Aug 30, 2023 3:45 PM
خاص

من ليبيا الى السعودية... اسرائيل تجهد للتطبيع مع العرب!

يولا هاشم

المركزية - بعد توقيفها وإحالتها للتحقيق، نقلت مصادر من حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، أن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش أقيلت الاثنين الماضي، بقرار من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وذلك على خلفية لقاء جمعها بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، ما أثار احتجاجات واسعة في العاصمة طرابلس وبعض المدن الليبية. في حين أعربت الولايات المتحدة الاميركية بشدة عن احتجاجها على تسريب اسرائيل خبر اللقاء.  

وأثارت الانتباه أيضاً حادثة أخرى حصلت على الساحة العربية  مرتبطة باسرائيل، وهي هبوط طائرة تقل اسرائيليين، تابعة لشركة طيران سيشل، اضطراريا الاثنين في جدة في المملكة العربية السعودية، بسبب عطل كهربائي. قبل أن تعود بعد ساعات بركابها الثلاثاء، إلى تل أبيب. 

واستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحادثة لتسليط الضوء على إمكانية تحسين العلاقات، وقال في مقطع مصور تم تسجيله باللغة العبرية مع ترجمة باللغة العربية، وهو يشير إلى خريطة المنطقة خلفه: "إنني أقدر بشدة الموقف الدافئ الذي أبدته السلطات السعودية تجاه الركاب الإسرائيليين الذين كانت رحلتهم في محنة. إنني أقدر كثيرا حسن الجوار". 

حدثان لافتان اذا طبعا الحدث في المنطقة العربية، فما هي أبعاد ما حصل، وهل يؤثر على مسار التطبيع الذي تطمح إليه اسرائيل مع الدول العربية؟ 

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ"المركزية": "وزيرة الخارجية الليبية تقول بأن اللقاء مع نظيرها الاسرائيلي كان عابراً. عندما يتواجد الشخص في الجو الدبلوماسي لا يمكن التأثير على كل خطوة ومن دخل أو خرج، لكن مشكلة المنقوش انه تم التقاط صورة لها، لا أعرف إذا ما كانت مركبة ام صحيحة، برفقة كوهين، كل منهما يحمل علم بلاده، وكأن المسألة مدروسة. وإذا كان الأمر كذلك، تكون المنقوش قد ارتكبت خطأ كبيرا، لأن هذا الامر غير مسموح من قبل معظم الدول العربية بسبب عدم وجود علاقات مع اسرائيل، حتى الاردنيون يتفادون أمراً كهذا، رغم المعاهدة الموقعة بين الاردن واسرائيل.  

ويؤكد طبارة ان الامر يتعدى كونه خطأ طبيعيا. فالمنقوش أخطأت حينما وقفت تحمل علم بلادها الى جانب كوهين الذي يحمل علم بلاده ايضاً. وتبين ان ما حصل أكثر من مجرد دبلوماسي ألقى تحية على آخر ومر مرور الكرام ، لذلك، اتخذ القرار بفصلها". 

وعن سبب تسريب اسرائيل للخبر يجيب: "اسرائيل، إذا مرّ اي دبلوماسي او سياسي عربي في الامم المتحدة في نيويورك، حيث عشت 27 عاماً، وألقى مجرد نظرة على شخص من الوفد الاسرائيلي، فإنه يتغنم الفرصة تلقائياً لإلقاء التحية وفتح حوار. تعليمات اسرائيل لمواطنيها هي استغلال اي انفتاح من اي نوع مع دبلوماسي عربي،علما ان الوفود العربية في أروقة الامم المتحدة كانت تدير وجهها حين تصادف الوفد الاسرائيلي خوفاً من ردة فعل الاسرائيليين المرحبة أكثر من الواجب". 

وعما حصل في السعودية، يقول: "تدخل في الإطار عينه،اسرائيل تستغل اي مناسبة، وهذه سياستها. ولكن الطائرة اذا كان صحيحا أنها تعطلت فهذا واجب كل دولة مهما كانت العداوة بينها وبين الدولة الاخرى، ان تسمح لها بالهبوط. لا أعتقد ان لها تبعات ، فالعلاقات بين السعودية واسرائيل، مسألة كبيرة تحتاج الى مفاوضات وشروط.  

ويختم: تعرّضت لمواقف مماثلة عندما كنت سفيراً في واشنطن، وكنت دائم الحذر.  حوادث كهذه تحصل ولا معنى استراتيجي طويل المدى لها ولا تغيير في المواقف". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o