Aug 11, 2023 10:29 AM
منوعات

"الرماديون"... أصدقاؤنا سكان جوف الأرض

هل نحن البشر وحدنا فوق كوكب الأرض؟ غالبية الإجابات تقطع بنعم، غير أن التساؤل غير متكمل، فقد يكون هناك البعض الآخر مما لا نرى أو نسمع عنهم، لكن في منطقة أخرى من الكوكب الأزرق.

هذه القراءة المثيرة تتناول العديد من التشابك والتقاطع، بين ما هو حقيقي، وما هو خيال، ما يمكن أن يقبل عقلاً أو عدلاً، وما يراه فريق آخر من العلماء نوعاً من أنواع الهلوسات، أو الترويج لقصص وراءها أهداف ما، سياسية أو استخبارية.

الحديث هنا عما يشبه الأساطير حول وجود كائنات أخرى تعيش في منطقة تسمى "جوف الأرض"، الأمر الذي يتطلب جواباً فيزيائياً عن تركيب الكوكب جيولوجياً، وهل هناك بالفعل تجويف يصلح للحياة.

غير أن الحديث هنا يدور عن حياة غير حياة البشر، إنها حياة كائنات تسمى الرمادية، والتي لها احتياجات خاصة كي تعيش، تختلف عن البشر.

القضية معقدة، ذلك أن البعض يتناول اتفاقية ما بين الأميركيين وبين تلك الكائنات تنظم حياتها وشؤونها في علاقتها مع من هم فوق سطح الكرة الأرضية.

أضف إلى ذلك كله قصصاً واسعة وغامضة عن علاقة ما ربطت بين الزعيم النازي أدولف هتلر، وتلك الكائنات الساكنة بعيدة جداً، وهل هرب بالفعل مع بضعة آلاف من جنوده إلى داخل تلك الأماكن المجوفة.

هنا لا نقرر بالإيجاب أو الرفض حقيقة ما يجري من حولنا، لكننا نقدم رؤية من الأحاجي المحيرة، والداعية للتساؤل، لا سيما أن الفلسفة تعلمنا أن الأسئلة دائماً ما تكون أهم من الإجابات... من أين يمكننا البدء؟

الكائنات الفضائية حقيقية وتعيش بيننا

في أوائل يناير (كانون الثاني) من عام 2020، كانت البروفيسورة هيلين شارمان، أول امرأة بريطانية ترتاد الفضاء تصرح بالقول: "إن المخلوقات الفضائية موجودة وتحيا في مكان ما في هذا الكون".

تقول شارمان لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية، إن الكائنات الفضائية موجودة ولا شك في هذا، وكررت "هناك أشكال مختلفة تماماً من الحياة" بين مليارات النجوم.

فتحت شارمان الطريق الذي ظل مغلقاً لزمن طويل حول حقيقة وجود كائنات أخرى ضمن طبقات كوكبنا، ذلك أنها بوصفها كيميائية وتعمل في كلية إمبريال كوليدج في لندن، تترسخ لديها قناعات مختلفة عما يمكن أن تكون عليه تلك الكائنات.

تقول شارمان إنه "على رغم أن أجسام الكائنات الفضائية لا تتكون من النيتروجين والكربون كأجسام البشر، إلا أنها قد تكون موجودة على سطح الأرض لكننا لا نستطيع رؤيتها".

اعتبر عدد بالغ من المهتمين بشؤون وشجون الفضاء والفلك، أن هذه التصريحات من عالمة كيميائية، ورائدة فضاء حقيقية، لها وزن علمي كبير، وتتيح التفكير بأريحية حول ما إذا كان من الوارد بالفعل وجود تلك الكائنات في مواضع أخرى حول الكرة الأرضية.

والثابت أنه قبل تصريحات شارمان بنحو عام، وبالتحديد في يوليو (تموز) من عام 2019، كانت القوات المسلحة الأميركية تحذر من الاقتراب من قاعدة سرية للبحث عن " كائنات فضائية".

لم يكن الأمر مجرد مزحة، فقد أخذت القوات الجوية الأميركية كافة الاحتياطات المطلوبة، لمنع مدنيين أميركيين يسعون منذ زمن بعيد لمعرفة أسرار ما يطلق عليه "المنطقة 51" في صحراء ولاية نيفادا.

كانت الدعوة التي وضعت على شبكة المعلومات العنكبوتية تحمل رسالة مفادها أن تجمع مليون أميركي، سوف يعيق إطلاق الرصاص من قبل قوات الجيش، وارتفع شعار مثير جداً: "دعونا نراها تلك الكائنات الفضائية".

منذ خمسينيات القرن العشرين، وزمن إدارة الرئيس أيزنهاور، تدور الروايات حول تواصل كائنات غير بشرية مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وأن تلك المنطقة بها بعض من الأطباق الطائرة التي جاء بها هؤلاء.

يحتاج الحديث عن السفن الفضائية إلى قراءة قائمة بذاتها لمواجهة طائفة من التساؤلات العميقة من عينة طبيعة تلك السفن ووجودها، ثم من حيث تاريخ ظهورها والظواهر التي رصدتها، وصولاً إلى مصدرها، وهل جاءت من كوكب خارج الأرض واستقرت بيننا من دون أدنى مقدرة لرؤيتها، أم أنها قائمة كما يقول البعض في جوف الأرض وتعرف بلونها الرمادي.

جوف الأرض... مفهوم بين الحقيقة والخيال

من دون الإغراق في الدراسات الجيولوجية، يقول العلم الحالي الذي يدرس في المعاهد والجامعات أن الأرض عبارة عن طبقات صخرية متراكمة فوق بعضها البعض.

لم تستطع البشرية منذ بداياتها حتى اليوم أن تحفر أكثر من 12.2 كيلومتر تحت سطح الأرض، وقد كانت الحفرة في روسيا، وتعرف باسم "بئر كولا العميق"، ومن عمق هذه الحفرة يقول سكان المنطقة، إنهم يسمعون صرخات تعذيب الأرواح في الجحيم.

التعبير مجازي لا شك في ذلك، ويعكس نقص الخبرة البشرية في سبر أغوار الأرض، ما أتاح مجالاً واسعاً لأصحاب نظريات تقول إن داخل الأرض توجد أراضٍ أخرى تشبه أرضنا ولها غلافها الجوي الخاص بها.

وفقاً لفرضية الأرض المجوفة، فإن كوكب الأرض إما مجوف كلياً أو جزئياً بشكل ملحوظ من الداخل، ولطالما تناقضت هذه الفرضية مع الأدلة الملاحظة بالإضافة إلى المفهوم الحديث لتكون الكواكب.

منذ القرن الثامن عشر الميلادي، رفض المجتمع العلمي هذه الفرضية، لكن المفهوم لا يزال يدور في الأدب الشعبي، والخيال العلمي.

ألف المؤلفون الكثير من الكتب والبحوث عن جوف الأرض، ومنها كتاب "خيال الأقطاب" الذي ألفه وليم ريد، وكتاب "رحلة إلى جوف الأرض".

عام 1906 نشر الكاتب الأميركي وليم ريد كتابه المعنون "شبح القطبين"، والذي تناول القصة عينها.

غير أنه من المثير جداً أن نعرف أن أول من تحدث عن نظرية جوف الأرض، هو الفلكي البريطاني الأشهر إدموند هالي (1656-1742)، مكتشف مذنب هالي، حيث تكلم عن ثلاث طبقات لكوكب الأرض وكان كثير من علماء الفلك قديماً يؤمنون بهذه النظرية، ومنهم نيوتن، ثم تلاشت تلك النظرية في العصر الحديث وخصوصاً في مجال جيولوجيا الأرض وتبين إنها مجرد نظرية زائفة من خيال علمي خصب.

في مقدمة أدلة نقض فكرة جوف الأرض، يأتي الحديث عن الجاذبية الأرضية والتي تعتبر الحجة الأولى التي تدحض فكرة الأرض المجوفة، ذلك لأن الكتل الكبيرة تحاول دائماً التماسك في ما بينها سبب الجذب المادي. والمادة العادية ليست قوية بما فيه الكفاية لدعم الشكل الأجوف كحجم الكوكب مقابل قوة الجاذبية. وبذلك فإن القشرة المجوفة لن تكون قادرة على تحقيق التوازن الهيدروستاتيكي مع الكتل الخاصة بها ما يؤدي إلى انهيارها.

غير أنه لاحقاً سوف تطفو على سطح الأحداث أسماء ستغير الأوضاع وتبدل الطباع، ليعود الحديث عن "جوف الأرض"، كحقيقة وليس خيالاً، مع مرويات يصعب القول إنها من تفتق القريحة، أو شطط قصص الخيال العلمي... ماذا عن الاسمين؟

بيرد وعملية "هاي جامب" العسكرية الأميركية

ارتبط الحديث عن جوف الأرض ارتباطاً جذرياً بالأدميرال البحري الأميركي، ريتشارد إيفلين بيرد، الطيار والملاح والمكتشف الذي قام في الفترة ما بين 1928 و1957 بأعمال فاق بها على غيره، وذلك بهدف استكشاف القارة المتجمدة، أنتارتيكا، أو القارة القطبية الجنوبية.

في مذكراته المثيرة جداً، يحدثنا بيرد عن رؤيته للقطبين الشمالي والجنوبي بوصفهما فتحتان من الفتحات المثيرة التي تؤدي إلى باطن الأرض المجوفة.

أما الأكثر إثارة في قصة بيرد، فيتمثل في ما كتبه عن رؤيته للشمس داخل الأرض المجوفة على غرار المكتشفين الآخرين للمناطق القطبية.

سجل الأدميرال بيرد في مذكراته كل ما صادفه في تلك الرحلات التي قام بها ومنها توغله هو والفريق المرافق له إلى عمق 17 ميلاً في تلك المنطقة، عبر فيها بحيرات وجبالاً وأنهاراً ومزارع خضراء ووصف أشكالاً غريبة من الحياة، وقد ذكر في كتابه أن درجة الحرارة العظمى بلغت 74 درجة فهرنهايت، وهي درجة حرارة معتدلة غير مألوفة في هذه المنطقة كما شاهد المدن والآليات الطائرة التي لم يكن شاهدها على الأرض من قبل.

هل كان بيرد مجرد مستكشف هاو، أم أنه كان طليعة لعملية عسكرية أميركية مثيرة جداً، سوف تعرف لاحقاً باسم عملية "هاي جامب"، قاد فيها نحو 4 آلاف جندي أميركي وبريطاني وأسترالي، مزودين بعدد من القطع البحرية لكشف سر القاعدة الفضائية الموجودة في القطب الجنوبي؟

تفاصيل الرواية والتي تحمل أنباء موصولة بزمن الحرب العالمية الثانية، تقول بأنه توافرت للحلفاء معلومات عن تجمعات للجيش الألماني النازي تهرب دائماً إلى القطب الجنوبي، كما كان بعض العلماء الألمان الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة هاربين من النظام النازي، قد تناولوا حكايا عن مشروعات غاية في الخطورة للتكنولوجيا الألمانية تجري بشراكة مع مخلوقات فضائية لديهم قاعدة في القطب الجنوبي.

تأكد للولايات المتحدة أن هناك خطباً جللاً بالفعل في تلك المنطقة، ما دعا الأميركيين للتحرك عسكرياً تجاه تلك المنطقة حيث سيتم اكتشاف ما سيطلق عليه "مدينة قوس قزح"، والتي تسكنها كائنات فضائية أو مخلوقات غير بشرية.

بيرد يتحدث عن صدام حقيقي جرت به المقادير بين قوات الحلفاء العسكرية وبين تلك الكائنات، ويبدو أن هناك في الداخل الأميركي من لديه سجلات بشأن ما جرى من صدام عسكري، ذلك أنه ما إن بلغت قوات الحلفاء إلى المنطقة بقيادة بيرد، حتى وجدوا مقاومة من الأطباق الطائرة "أوفو" تهاجمهم بأسلوب التخويف والترويع بالسير فوق القطع البحرية وبسرعات لم يشاهدوا مثلها من قبل وبدأت الحرب بأخذ الأوامر بإطلاق النار على هذه الأطباق الطائرة التي كان واضحاً عليها أنها تدافع عن قاعدة لها داخل القارة القطبية الجنوبية.

هل كانت القاعدة موطن الرماديين بالفعل؟

من هم الرماديون أول الأمر؟

هناك من يعتقد أنهم نوع من الكائنات الأسطورية العاقلة لكن من غير البشر، ويرجع سبب تسميتهم إلى لون بشرتهم الرمادي، وهو لون لا يدوم طويلاً، إذ يتحولون إلى لون آخر، كما يميل لونهم إلى صفرة فاتحة عند الشعور بالجوع.

والرماديون بحسب بعض الموسوعات العالمية، كائنات تفتقر إلى ميزات عدة يتميز بها البشر عنهم، ومن أبرزها المشاعر الشخصية، واستشعار المشاعر الغيرية، وعلى رغم أنهم كائنات عاقلة تماماً، إلا أنهم ليسوا بشراً، ولهؤلاء الرماديين فصائل مختلفة منها الفضائي الذي يعيش فوق سطح الأرض، ومنها الجوف أرضي الذي يفضل العيش تحت سطح الأرض.

على أن الرابط الأكبر بين هذه المجموعات أو الكائنات، وبين الأبحاث المعاصرة، إنما يتصل باسم فيليب شنايدر، أحد أهم المهندسين الكيميائيين المتخصصين في بناء معامل الأبحاث البيولوجية، عطفاً على أنه عالم جيولوجي، عمل أكثر من خمسة عشر عاماً لدى الحكومة الأميركية، حيث قام ببناء معامل كيميائية في القواعد تحت الأرض، وبنى العديد من القواعد الأميركية تحت الأرض، كما كان يقوم بمتابعة المعامل باستمرار ويتأكد من سلامتها ويحرص على عدم وجود أي تسريبات فيها.

خلال زيارته لنيومكسيكو (الصحراء التي جرت فيها أول تجربة لقنبلة نووية) وتفقده لإحدى القواعد العسكرية الأميركية هناك، شاهد شنايدر ما غير حياته مرة وإلى الأبد وربما ما كان سبباً لوفاته الغامضة... ما الذي شاهده؟

سطر شنايدر يقول: "كانت مهمتي هي معاينة نوع من الصخور بهدف انتقاء نوع التفجيرات الملائمة لها، كنا نحفر بداخل الأرض وقد بدا لنا من أسفلها مغارات من الكهوف المنحوتة من قبل بطرق هندسية فنزلنا حيث وجدنا شبكات من الأنفاق وفيها بعض الأجهزة الغريبة، ثم لاحظنا وجود تلك الكائنات التي عرفت في ما بعد باسم الرماديين".

بحسب رواية شنايدر أن اشتباكاً ما جرى بين جماعته والتي بلغ عددها نحو 69 شخصاً لم ينج منهم سوى ثلاثة أشخاص، ولم يقتل من تلك الكائنات إلا أربعة فقط.

يصف شنايدر أسلحتهم بأنها كانت غريبة جداً، كما أن طلقات الرصاص التي يستخدمها الجيش الأميركي لم تكن تخترق أجسادهم، فقد كانوا أقرب ما يكونوا لكائنات ترتدي دروعاً تصد الرصاص عنها، أو محاطة بمجال مغناطيسي ما متطور أكثر مما عرفه الأميركيون على رغم ما يتوافر لهم من تقنيات متقدمة.

ماذا كانت خلاصة شنايدر؟

يقول "بداية بدا واضحاً أن تلك الكائنات كانت وكأنها جاهزة لمثل تلك المواجهات المسلحة مع أعداء هم البشر العاديين، وربما غيرهم".

الأمر الآخر هو توصل شنايدر إلى قناعة مؤداها أنه ورفاقه وصلوا عن طريق الحفر إلى قاعدة فضائية كاملة، تقبع تحت الأرض هناك، وعنها يقول: "عرفت في ما بعد أن لديهم الكثير من القواعد في أنحاء مختلفة من المعمورة"، ويروي أنه أصيب في تلك المعركة بشيء غريب وعجيب، فتح ثقباً في صدره، وتسبب له في ما بعد بمرض سرطان الصدر الذي أودى بحياته.

هل أماط شنايدر اللثام عما تخفيه الولايات المتحدة أو ما يدعي البعض أنها تخفيه من علاقة ما مع تلك الكائنات الرمادية؟

الطريق إلى معاهدة "غريادا" مع الرماديين

هنا ينتقل الحديث إلى منطقة أخرى أكثر غموضاً بدورها، وما من أحد قادر على القطع بصحة القول من جهتها، لا سيما في ظل الصمت الحكومي الأميركي الرسمي، والذي يفتح الأبواب واسعة، أمام الخلط بين الحقيقة والخيال.

في شهادته وتصريحاته يقول شنايدر: "إن الولايات المتحدة حاربت ضد هذه الكائنات عام 1979، وقد شاركت أنا في هذه الحرب، وقبل ذلك كانت هناك اتفاقية بين أميركا والمخلوقات التي تسكن جوف الأرض وتسمى معاهدة "غريادا" تم توقيعها عام 1954"... ما هي قصة هذه المعاهدة؟

في الأدبيات الرسمية ومصادر المعلومات الدولية، تعرف بأنها معاهدة مزعومة نابعة من الخيال العلمي، جرت بين الرماديين سكان جوف الأرض، وبين الولايات المتحدة الأميركية في عهد أيزنهاور.

تنص المعاهدة على شكل من أشكال التعاون بين هذا الجنس غير البشري وبين الأميركيين بوصفهم قادة العالم الأكثر تقدماً، وبموجبها تقوم تلك الكائنات بتصدير التقنية الحديثة والمعلومات عن جيولوجيا وتكوينات الأرض والكون، مقابل توفير الحكومات الأميركية المتعاقبة الذهب والمواد الضرورية الموجودة على سطح الأرض وإرسالها لباطن الأرض، بشكل يضمن عدم خروج الرماديين إلى السطح والعلن.

هل هناك خلط بيولوجي بين ما يجري بين هذه الكائنات وبين الجينات البشرية؟

هذا ما يلقي شنايدر عليه الضوء، إذ يشير إلى أن سكان جوف الأرض يقومون بأخذ كمية من الأبقار والحيوانات لتجربة عملية زرع أجهزة عليها أولاً، ثم بإمكانها أن تقوم بممارسة عمليات الزرع على بعض البشر الذين يقومون بانتقائهم بشرط تزويد الحكومة الأميركية بشكل دوري بأسماء الأشخاص الذين تتم عملية الزرع عليهم... هل يعني هذا صدق الروايات التي تتحدث عن قيام هؤلاء باختطاف العديد من البشر لأهداف لم تكن معروفة من قبل؟

بحسب شنايدر فإن سكان جوف الأرض يحتاجون كل عقدين أو أكثر إلى جينات بشرية لإعادة الإنتاج والتكاثر، فلا بد للرماديين من الاستنساخ للحفاظ على نوعهم من الانقراض ولكنهم عند تكرار عملية الاستنساخ فإن الحمض النووي يبدأ في الإنهيار مما يضطرهم لدمج فروع جديدة من الحمض النووي وإيجاد مصادر خارجية منه للحفاظ على جنسهم من الفناء مما يضطر الرماديين إلى خطف البشر وإجراء التجارب على أنظمتهم الإنجابية والتناسلية، وأحياناً خطف الإناث لزرع أجنة فيهن من أجل إنتاج سلالة جديدة من الرماديين لهم القدرة على الإنجاب.

هل شنايدر هو الوحيد الذي تكلم عن هذه الاتفاقية؟

بالقطع تبدو هناك أصوات أخرى، ومنها صوت البروفيسور مايكل سالا، الذي شغل مناصب علمية وجامعية رفيعة في الداخل الأميركي.

سالا قدم عام 2004 ورقة بحثية تثبت لقاء أيزنهاور مع كائنات فضائية عام 1954 أدت إلى توقيع اتفاقية "غريادا" المزعومة.

ويبدو من الوثائق التي تحصل عليها سالا أن القصة عريضة وواسعة، فقد اكتشف علماء الفلك أجساماً كبيرة في الفضاء كانت تتحرك باتجاه الأرض، كما اعترض مشروع سيغما للاتصالات اللاسلكية لهؤلاء الفضائيين وعندما وصلت الأجسام للأرض اتخذت مساراً عالياً جداً حول خط الاستواء.

يقول سالا، إن هؤلاء الفضائيين اتصلوا بحكومة الولايات المتحدة، وهي الرواية التي تكررت كثيراً على ألسنة مصادر متعددة وفي فترات زمنية متعاقبة... لكن كيف جرى هذا الاتصال، وبأي وسيلة أو وساطة، وحدث بأي لغة، كلها علامات غامضة غير واضحة حتى الساعة؟.

رواية سالا، تقول إن الفضائيين هؤلاء جاؤوا إلى الأرض برسالة تحذير مفادها أن البشر على وشك قتل بعضهم البعض، وطلبوا من الحكومة الأميركية التوقف عن تلويث الأرض واغتصاب مواردها الطبيعية وطالبوا بتدمير جميع الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة كشرط رئيسي للتفاوض.

ربط الفضائيون بين هذه الشروط وبين تقديم مساعدات تقنية للبشر، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الأميركية.

الشخص الثالث الذي قال بنفس رواية لقاء أيزنهاور مع الفضائيين، هو ويليام كوبر الذي خدم في فريق الاستخبارات البحرية لقائد أسطول المحيط الهادئ في الفترة بين 1970 و1973 وادعى أن بإمكانه الوصول إلى المستندات السرية نظراً لطبيعة وظيفته.

يؤكد كوبر أن اللقاء الأول بين أيزنهاور والرماديين قد تم في قاعدة "هومستيد" الجوية بفلوريدا وليس في قاعدة إدواردز الجوية كما ذكر الآخرون.

هل جرى توقيع هذه المعاهدة بالإكراه من جانب الفضائيين؟

هذا ما يقطع به الدكتور مايكل وولف، الذي خدم في لجان صنع السياسات المختلفة والمسؤول عن شؤون الفضاء لمدة 25 عاماً والذي ادعى أيضاً أن إدارة الرئيس أيزنهاور قد دخلت بالمخالفة للدستور الأميركي في معاهدة مع عرق من الفضائيين، وأن التوقيع على المعاهدة تم بعد ممارسة نوع من الإكراه من قبل الفضائيين.

هل كل الروايات المتقدمة صحيحة؟ هل جلها صحيح وبعضها خطأ؟ أيعقل أن تكون جميعها من نسج خيالات القصص والقصاصين؟

الجواب غامض، وإن كانت هناك علامات على الطريق تقول بأن الأميركيين قد حازوا أنواعاً من الأسلحة التي تفوق عقل البشر، وهو ما صرح به الرئيس السابق دونالد ترمب في حديث للصحافي الأميركي بوب ودورد، ومن قبله أشار إلى الأمر نفسه هنري كيسنجر وزبيغنيو بريجنسكي.

فيما الأمر المثير أن كافة الذين سعوا لمنصب الرئيس الأميركي، كمرشحين وعدوا بإماطة اللثام عن هذه القضية، غير أنهم لم يفعلوا، فيما يتردد أن الرئيس جون كيندي هو الوحيد الذي كان على وشك إطلاع الأميركيين على حقيقة الأمر قبل أن يلقى حتفه، وهناك من ربط بين الأمرين.

هل ينتهي حديث الرماديين عند هذا الحد؟

بالقطع لا، ذلك أن هناك فصلاً مثيراً عن نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر، وعلاقته أول الأمر بهذه الكائنات، ونهايته المثيرة، حيث يقطع البعض بأنه لم ينتحر وإنما هرب إلى جوف الأرض، عطفاً على صور له مع بعض تلك الكائنات...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o