Sep 13, 2023 4:18 PM
خاص

في خلفيات زيارة كيم يونغ اون الى موسكو... صفقة ام عنوان قمة فارغة!

يولا هاشم

المركزية - في أول زيارة خارجية له منذ أربع سنوات، استقل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون قطاره الخاص "القلعة المتحركة" وقصد به روسيا، حيث التقى رئيسها فلاديمير بوتين، وعقد معه قمة نادرة من نوعها، كما افادت وكالة "فرانس برس". 

وقال كيم الذي زار اليوم قاعدة فضائية في روسيا برفقة بوتين: "سنولي أولولية للعلاقة بين كوريا الشمالية وروسيا وسنضعها على رأس أولويات سياستنا الخارجية من الآن فصاعدا"، وذلك وفق بث للتلفزيون الروسي. فما هي خلفيات هذه الزيارة وابعادها؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "يمكن وضع الزيارة ضمن إطار طبيعة العلاقات التي تفرض نفسها في عملية المحاور ما بين محور الشرق الذي يضم روسيا ومجموعاتها ومحور الغرب الذي يضم الولايات المتحدة وأصدقاءها. وتُعادل زيارة رئيس كوريا الشمالية الى موسكو في الأهمية زيارة رئيس كوريا الجنوبية الى كييف. كما يمكن وضعها في إطار زكزكة الولايات المتحدة، وبأن كوريا الشمالية تملك حلفاء وتدخل في محور المواجهة مع واشنطن من خلال الصين وروسيا وايران، وبالتالي ستؤثر على أصدقاء اميركا في منطقة البحر الصيني، لأن التجارب الصاروخية الباليستية دوماً تهدد اليابان وكوريا الجنوبية".  

اما عن استقبال بوتين لكيم، فيشير العزي الى انه يأتي من حيث الشكل كرسالة، ان بوتين يستطيع ان يناور ويتمتع بإمكانية الحركة في الشرق وله اصدقاء من الصين والهند وكوريا الشمالية. اما من حيث المضمون، فإن علاقة روسيا بكوريا الشمالية مرت بنوع من الفتور والبرودة، ولم تكن على مستوى التنسيق الدائم والربط الفعلي، لأن من يمون على كوريا الشمالية هي الصين التي ابقت هذا النظام لإزعاج الولايات المتحدة وزكزكتها من حين الى آخر. وآخر لقاء بين بوتين وكيم يونغ اون يعود الى أكثر من أربع سنوات مضت، وبالتالي هذا الرئيس الآتي الى روسيا هو من أيد العملية العسكرية الروسية على اوكرانيا واعترف بشرعية روسيا على المناطق الخمس، عكس الصيني الذي لا يزال يتريث لتلبية مطالب روسيا".  

ويضيف: "اون جاء ليضع معادلة، وليعرب عن استعداده لتزويد الجيش الروسي بالقذائف المدفعية والصواريخ المصنوعة وفقا للتصاميم السوفياتية التي يملكها والتي تحتاجها موسكو، شرط ان تقوم روسيا في المقابل بتقديم الطعام، لأن الشعب الكوري الشمالي يموت من الجوع. ويسعى كيم في الوقت نفسه الى تفعيل دوره ضمن هذا المحور الذي يعيد النظرة الى مرحلة الـ1956 عندما انهارت كوريا الكبرى وانقسمت ما بين القطبين المتحاربين، بين الاتحاد السوفياتي واميركا. وكأن كوريا الشمالية تتمحور من جديد في احد هذين المحورين، لأن المحاور الفعلية اليوم هي في إطار رسم مظهر جديد للجيوبوليتيكا العالمية، اي بمعنى ايجاد نظام عالمي جديد يتحالف من خلاله هؤلاء الموجودون على الخارطة السياسية ويستطيعون حجز مكان لهم بعد انتهاء هذه الحروب، وبالتالي يقدمون انفسهم اليوم كداعمين او كجزء من هذه الاطراف المتحاربة". 

ويضيف العزي: "كوريا الشمالية تريد من روسيا تزويدها بالتقنيات التكنولوجية والغواصات والصواريخ العابرة للقارات والصواريخ الفضائية مقابل ان تكون جزءا من هذا المحور وتؤمن لها حماية من اي اعتداء اميركي. لكن روسيا لن تلبي طلبات الرئيس الكوري واندفاعاته، ولن تسلّمه أسرار عملية التصنيع لأن كوريا في نهاية المطاف قد تخضع لعقوبات ولمواجهات ولعدم ضبط هذا السلاح، وبالتالي سيقع بيد الولايات المتحدة وسيكون له انعكاس سلبي على التصنيع العسكري الروسي". 

ويؤكد العزي ان "الولايات المتحدة ستبقي عينها ساهرة على ما يحدث في لقاء بوتين اون، وفي النهاية هي لا تخاف من الذخيرة التي ستصل الى روسيا وتعتقد أنها ستطيل عمر الحرب وتستنزف روسيا. وواشنطن ترصد نوعية السلاح والذخيرة المقدمة لروسيا كي تقوم بإرسال سلاح وذخيرة أكثر فعالية الى اوكرانيا، مضاد لكل المخزون الذي يتطلب اخراجه من روسيا، وفي الوقت نفسه ستضع عقوبات كبيرة وجدية على النظام الكوري وهذا سيؤثر اكثر على تحرك كوريا وسيضعها امام ازمة، لأن النظام لم يُتَفق عليه بعد بين الصين وروسيا، والأخيرة لن تستطيع تقديم الدعم الذي يطلبه هذا النظام الجائع والمحاصر والذي لا ينتج اي شيء، وبالتالي سيكون استيراد روسيا لهذه القذائف التي تحتاجها، عبئا عليها وسيكون ثمنه غاليا، والدليل ان الجيش الثاني الذي لا يقهر يستجدي التذخير من دول كايران وكوريا الشمالية التي ليست في الاساس دول صناعية وإنما كانت تستجدي المعونات العسكرية من روسيا. ما قد يتفق عليه الرئيسان الكوري والروسي يبقى مجرد عناوين لقمّة تستخدم في الاعلام اكثر مما قد تستخدم على الارض في دعم النظامين". 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o