Sep 15, 2023 3:44 PM
خاص

اجتماع السفارة رسالة لمن يعتبر...النواب السنّة بيضة القبان وحذار المس بالطائف

نجوى ابي حيدر

المركزية- منذ بدء الشغور الرئاسي ، نأت المملكة العربية السعودية بنفسها عن التعمق في ملف الانتخابات اللبنانية واكتفت بمقاربته عن بعد، إن بمشاركتها في مجموعة الدول الخماسية، او بمواقف قادتها ومسؤوليها التي ما فتئت تكرر عدم التدخل في الاستحقاق باعتباره شأنا داخليا يصنع في بيروت  وهي تحترم إرادة اللبنانيين ومتعاونة مع أيّ قرار يتخذونه، وتبدي حرصها على الاستقرار وحماية الدستور واتفاق الطائف.

بعد احد عشر شهرا على اخفاق اللبنانيين في انتخاب رئيس وتدهور الاوضاع من سيء الى اسوأ ، اذ بات الاستقرار في خطر مع اشتباكات عين الحلوة التي تديرها اياد اقليمية وموجات النزوح السوري، والدستور يُنتهك بفعل اصرار فريق سياسي على خرقه بالالتفاف على نصوصه الواضحة من خلال محاولة انتخاب رئيس بالحوار لا بما يلزمهم به الدستور، لجهة عقد جلسة في مجلس النواب بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس، وجدت المملكة نفسها مضطرة الى التدخل عن بعد ، فحركت مستشاريها بين الرياض وباريس من ضمن سلسلة اجتماعات الاليزيه ،سعيا الى ابتكار حل يتيح فك الازمة استنادا الى مواصفات الخماسية للرئيس العتيد للبنان، فيما وجهت رسائلها الى من يعنيهم الامر في لبنان والاقليم عبر الاجتماع النيابي السني الذي جمع امس 21 نائبا مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ،تحت راية المملكة ودار الفتوى.

كثيرة هي رسائل السفارة هذه، بدءا من لم الشمل النيابي السني، علما ان من تغيبوا هم اما ممن لم توجه اليهم الدعوة من نواب حزب الله او ممن لا يحبذون الاصطفافات الطائفية، وصولا الى تحريم المس باتفاق الطائف. تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان السعودية وحينما لمست محاولة لتخطي الخط الاحمر الذي رسمته للنظام اللبناني، هبّت لمنعها . فهي استشعرت من الدعوات الى الحوار سعيا الى تكريس آلية من خارج الطائف لانتخاب رئيس عبر فرض اعراف منافية للدستور فجاء الرد بالمباشر ومفاده ان المسعى هذا سيقابل بانضمام النواب الـ21 الى تقاطع قوى المعارضة، إن لم يتراجع الثنائي عن اللعب على وتر الطائف. وتضيف : رسالة المملكة واضحة لايران وذراعها في لبنان ، اذا اردنا نحن قادرون على ترجيح كفة الميزان لمصلحة مرشح التقاطع جهاد ازعور فيتم انتخابه غدا ولكننا نؤيد رئيسا توافقيا وليس رئيسا على حساب فريق ولمصلحة فريق.

كتلة النواب السنة اضحت بعد اجتماع الامس بيضة القبان في المعادلة الرئاسية وما بعدها من استحقاقات، والهدف تكريس الطائف ومنع التلاعب بالدستور. تبعا لهذه المشهدية، لا بدّ ان يكون الثنائي الشيعي قرأ الرسالة ليوقف اللعب على تناقضات معينة لن تخدم مصالحه ولا مصلحة الوطن في الظرف العصيب.

في حضور لودريان الشريك في الخماسية ، تبلغ المعنيون بالاستحقاق ان ثمة آليتين لانتخاب رئيس وفقا لمنطوق الدستور، عقد جلسة في مجلس النواب وانتخاب رئيس او التشاور في ما بين القوى السياسية والكتل بما ينتج رئيسا عبر الانتخاب  وخلاف ذلك ينقض موجبات العقد الوطني. الموقف اياه سمعه لودريان من قوى المعارضة لا سيما القوات اللبنانية وحزب الكتائب ومعظم التغييريين وبناء عليه ، لم يطرح الموفد الفرنسي الحوار العام، كما روج اعلام الثنائي ، بل تحدث عن مأزق يوجب تعاون الجميع لاجتراح حل . وتجزم المصادر انه في مجمل اجتماعاته مع هذه القوى، لم ينوّه بمبادرة الرئيس نبيه بري بعدما ابلغه اركان المعارضة، لا سيما النائب سامي الجميل ورئيس القوات سمير جعجع بتجارب الحوار المريرة ونتائجه الكارثية والخشية من الغاء دور مجلس النواب ، صوت الشعب في السلطة، ومعه نظام الطائف.

موقف سمعه لودريان ايضا من السعودية والفاتيكان وسيستعرضه رئيس بلاده ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في لقائهما في 23 الجاري في مارسيليا ، التي يحط فيها البابا يوم الجمعة 22 ، فتستقبله رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن لدى وصوله ، ويحضرماكرون في صباح اليوم التالي في اختتام الاجتماعات بين أساقفة وشباب من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، ستركز خصوصاً على الهجرة.ويعقد ماكرون بعد ذلك اجتماعاً مغلقاً مع البابا، هو الرابع منذ أصبح رئيساً. ويرافق الرئيس الفرنسي البابا إلى المطار بعد القداس، ويجري معه حواراً قصيراً آخر في هذه المناسبة، بحسب الإليزيه.هناك سيحضر بقوة ملف لبنان ورئاسته...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o