الخامنئي يعد لبنان بالنصر الإلهي...إن بقي من ينتصر!
نجوى ابي حيدر
المركزية- عجيب امر ايران، والاعجب امر اللبنانيين السائرين بهديها والمؤتمرين بأمرتها بعد. عجيب كيف لا يفقهون انها تستخدمهم وقودا في حربها ضد الغرب واسرائيل وكيف تقنعهم بعقيدة الاستشهاد، ليس من اجل الوطن ودفاعا عنه انما عن مصالحها التي تكشفت بوضوح لا تشوبه شائبة في حربي غزة ولبنان.
اليوم أطل المرشد الايراني علي خامنئي ليؤكد أنّ "الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار". وقال خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران، إنّه "وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي". كلام يطلقه خامنئي من ايران المستقرة حيث يعيش شعبها بأمان وسلام ويمارس حياته الطبيعية كسائر شعوب العالم او ما يفترض ان تكون عليه طبيعة الحياة، فيما شعبا لبنان وغزة وبفعل اذرع ايران يُقتلون ويُهجّرون وتُنسف منازلهم وتُباد بلداتهم وقراهم الى درجة محو معالمها ، لا لشيء الا لأنها واقعة تحت نفوذ حزب الله الذي قرر، بأمر ايراني، مساندة غزة على حساب دولة لبنان وشعبه، ففتح عليهم جحيم اسرائيل التي للأسف، كان الحزب عاين اجرامها اللامحدود في غزة ومجازرها التي يندى لها الجبين وقدرفع العالم وشبابه في المنتديات والجامعات الصوت استنكارا لاقترافات بنيامين نتنياهو ، مجرم العصر، المُحاكم دولياً، ورغم معاينة السيناريو الأسوأ على الاطلاق، مضى في رحلة الموت، لا بل الانتحار، وجر معه لبنان برمته لمواجهة العدو بصدور عارية، بأمر المرشد.
والانكى، ان اضافة الى ما جرى ويجري منذ اكثر من خمسين يوماً من حرب اسرائيل ضد حزب الله، وما اصابه من ضربات قاضية، ليس اقلها اغتيال امينه العام حسن نصرالله والمجلس القيادي برمته وعطب عناصره بإطفاء اعينهم وبتر اصابعهم بتفجير اجهزة البايجر والتوكي ووكي او باستهدافهم في سياراتهم او في شقق يقطنونها بغارات تتسبب بقتل عشرات الابرياء، واخرهم في مجزرتي برجا والعين، الى كل ذلك، ما زال من بقي من قياديين يكابر ويعاند ولا يرضى بحلول توقف النار ومسلسل القتل والدمار عن لبنان، فيطل الامين العام الخلف الشيخ نعيم قاسم من "مكان ما"، فيما بيئة الحزب مشردة على الطرقات وفي مراكز ايواء ، ليُنَظّر، في كلمة في اربعينية نصرالله ، على الجيش الوطني ويطالبه أن يُصدر موقفاً وبياناً يُبيّن لماذا حصل الخرق البحري في انزال البترون قائلا: "حتى لو قال إنّه لم يكن قادراً وإنّه كان عاجزاً، فليقل أمام العالم ما هو السبب."
عجيب ايضا نعيم قاسم لمجرد تجروئه على سؤال المؤسسة العسكرية، فيما هو وحزبه لم يسألوا يوما احدا في الدولة اللبنانية، المفترض انهم ينتمون اليها ويحرصون على مصالحها، حينما فتحوا جبهة المساندة لغزة التي لم تساند غزة بل نتنياهو في مجال ايجاد ذريعة على طبق من فضة لاستهداف الحزب ومعه لبنان وصولا الى ما وصل اليه اليوم، ولا يبدو انه في وارد التوقف، اذ تشير المؤشرات في الميدان كما في السياسة انه سيوظف الشهرين المقبلين حتى موعد تسلّم ترامب الحكم في 6 كانون الثاني المقبل لتنفيس شره كله في لبنان والقضاء على من تبقى من الحزب ومقومات صموده وكل امل بالانتصار و "الوعد الالهي" الذي يعد به الخامنئي، فيما جمهور الحزب المُشرد ،المنكوب، الذي ولئن ما زال يرفع شعارات النصر والتأييد في العلن، فهو داخل غرف مراكز الايواء المغلقة، يقول كلاماً آخر، ومن يزف شهداءه امام الناس يبكيهم في سره، ومن فقد الامل بالعودة الى مسكن دكته اسرائيل بغاراتها، بات يبحث عن وطن آخر، ومنهم من رضي طوعا بمشروع الترانسفير الى العراق، علّه يجد هناك أمنا وامانا ودولة لا تشبه دويلة قدم الغالي والنفيس لأجلها ولما وقعت الواقعة ، تركته في اتون النار والجحيم.
فهل من أمل بعد بأن يستفيق الحزب من نشوة انتصار وهمي يؤمن لإيران مكاسب واوراق قوة في حربها مع الغرب ، بدماء اللبنانيين وابناء البيئة الشيعية ام يكابر ويعاند حتى آخر لبناني؟