Aug 07, 2023 3:23 PM
خاص

جمر المخيمات لا تطفئه الا التسوية الشاملة...هل يزيح التطبيع عبء النزوح عن لبنان؟‏

نجوى ابي حيدر

المركزية- رفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي وجود السلاح المتفلت معلنا " اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمنع انتقال الاشتباكات إلى خارج مخيّم عين الحلوة وللحفاظ على أمن اللبنانيين و العرب".وقال: لا معطيات أمنية بخروج الأمور في مخيم عين الحلوة عن السيطرة وانتشارها إلى مخيمات أخرى مشددا على ان "لا مساومة على تطبيق القانون ولن نقبل أن ننجر إلى مكان آخر ولبنان ليس صندوق بريد ولن نسمح بأن يكون مسرحاً لتوجيه رسائل".

كلام طبيعي ومنطقي يفترض ان يصدر عن الوزير المسؤول عن الامن في البلاد بطبيعة الحال. الا ان غير المنطقي هو ان تصدر قرارات عن طاولات حوار شاركت فيها كل القيادات السياسية منذ سنوات ولا ينفذ حرف واحد منها، وتحديدا ما يتصل بجمع السلاح خارج المخيمات وضبطه تمهيدا لنزعه من داخلها، والا لما بلغت الامور مبلغها في عين الحلوة كما يحصل اليوم.

قرارات بقيت حبرا على ورق تماما ككلام الوزير،في ما لو قررت جهة ما في لبنان استمرار توظيف مخيم عين الحلوة لمصالح دول اقليمية تأتمر منها، وهي إن قررت ان تُخرِج الامور عن السيطرة لن تتوقف عند كلام الوزير ايضا وايضا ولن تتوانى عن بعث رسائلها عبر صندوق البريد اللبناني. مسار لا يبدو سيتوقف الا مع ارساء التسوية الكبرى في المنطقة وهي لا تبدو قريبة على رغم اتفاق بكين المتعثر عمليا بفعل استمرار ايران في التصعيد ،وكأنه لم يكن، ورغم الحديث المتنامي عن تطبيع سعودي- اسرائيلي قد يحصل مع نهاية العام. ذلك ان ايران توظف لبنان كما سوريا وسائر الدول الواقعة تحت نفوذها في مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة الاميركية ودون انتزاعها نفوذا تسعى الى شرعنته ليست في وارد التنازل عن سطوتها على العواصم الاربع.

واذ تشير المعطيات حول ما جرى في عين الحلوة الى توظيفه من جانب طهران عبر ادواتها في الداخل للسيطرة عليه بعدما تم اقصاؤها عن لقاء المصالحة الفلسطينية في القاهرة، يقول وزير سابق في محور الممانعة لـ"المركزية" ان لا علاقة لايران بعين الحلوة بل للعدو الاسرائيلي الواضحة رسائله للبنان وحزب الله وايران والعرب والخارج بأن"اسرائيل قادرة على التفجيرفي المخيم وتأجيج الصراع الفلسطيني في عز المصالحة بين فتح وحماس التي رعاها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومصر. ويضيف "توجه اسرائيل رسالة الى الحزب بأنها قادرة على خرق المخيم وقطع الجنوب عن الداخل عبر بوابة صيدا وتظهير عمق  الخلاف الفلسطيني ، بحيث تؤكد صعوبة لا بل استحالة عيش الفصائل الفلسطينية  بسلام في دولة واحدة، إن مُنِحت لهم ،اضافة الى انهم  مخروقون من الداخل.  وفي الرسائل الاسرائيلية ايضا ما تقوله لايران بأنها لا تملك الورقة الفلسطينية وان اسرائيل تستخدمها ساعة تشاء وهي اشعلت المواجهات في محاولة  لقطع الطريق على المصالحة الفلسطينية لان الوحدة الفلسطينية تترك مضاعفات سلبية على الوضع الاسرائيلي.

اشتباكات عين الحلوة ، ولئن انطفأت في الداخل، ستطال اصداؤها مجلس الامن الدولي حينما ينعقد نهاية الجاري في جلسة تخصص للتمديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، فتحضر بقوة في المناقشات وربما، وعوض ازالة الفقرة المتصلة بحرية حركتها التي يسعى اليها لبنان، قد يتخذ قرار يتيح لللقوات الدولية مساعدة السلطات العسكرية لبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية وضبط الحدود الشرقية مع سوريا لوقف اعمال التهريب.

المخيمات الفلسطينية في لبنان ستبقى جمرا يتقّد تحت الرماد ليشتعل حينما تدعو مقتضيات دول الاقليم المتنازعة ، ما يعني عمليا ان لا حل في لبنان قبل الحل الاسرائيلي – الفلسطيني المتوقع ان يتم التوصل اليه ، في حال لبّت اسرائيل الشروط السعودية لجهة القبول بحل الدولتين فتكر معه سبحة التطبيع وفق اتفاق ابراهام تمهيدا لاحلال السلام الشامل في الاقليم.

على ذمة مصادر اميركية ، صفقة التسوية  الاقليمية ستتم في في تشرين الثاني المقبل والتطبيع مع اسرائيل اثر تسليمها  بحل الدولتين لانهاء الصراع العربي – الاسرائيلي، فهل يُكتب للبنان اخيرا ان ينعم بالسلام بعدما تحمل وزر ازمات كل دول الجوار من فلسطين الى سوريا، والنازحون اليه دليل دامغ وحمل ثقيل؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o