Aug 25, 2023 6:03 AM
صحف

تمهيدًا لمهمة لودريان... موفد قطري يزور لبنان

انطلقت رسميا وعمليا امس عملية الحفر الاستكشافي للنفط والغاز في البلوك الرقم 9 في بحر لبنان الجنوبي حيث ترسو المنصة «ترانس اوشن» التابعة لشركة «توتال اينرجيز» وشريكتيها الايطالية والقطرية، على ان تظهر النتائج بعد 60 يوما تقريبا، ليبني لبنان في ضوئها على الشيء مقتضاه. اما عملية الحفر السياسي للاستكشاف الرئاسي فهي تنتظر استكمال الاجوبة النيابية على الاسئلة الفرنسية التي سيقاطع بينها الموفد الرئاسي الفرنسي والخماسي العربي ـ الدولي لعله يستولد الرئيس اللبناني الجديد على رافعة توافقية او تنافسية بين الجميع، وان لم ينجح في مهمته يكون ادى قسطه الى العلى ويلتحق بوظيفته في مدينة العُلا شمال الممكلة العربية السعودية التي كان اختاره لها الرئيس ايمانويل ماكرون قبَيل زيارته الثانية لبيروت اثر اجتماع الدوحة الخماسي الاخير، تاركا للافرقاء اللبنانيين، ولا سيما منهم المعرقلين للحل، ان «يُقلِّعوا» بأيديهم شوك العقوبات التي يمكن ان يتعرضوا لها.

خلافاً لكل ما تروجه بعض القوى السياسية في العلن او في الغرف الضيقة فإن لودريان آت الى لبنان في موعد اقصاه منتصف ايلول المقبل وهو يتلقّى هذه الايام تباعا عبر السفارة الفرنسية في بيروت اجوبة الكتل والنواب على الاسئلة التي وجهها اليهم حول الملفات ذات الاولوية التي على الرئيس العتيد ان يتصدى لها في بداية ولايته والمواصفات والمؤهلات الواجب توافرها فيه وتنسجم مع تلك الاولويات.

واوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ"الجمهورية" ان الطرح الفرنسي نفسه ما زال قائما ولم يتغير، الا ان فرنسا ليس لديها اي مانع من تقبل الاعتراضات والاقتراحات المطروحة ومناقشتها وتوضيحها خصوصا اذا كان هناك عتب او تساؤل لدى البعض". وكشف "ان الـ package التي كانت مطروحة سابقاً اي رئيس الجمهورية مقابل رئيس حكومة لم تعد مطروحة لأنها لم تؤد الى نتيجة الا ان الطرح الفرنسي الاساسي ما زال مطروحاً". وحذر المصدر الأطراف المعنية والمعرقلة للملف الرئاسي اللبناني من تداعيات فشل المهمة الأخيرة للموفد الفرنسي" واعتبرها "المحاولة الاخيرة المتاحة والمتبقية للبنان لإنقاذه من الوضع القائم"، مذكّراً أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تسعى اليوم الى "حشر الملف اللبناني من ضمن الملفات الاولوية للدول الكبرى فإذا فشلت في المهمة، جميع الاحتمالات ستفتح سواء من عقوبات اميركية وأوروبية وغيرها".

وفي هذه الاجواء كشفت مراجع ديبلوماسية عربية لـ"الجمهورية" ان وفدا قطريا وسيطا وصل الى بيروت، او هو في طريقه اليها، للبحث في بعض التفاصيل المتصلة بمهمة الودريان وما قطعته مساعيه في الأيام التي أعقبت لقاء الدوحة الاخير وخصوصا انطلاقاً من مضمون رسالته الاخيرة الى النواب اللبنانيين.

وقالت هذه المصادر ان مهمة الوفد القطري جاءت تلبية لنداء لطلب لودريان من شركائه في "اللقاء الخماسي" لمعاونته في مهمته في ضوء ردات الفعل اللبنانية على رسالته الى النواب وما قصده منها سعياً الى تجميع قواسم مشتركة يمكن ان تفتح الطريق لفكفكة العقد بما يحرك مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة وتحقيق أي إنجاز ممكن في هذا الاتجاه.

من جهة أخرى، تزداد التكهنات والتوقعات قبيل زيارة لودريان إلى لبنان في أيلول المقبل كما بات مرجحاً، في ظل الغياب الكامل للمبادرات المحلية لحل الأزمة السياسية، حيث توقعت مصادر سياسية عبر الأنباء الإلكترونية تغييرًا جذريًا في خطة لودريان مع النواب الذين امتنعوا عن الإجابة على الأسئلة التي وجهها إليهم. 

ونقلت المصادر عن فريق عمل لودريان أن الدبلوماسي الفرنسي غير منزعج من النواب الذين رفضوا الإجابة على السؤالين اللذين وجههما، بل على العكس فإنه يحترم رأيهم، وهو سيلتقيهم حتماً أثناء وجوده في لبنان، دون أن تكشف المصادر ما إذا كان لودريان سيعقد معهم اجتماعاً موسّعاً في قصر الصنوبر أو ضمن إطار منفرد، لأنه لا يريد أن يغادر لبنان خالي الوفاض هذه المرة، وريد أن يرفع تقريره إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل عرضه على نظرائه في اللجنة الخماسية لمناقشته في اجتماع آخر للجنة.

أما "اللواء" فاعتبرت ان من المتوقع أن يصل موفد قطري إلى بيروت، في إطار التمهيد لمهمة لودريان من ضمن «المجموعة الخماسية»، بإنتظار انتهاء الكتل النيابية الراغبة بالرد من ارسال ردودها على رسالة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى السفارة الفرنسية، وموقفي رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 الجاري التي تُقام هذا العام في بيروت. ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع في ذكرى شهداء القوات في 3 ايلول المقبل. هذان الموقفان اللذان يسبقا زيارة لودريان الى بيروت.

وعُلِمَ ان كتلة اللقاء الديموقراطي ستتخذ القرار في اجتماع قريب لها بعد عودة رئيسها تيمور جنبلاط من السفر. فيما يجري «اللقاء النيابي المستقل مشاورات لتحديد الرد. ولم يُعرف بعد ماذا قرر حزب الله.


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o