كيف تنظر روسيا إلى حلّ الملف الرئاسي وما نظرتها لدور الخماسية؟!
يولا هاشم
المركزية - رغم انشغالها بالحرب الاوكرانية، تبقى روسيا لاعباً أساسياً على الساحة الدولية، ويرصد العالم تحركاتها ومواقفها تجاه الأزمات دوليا او اقليميا. فكيف تنظر هي الى الملف اللبناني بتعقيداته وتشعباته وما هي وجهة نظرها للحل؟
مصادر مطلعة على الموقف الروسي تؤكد لـ"المركزية" ان روسيا تعتبر أن من المفترض على اللبنانيين ان يتحاوروا في ما بينهم لإيجاد قاسم مشترك في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، لأن تاريخ لبنان يؤكد ان الأمور لا تستقيم من دون توافق، وان على اللبنانيين جميعاً ان يجتمعوا ويتحاوروا على سلة مشتركة كاملة، حتى لا يصار لاحقاً إلى عرقلة الأمور في الحكومة او أي مكان آخر. لأن، برأي روسيا ما يحصل في لبنان هو نتيجة عدم الاتفاق على مجمل الاستحقاقات اذ ما إن ينتخب رئيس حتى تتعرقل مسألة تشكيل الحكومة لفترات طويلة، ما يعيق التقدّم ولا يحلّ الأزمة.
وتشير المصادر إلى ان روسيا تطالب بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يكون سياسياً قادراً على التحاور مع كل الأطراف ولديه اتصالات وعلاقات مع الأفرقاء كافة، خاصة تلك المؤثرة في البلد، كي يتمكن من التوصل الى نتيجة وإخراج البلد من أزمته. أما الأمور الاقتصادية، فترى روسيا ان حلّها يكون في الحكومة، لذلك المطلوب ان يكون رئيس الحكومة اقتصادياً.
وتلفت الى ان روسيا تجد ان ثمة أمورا أخرى تجب معالجتها في لبنان كمسألة النازحين والموضوع المالي والاقتصادي والتي تحتاج الى رئيس جمهورية وحكومة فاعلة وبرلمان نشيط.
كما تعتبر روسيا ان التدخل الخارجي يعيق الحل في لبنان، لذلك هي لا تتدخل كباقي الدول، لأن المطلوب من اللبنانيين ان يحلوا أمورهم في ما بينهم، وألا يتبعوا الغرب لأن برأيها، لكل من هذه الدول الخارجية مصلحة معينة وكل دولة تسعى لحلّ الأمور وفقاً لمصالحها الخاصة. لذلك، فإن روسيا ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وترى موسكو ان اختلاف دول اللجنة الخماسية يعيق التقدّم. وبالتالي انعكست هذه التباينات على الوضع في لبنان أيضاً، كما لو ان الخلافات بين اللبنانيين لا تكفي.
أما في ما خصّ النزوح، فإن روسيا ترى ان على المجتمع الدولي والامم المتحدة ان تساعد على عودة النازحين بإعطاء هذه المساعدات لهم على الاراضي السورية وليس اللبنانية، وتعتبر ان المجتمع الدولي بتصرفاته يعيق عودة النازحين من خلال مساعدتهم فقط على الاراضي اللبنانية او الاراضي الاخرى المتواجدين عليها، ويرفضون مساعدتهم على الاراضي السورية. وتعتبر روسيا ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية بهذه الطريقة كأنها تحاول ان تستغل وجود النازحين في الخارج لأهداف خاصة، وهذا برأي روسيا خطأ، إذ كيف يمكن مساعدة النازح في الخارج ولا تساعده في بلاده، لأنها بهذه الطريقة لا تساعده على العودة.
كما تعتبر موسكو ان قانون قيصر يعيق عملية عودة النازحين، وحتى الدول العربية التي أجرت اتفاقات مع النظام السوري لا تتجرأ على تقديم مساعدات للإعمار في سوريا تمهيداً لإعادة النازحين خوفاً من قانون قيصر. كما لديها أيضاً نقمة على النظام السوري لأنه لا يجري اي تغييرات في البلد ولا يسهّل في موضوع اللجنة الدستورية كي يحصل تغيير في سوريا، الامر الذي يشجع النازحين على العودة.