Sep 04, 2023 6:48 AM
صحف

جعجع في التصعيد الأعنف: إنّه حوار المجرمين والراعي يتمايز

قد يصح وصف الخطاب الناري الذي القاه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس في ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب انه الخطاب الأشد تصعيدا ضد "حزب الله" و"فريق الممانعة" منذ حقبة 14 اذار وهو الامر الذي لخصه بوصف هذا الفريق بانه "فريق اجرامي بامتياز". واعلن تبعا لذلك ان "حوارهم هو حوار مجرمين". وضع جعجع حدا حاسما لا جدل فيه مناهضا بقوة لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار من دون ان يوفر اطلاق الرسائل في اتجاهات مختلفة، سواء في غمزه من قناة "المستقلين المحايدين" او في انتقاده الحاد لفرنسا او في حضه القوي للمعارضة على التماسك والتوسع والصمود في مواجهة "الفريق الاجرامي" الذي استحضر في اتهامه بالاغتيالات كل جرائم الاغتيالات متوقفا مرات عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليخاطب "حزب الله" مباشرة قائلا "لن تاكلنا بالحوار" .
والواقع ان خطاب جعجع لم يكن مفاجئا في رفع سقف الموقف "القواتي" تحديدا والمعارض عموما من الحوار، ولكن منسوب التصعيد ضد "فريق الممانعة" و"حزب الله" على وجه الخصوص في ملف الاغتيالات تجاوز التقديرات الاستباقية انطلاقا من جريمة مقتل الياس الحصروني في عين ابل الذي شكل محورا أساسيا في المضمون السياسي الاعم لهجوم جعجع وربطه ما بين الاغتيالات والضغوط والممارسات السياسية لهذا الفريق، بحيث يتوقع ان يستتبع خطابه هذا تصلب أوسع لدى القوى المعارضة عشية عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المتوقعة في 11 أيلول الحالي. وبذلك ستتجه الأمور نحو اتساع الانقسام على نحو اكبر واعمق من السابق بحيث ستلاقي مهمة لودريان كما دعوة بري المصير إياه .
ذلك ان جعجع اعتبر مقتل الحصروني" مؤشرا للحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر: "بيدعوك عا حوار تيخنقوك ويقتلوك أو تيخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك ويضطروك تعمل متل ما هني بدن، ماذا وإلاّ". وشدد على انه "هذا هو محور الممانعة والمقاومة تماما، وهذا مثال الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون بها يوميا، وهذا هو الحوار الذي يدعونا اليه، وبالتالي فريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز". وجدد التأكيد ان "لا مشكلة لدى "القوات اللبنانية" مع "حزب الله" او الأحزاب الممانعة الاخرى كأحزاب سياسية، باعتبار ان المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، الا أن المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصوّرها عقل انسان". وتوجّه الى "حزب الله"، بالقول "إذا كنت قادرا تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك"، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني".
وانتقد "اصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته،خصوصاً من يتمتّعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. كنّا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور، هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطورا بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطّي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم "حوار"، هذه الخزعبلات التي كانت أصلاً سببا في هلاك لبنان في السنوات العشر الماضية".

تمايز الراعي ؟
وسبق خطاب جعجع موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اثار جدلا اذ بدا موقفا مرنا ومشجعا ضمنا من الحوار الذي كان اعتبر سابقا انه يتمثل بالتصويت والانتخاب، ولو انه شدد في موقفه المحدث على حوار بلا شروط والتزام ثابت بالدستور 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o