Aug 20, 2023 7:01 AM
صحف

لا رئيس للجمهوريّة في 2023.. ولودريان قد يؤخر عودته

رأى النائب ياسين ياسين أن السؤالين اللذين توجه بهما الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى قوى التغيير، لزوم ما لا يلزم، ولا جدوى بالتالي من الإجابة عليهما، وذلك لاعتباره انه سبق للودريان ان تسلم منه شخصيا (أي من ياسين)، ورقة تفصيلية حول مواصفات الرئيس، وحول مشروعه ودوره والاولويات التي يتوجب عليه اعتمادها في عملية النهوض بلبنان، واهمها خطة التعافي الاقتصادي والنقدي، إضافة الى الاصلاحات الأساسية من استقلالية القضاء، الى معالجة السلاح خارج نطاق الشرعية، الى استعادة الثقة الدولية بلبنان، ناهيك عن معالجة ملف اللجوء السوري على الأراضي اللبنانية.

ولفت ياسين في حديث لـ"الأنباء" الكويتيّة، الى ان ما يمكن استنتاجه من رسائل لودريان الى الكتل النيابية، هو ان الاستحقاق الرئاسي ما زال بعيد المنال، ومن المرجح ألا نشهد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية خلال العام الحالي، فلودريان المعروف بديبلوماسيته وقدرته على معالجة الأزمات، مازال حتى الساعة وبالرغم من زياراته المكوكية للبنان، في دائرة طرح الأسئلة واستمزاج آراء القوى السياسية، الأمر الذي ان أكد شيئا، فعلى ان الإليزيه في طريقه الى الاعلان عن عجزه في اختراق جدار التعطيل، هذا ان لم نقل ان مبادرته فشلت آنفا في إيجاد المخارج واجتراح الحلول.

وبناء على ما تقدم، أكد ياسين انه في ظل توازن القوى داخل مجلس النواب وعدم قدرة أي فريق على الحسم، لا اللجنة الخماسية ولا التفاهمات الإقليمية ولا أي مبادرة خارجية فردية ستكون قادرة على احداث خرق في جدار الأزمة، ولا حل بالتالي إلا بخطوة نوعية جريئة قادرة على عبور حقل الألغام المتمثل بلعبة النصاب، وصولا الى فك الاستحقاق الرئاسي من الأسر، وذلك عبر توافق وطني على شخصية من خارج الاصطفافات السياسية والحزبية، وإلا فإن بقاء الممانعة على تمسكها بسليمان فرنجية، والمعارضة بجهاد ازعور، سيقود لبنان حتما ومن دون ادنى شك الى السقوط الكامل والمدوي، فالمواقع المارونية في السلطة تنهار الواحدة تلو الأخرى نتيجة الفراغ في السدة الرئاسية، ما سيؤدي لاحقا الى انهيار كل المواقع من دون استثناء على اختلاف توزيعاتها الطائفية والمذهبية.

وعن احتمال توصل المفاوضات بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحزب الله الى تفاهم بينهما يغير معادلة النصاب القائمة حاليا في جلسات انتخاب الرئيس، اكد ياسين انه في حال توافق الطرفين على صيغة رئاسية، يبقى الرهان على عدم قدرتهما على تأمين نصاب الـ 86 نائبا في الدورة الأولى.

الصورة ضبابية: من جهتها، أشارت "القبس" الكويتية، الى ان لا معطيات تساعد على توضيح الصورة لا رئاسيا ولا ماليا، بل ان التطورات والمواقف التي تُسجّل يوميا، تفاقم الوضع سوءاً. 

فلا جديد في الملف الرئاسي بانتظار الزيارة الثالثة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الشهر المقبل وسط التشكيك بمصير الحوار المرتقب، خصوصاً بعد اعتراض قوى المعارضة على رسالة لودريان الموجهة إلى النواب وتتعلق بتحديد مواصفات الرئيس وأولويات ولايته. 

وفي هذا الوقت، تبدو الأنظار شاخصة ليس إلى الحراك الفرنسي المرتقب، وإنما الى التقارب السعودي - الإيراني، أملا بانعكاس المحادثات ايجاباً على الأزمات والقضايا المتفاقمة في لبنان.

لودريان قد يؤخر عودته: الى ذلك، ثمة معلومات عن اعتزام الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان تأخير عودته الى بيروت، من الاسبوع الاول في أيلول المقبل الى الاسبوع الثالث، مفسحا المجال لإقناع المعترضين عليه بإعادة النظر بمواقفهم، بحسب "الانباء" الكويتية.

في المقابل، يرى بعض المعارضين أن لودريان، يعتقد أن بوسعه إحياء العظام وهي رميم. وقد اتسعت دائرة التشكيك في جدوى مبادرته، وهناك من يتهمه بمحاولة إلهاء النواب اللبنانيين بسؤالين برسم الاجابة الشفهية او المكتوبة، وبالخروج عن بيان الاجتماع الخماسي الدولي الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة، والذي رسم مواصفات الرئيس المقبل، وبقصد إفساح المجال أمام «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لاستكمال مباحثاتهما الرئاسية. وفي هذا الوقت الضائع سرع الحزب مباحثاته مع النائب جبران باسيل سعيا لصفقة تفاهم يضعانها بتصرف لودريان.

من جهتها، أشارت "النهار" الى ان العنوان الأبرز في واقع المشهد الداخلي المتجه قدماً نحو تشابك الأزمات السياسيّة والمالية والاجتماعية وتصاعد تعقيداتها وتداعياتها، قد يكون أن يخترق هذه "المنظومة المأزومة" وزير السياحة وليد نصّار بكشفه من مهرجان إهمج ليل الجمعة الماضي أنّ "عدد الواصلين إلى لبنان وصل حتى البارحة إلى مليون و350 وافداً من بينهم 30 في المئة من الأجانب".

ذلك أنّه على مشارف نهايات موسم المهرجانات والاصطياف في أيلول المقبل وما سينتهي إليه من حصيلة وأعداد ومكاسب نهائيّة تبرز المفارقة اللافتة هذا الصيف في اجتذاب لبنان أعداداً مرموقة من أبنائه المنتشرين ونسبة محدودة من السيّاح الأجانب على رغم ازدياد الصورة المتصلة بواقعه تأزّماً وتعقيداً.

ولكن هذا الجانب المضيء على أهميته الاقتصادية والمعنوية لن يقوى على تبديد التداعيات الأقوى بكثير من تآثيراته والتي تتصل بأفق الانسداد السياسي الآخذ في الاشتداد والذي يخشى أن يكون لبنان مقبلاً على مزيد من مضاعفاته. فالأجواء الموصولة بالأزمة الرئاسيّة تتّجه نحو تلبّد كثيف في قابل الأيّام والأسابيع في ظلّ بلوغ مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مرحلة محفوفة بالحذر الكبير بحيث بدأت تطرح سيناريوات وتساؤلات من نوع هل يكمل لودريان مهمّته أم يمتنع عن زيارته المقبلة لبيروت في أيلول.

وتأتي هذه الأجواء في ظلّ ردّة الفعل السلبيّة الواسعة على الرسائل التي وجّهها الموفد الفرنسي إلى النوّاب فيما تنذر هذه الأجواء بعدم إرسال النوّاب أقلّه في نسبة كبيرة منهم الأجوبة التي طلبها لودريان في رسالته. وهذا الاحتمال بدآ تداوله داخليّاً من دون أي استناد إلى أيّ معطيات فرنسية إذ لم تظهر بعد أيّ ردّة فعل فرنسيّة حيال الأجواء المثارة في بيروت على رسالة لودريان وثمّة ترقّب لدى مختلف الأفرقاء لأيّ موقف يصدر عن باريس في هذا الصدد لتُبنى عليه الحسابات التالية.

ولذا تتّجه الأمور نحو مزيد من التعقيد الداخلي الذي يمليه انتظار الاتجاه الحاسم للتحرّك الفرنسي ولا يبدو أن ثمّة معطيات ثابتة يمكن رسم الصورة الواضحة لمجريات الازمة الرئاسية على أساسها قبل حلول أيلول وكل ما يثار الآن هو في معظمه من "عنديات" القوى المحلية المفتقرة غالباً للدقّة والصدقيّة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o