمنية تسير عكس إرادة أغلبية الشعب الأرمني، وتذهب باتجاه التفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية، رغم ان الأميركيين والغرب يتلاعبون بالأرمن في حين ان الحامي الاساسي لأرمينيا والمساعد الاساسي لها هو الروسي.  

وتسأل المصادر: "ما الذي سيقدمه الاميركيون للأرمن؟ فقد رأى العالم ما جنته الدول التي ارتكزت على الاميركيين والى اين وصلت وما حلّ بها لاحقاً بعد انتفاء المصلحة. وتؤكد ان الاتجاه الذي يسلكه باشينيان والتصعيد ضد روسيا سيكلفه في المستقبل، ولذا تطلب منه التنبه والحذر. في المقابل، تعلم روسيا ان أغلبية الشعب الارمني تقف ضد سياسته، ولكن لا انتخابات في المدى القريب كي يصار الى تغييره.  فماذا يمكن ان تفعل روسيا؟ 

ما هي حدود ارمينيا؟ تركيا واذربيجان وروسيا وايران، كيف سيخرج باشينيان من هذه الدول؟ هل يمكنه أن يثق بالتركي ام الايراني؟ لو لم يكن الروسي الضاغط الاساسي ما الذي كان حلّ به؟ واليوم تخلى عن روسيا حاميه الاساسي. كيف ذلك؟ . سيدفع حكما ثمن ما فعل ولن يبقى طويلاً في الرئاسة لأن هناك نقمة كبيرة عليه داخل ارمينيا. والاتجاه صوب الغرب لن يقدم له شيئا. 

عن قرار علييف عدم لقاء رئيس وزراء أرمينيا في اسبانيا، تؤكد المصادر ان مع  السياسة التي ينتهجها بشينيان لن يسير الاذربيجاني معه.الجهة الوحيدة الممكن ان تهدئ اذربيجان وتضغط عليها هي روسيا. لكن موسكو ترى ان السياسة التي تتبعها ارمينيا خاطئة وستؤدي الى هلاك الشعب الارمني. في المقابل، نجد في روسيا ارمنا أكثر من الموجودين في ارمينيا، وقد أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان أعداد الأرمن الذين يعملون على الأراضي الروسية ويرسلون الاموال الى ذويهم اكثر من الارمن المتواجدين على الأراضي الأرمنية. وبالتالي فإن روسيا مساعد اساسي في كل المجالات وحام لأرمينيا. لكن في حال رُفعت عنها الحماية الروسية، ما الذي سيفعله بها الاتراك والايرانيون والاذربيجانيون،سؤال جوهري، تختم المصادر.