Aug 11, 2023 11:33 AM
خاص

لحظة الإرتطام الكبير دنت...ما كُتب في إيران يُقرأ على جبين لبنان!

المركزية - خاص

المركزية- وكأن لحظة الإرتطام الكبير الذي طالما سمعنا سياسيين ومتخصصين في مجالات عديدة يتكلمون عنه قد دنت. ربما يكون ما نشهده من انهيارات مجرد خاتمة لأن البداية بالنسبة إلى غالبية اللبنانيين كانت يوم دخلوا دوامة انهيار القطاع المالي والمصرفي وتبخر جنى عمرهم ، أو يوم بدأوا يلمسون عجزهم عن شراء أبسط مستلزمات العيش أو تأمين حبة دواء أو دخول المستشفى أو دفع قسط المدرسة والجامعة. حتى وجه لبنان الثقافي تغير من خلال قرارات "المنع" التي يوقع عليها وزير الثقافة التابع لحزب الله وتسلك طريقها نحو شطب أفلام ومنع عرضها و...ماذا بعد؟

إلا أن لحظة الإرتطام الكبير التي كانت مجمدة في أدراج الإتفاق السعودي -الإيراني خرجت مع بدء زوال مفاعيله. لكن في بلد التناقضات كل شيء يمكن تحويره إلا في ما يتعلق بحرية البقاء والوجود. وهذا هو المقصود من الإرتطام الكبير: تهديد الوجود السيادي المعارض .

الأسئلة كبيرة وكبيرة جداً، لكن الثابت أن ما يعيشه اللبنانيون منذ حوالى الشهرين من أحداث أمنية متنقلة بدءا بحادثة شويا مروراً بالقرنة السوداء وعين إبل و"كوع الكحالة" أمس تنذر بشيء ما عساه لا يكون "الأعظم"!. .هذا الشيء يغلي كالهشيم تحت الرماد إذ عند كل حادث أمني نقول "الله يستر" لتعود عجلة الحياة إلى ما كانت عليه قبل تلك اللحظة المصيرية. على أن المحرك الأساسي لهذه الفتن والأحداث الأمنية المتنقلة مصدرها السلاح غير الشرعي واستفحال سلطة الدويلة من خلال أذرع إيران في لبنان. ويتزامن ذلك مع بيانات صدرت عن سفارات الكويت والسعودية والإمارات والبحرين وألمانيا تدعو فيها رعاياها إما إلى مغادرة لبنان أو عدم السفر إليه أو عدم الإقتراب من مناطق النزاع.

إنه النموذج الأكثر غرابة للإرتطام الكبير إلى حد يعجز المحللون عن تفسيره أو قراءة ما يمكن توقعه. لكن في الظاهر يبدو أن الإنتظار سيد المرحلة  في ظل الغياب الكلي والتام للدولة وقراراتها.

 إنتظار ماذا نسأل لتجيب مصادر مطلعة بأن عقارب الساعة ستتوقف عند حدث ما. قد يكون إيجابيا وهذا ما يمكن أن يتظهر الشهر المقبل من خلال الحوارات الثنائية أو الثلاثية المطروحة للوصول إلى نقاط مشتركة حول إشكالية الملف الرئاسي. أما السلبية والتي من المرجح أن تسلك مسارها بالسرعة الأقصى فتتمثل في انتظار حدث خارجي ما، أو داخلي يكمِّل حلقة الأحداث الأمنية التي باتت مكشوفة بدءا من جريمة تفجير مرفأ بيروت وصولا إلى ما حصل في الأمس عند كوع الكحالة.

وفي وقت كان السؤال متى تلتحم عقارب الإنتظار معلنة الإرتطام الكبير بات السؤال ماذا يمنع من حصوله لأن الأرضية التي يعبدها حزب الله بممارساته تؤشر إلى أن شيئا ما سيحصل. الأسئلة كثيرة لكن "الإرتطام الجهنمي" حاصل، كيف لا وقد بشر به رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في أيلول عام 2020 حيث قال"لبنان ذاهب إلى جهنم". كما اعُتبرَت الأزمة اللبنانية الأسوأ في تاريخ لبنان وصنّفها البنك الدولي عام 2021 بأنها ضمن ثلاث أسوأ أزمات في العالم.  ولكن على رغم تدهور المؤشرات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، انزلاق أكثر من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر وانسداد حلّ سياسي وسلمي للتلبّد الحاصل على الساحة السياسية منذ الانتخابات النيابية في أيار 2022 كان لا يزال هناك طاقة أمل في إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية وترطيب الأجواء على خلفية الاتفاق الذي وُقع في بكين بين السعودية وإيران.

في الإجتماع الإستثنائي للمكتب السياسي لحزب الكتائب اليوم في الكحالة قال رئيسه سامي الجميل "إن لبنان في موقع خطير ولا يمكن ان نكمل هكذا لقد وصلنا الى نقطة اللاعودة فالمشاكل المتنقلة مترابطة نتيجة وجود سلاح خارج اطار الدولة بيد ميليشيات وأفراد وبغطاء من دولة مخطوفة وقرارها ليس بيدها، ليضيف بأن الشعب اللبناني مقاوم ولا يقبل العيش من دون حرية وكرامة وناضل على مدى آلاف السنين للحفاظ على الكرامة ولن نستسلم. لكن ما بقا فينا نتعايش مع السلاح".

لا إمكانية للتعايش مع السلاح غير الشرعي ولا مؤشرات أو رسائل بإعلان الحرب!. والحل؟ تؤكد مصادر ملمة بوثيقة حزب الله التأسيسية ، أن اللبنانيين يسيرون من دون بوصلة "لقد جربنا العيش المشترك .لكن تبين أنه عيش مستحيل وعليه إما أن يكون الخلاص طبيعيا من خلال إنشاء دولة إتحادية تضم المحافظات الخمس الموجودة حاليا ويكون لكل منها نظامها السياسي والإقتصادي والمالي والأمني والتربوي المستقل، أو عبر تقنيات العملية القيصرية أي المقاومة والمواجهة".

ما كُتب في إيران يجب أن يُقرأ على جبين لبنان، تقول المصادر لتختم بالتشديد على ضرورة مقاطعة المسؤولين السياسيين المستقلين والروحيين بدءا من البطريرك الراعي أي مسؤول أو وزير أو نائب من كتلة حزب الله وتسأل "هل يجوز أن نكون في حالة عداء ومقاومة مع حزب الله ونستقبل وزيرا أو نائبا أو مسؤولا سياسيا ً لدى الحزب وكأن لا دولة مخطوفة من دويلة الحزب ولا سيادة منقوصة ولا شهداء يسقطون في وضح النهار بالسلاح غير الشرعي".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o