Aug 18, 2023 12:50 PM
خاص

التسوية اليمنية تراوح.. هل تحرّكها زيارة عبداللهيان للرياض؟

لورا يمين

المركزية-  لا تزال الازمة اليمنية تراوح مكانها ولا تسويات وشيكة لها على ما يبدو. مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ قال منذ ايام إن طرفي النزاع يواصلان إبداء رغبتهما في التوصل إلى حلول، لكنه أوضح أن الأمر يتطلب عقد اجتماع لمعالجة أولويات عاجلة والتحرك نحو تسوية مستدامة. وأضاف غروندبرغ - في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء- أنه زار العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، واجتمع مع كبار المسؤولين اليمنيين والسعوديين، كما زار مسقط واجتمع مع ممثلي جماعة أنصار الله الحوثيين وكبار المسؤولين العمانيين. وأشار غروندبرغ إلى أن مكتبه عقد خلال الأسبوعين المنصرمين اجتماعات مع مسؤولي الحكومة في عدن وممثلي جماعة أنصار الله في صنعاء. وأضاف "لن يكون هناك تحسن مستدام للوضع ما لم يجتمع الطرفان (الحكومة والحوثيون) لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات الاقتصادية والمالية لليمن والاتفاق عليها". وتابع "يعمل مكتبي على دعوة الأطراف إلى الاجتماع لمعالجة بعض أولوياتهم العاجلة لبناء الثقة والتحرك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد".

في ظل التعثر في مساعي الحل، زار المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ الخليج اليوم الاثنين "لدفع الجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة لتمديد الهدنة وإطلاق عملية سلام شاملة"، وفق الخارجية الاميركية. واعلن الدبلوماسي أنّه سيمضي قدمًا في جهوده "للتوصل إلى قرار ينهي الأزمة اليمنية".

وأضاف ليندركينغ في مواقف صحافية "نعمل على إيجاد صيغة لوقف نهائي لإطلاق النار في اليمن"، معتبرًا أن الوقت الحالي هو "وقت الحوار"، وأنّ "على المجتمع الدولي دعم حوار يمني-يمني"، وأكد أنه سيطلب من الحوثيين الابتعاد عن "لغة التهديد". كما اعتبر أن "ممارسات الحوثيين تجاه السجناء مخالفة للأعراف الدولية"، مضيفًا: لا أعذار تجاه استمرار اعتقال الحوثيين للمواطنين اليمنيين.

غير ان الكلمة الفصل في ملف اليمن، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في يد طهران، اكبر ممولي وداعمي الحوثيين، ومفتاحُ الحل والربط في الازمة المتمادية فصولا دموية منذ سنوات، في جعبة الجمهورية الاسلامية. فبينما الرياض مستعدة لكل شيء لاسكات المدافع في اليمن خاصة وانها تأذّت مباشرة من شظايا الصراع الدائرة على حدودها، وقد اعتبرت تسوية اليمن احد اهم اهداف اتفاق بكين، لا تزال طهران، وفق المصادر، لا تمارس الضغوط الكافية لتسهيل الحل المنشود، بل تكتفي بمواقف كلامية تدعو فيها الى التهدئة ووقف القتال. انطلاقا من هنا، ترجّح المصادر ان يكون هذا الملف اهمّ ملفات البحث بين الرياض وطهران خلال الزيارة التي بدأها أمس وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى المملكة. فرغبة العواصم الكبرى كلّها ومعها الامم المتحدة، بالتوصل الى تسوية تنهي الحرب، لا تكفي اذا لم تتعاون طهران وتضع "ثقلها" في الجهود المبذولة لإنضاج هذه التسوية.. فهل نرى، عقب محادثات عبداللهيان في السعودية، تبدّلا في السلوك الايراني وتزخيما لمساعي الحل؟ فلننتظر ونرى...

                                            ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o