Oct 02, 2023 4:54 PM
خاص

إسدال الستار على جمهورية "أرتساخ"... وخبث إيران في اذربيجان!

يولا هاشم

المركزية - بعد صراع استمر نحو قرن في المنطقة، وبعد عقود من المعارك والحروب مع أذربيجان، أعلنت جمهورية أرتساخ الأرمنية في جيب ناغورني كاراباخ حل نفسها بحلول بداية العام 2024. لكن المستغرب في كل ما حصل هو مساندة ايران للأرمن ضد الاذريين مع ان 70 في المئة منهم شيعة. فما السبب؟ 

العميد المتقاعد يعرب صخر يؤكد لـ"المركزية" ان "ايران تلعب لعبة خبيثة في أذربيجان التي تقع على حدودها الشمالية الغربية. فقد استقلت أذربيجان كما غيرها من الدول الـ١٤ عن الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩١. تنازعت مع أرمينيا الجارة على إقليم ناغورني كاراباخ. بالطبع وقفت تركيا مع الأذريين وساندتهم بكل السبل. في هذا الوقت كانت روسيا تساند الأرمن وتساعدهم على الهيمنة في هذا الإقليم. كل هذا مفهوم ومتوقع، تمليه مصالح تركيا وروسيا. لكن من المؤكد ان أذربيجان سوف تشكل في المستقبل موضوع نزاع متجدد بين تركيا وروسيا".  

لكن لماذا تساند إيران الأرمن ضد الاذريين مع أن ٧٠% منهم شيعة؟ هنا يشير صخر إلى ان "هناك قناعة راسخة مقرونة بسياق التاريخ واثباتات الواقع أن إيران ظاهرها ديني إسلامي لكن ممارساتها في الواقع فارسية بحتة تكن العداء للإسلام والحقد على العرب، مستعملة الشيعة وقوداً وأدوات فتنة وحروب. وأذربيجان مدركة لكل ذلك، وترفض اتباع ولاية الفقيه، وتعتبر نفسها امتدادا إسلاميا متناغما ومتوازيا مع العربي والتركي وبوجه نجفي وليس قوميا فارسيا لكن بقومية أذرية كما الأتراك بقوميتهم العثمانية (الأصول الأذرية والتركية من عرقية واحدة)". 

أما فيما خص تركيا، فيلفت صخر إلى "أن إيران تقف ضد مصالحها والتآمر بخبث والطعن بالظهر. عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تتحضر لاجتياح أوروبا شاغلتها إيران الصفوية من الخلف وتآمرت مع الأوروبيين لإفشال العثمانيين. وعندما طرد السلطان عبد الحميد اليهود لجأوا إلى إيران. وحتى في الحرب العالمية الأولى وقفت إيران مع الغرب، وحاولت مع أذربيجان تصدير الثورة إليها وإنشاء ميليشيات تابعة لها، وتأسيس الشعائر الشيعية وفتح مدارس مذهبية وإشاعة المظاهر العاشورائية. ومع عدم موافقة الاذريين على معظم الرغبات الإيرانية وخصوصاً رفضهم لقطع النفوذ والمساعدات التركية، سلكت إيران مع أذربيجان مسلكاً مغايراً للطبيعة". 

ويعتبر ان "المحاولات الإيرانية لم تتوقف وسلكت مسلكاً آخر فاقتصرت مطالبتها لاذربيجان على بضعة مطالب تراها بسيطة ولكن في طياتها كل الخبث، ومنها السماح بدخول عدد من المعممين الإيرانيين إلى أذربيجان لتوعية الناس على خطر داعش ومنع انضمامهم اليه. وبنتيجة السماح افتتح المعممون ٢٢ مدرسة هدفها فقط إذكاء الشعائر الشيعية لدرجة أن الاذريين وجدوا فيها ان معظم أيام السنة شعائر وطقوس وذكرى وأعياد ومناسبات وتحويل حياتهم إلى مآتم واحزان وبكاء ولطم وجلد للذات. بالاضافة الى تقديم التبرع المجاني للاطفال الاذريين دون ١٤ سنة واخذهم في سياحات مطولة وزيارات مدفوعة الأجر وغسل الدماغ وتعويدهم على كره السنة والعرب والأتراك وتقديس الأئمة الشيعة. كما وتقديم المساعدات والإعانات والتبرعات. ومن ورائها تجنيد الفقراء والأميين كانتحاريين في سوريا والعراق"، مشيراً الى ان "ما فعله مععمو إيران في العراق يجتهدون لفعله في أذربيجان.  ودائما تتدخل تركيا لتهديم ما أمكن من هذه الذهنية الشاذة في أذربيجان حيث استطاعت تركيا حتى الآن السيطرة والتأثير على رجال السلطة والسياسيين وصناع القرار في أذربيجان ". 

ويختم صخر: "أما وقد عاد إقليم ناغورني كاراباخ إلى وطنه الأم اذربيجان، بعد أن ربض فيه أرمن أرمينيا طوال سنوات، بعون من إيران عقاباً منها لأذربيجان على عدم تماشيها مع مأربها، فهذا يعد انتصارا تركيا اذربيجانيا وصفعة مهمة لايران، نأمل من الدول العربية التي تئن تحت نفوذ العمامات الإيرانية، أن تكون قد تلقت  الدرس وتنتفض لكبريائها وعروبتها". 


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o