Aug 04, 2023 10:52 AM
خاص

محادثات جدة من اجل اوكرانيا... رسالة الى روسيا: مجال المناورة لم يعد ممكنا!

يولا هاشم

المركزية – تستضيف مدينة جدة محادثات سلام لبحث النزاع في أوكرانيا تجمع ممثلين عن كييف وقوى غربية ودول نامية، يومي 5 و6 آب الجاري، وذلك استكمالاً لنقاشات قمة السلام في أوكرانيا، التي عُقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الشهر الماضي. ومن المتوقع ان يشارك فيها نحو 30 دولة، من بينها اوكرانيا وبريطانيا واليابان والبرازيل والخليج العربي وتركيا والهند والعديد من الدول الافريقية بالاضافة الى الولايات المتحدة الاميركية مع ترجيح أن يشارك مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مع استبعاد مشاركة روسيا. وقال دبلوماسيون غربيون إن الاختيار وقع على السعودية لاستضافة جولة المحادثات على أمل إقناع الصين، التي تحافظ على علاقات وثيقة مع موسكو، بالمشاركة.  ويأمل المسؤولون الأوكرانيون والغربيون أن تُتوج هذه الجهود بعقد قمة سلام في وقت لاحق من 2023، من المؤمل أن تشهد توقيع زعماء العالم على المبادئ المشتركة لإنهاء الحرب. فهل تنجح محادثات السعودية؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "السعودية تأمل من خلال هذه المحادثات بحل المشاكل الاقتصادية التي قد تنتج جراء ازمة صفقة الحبوب وخروج روسيا منها وارتفاع الاسعار، خاصة وان للملكة دورا اساسيا في استقرار الاقتصاد العالمي بما انها من أكبر منتجي النفط ولاعب اساسي في منظمة اوبك وهي مَن اعطت فرصة لروسيا من خلال تخفيض انتاج النفط، وكانت تعلم ان هذا التخفيض سيؤدي الى مساعدة روسيا على الاستمرار في الحرب. إلا أن هذه الفرصة لن تستمر الى ما لا نهاية وبالتالي هناك مصالح دولية لا يمكن تجاهلها، لذلك دخلت السعودية على الخط لتقدم او تناقش حلولاً في كيفية انهاء الحرب الاوكرانية الروسية واحلال خطة سلام". 

ويرى العزي ان "روسيا ترفض تقبل الهزيمة رغم أنها وصلت الى مرحلة لا يمكنها ان تفرض نصرا. فعمدت الى توجيه رسالة للغرب بأنها قوية من خلال القيام بعملية الانقلاب في النيجر قبل استضافة القمة الافريقية الروسية وبأنها جاهزة لتقدم، لكنها لن تقدم شيئا لأنها عاجزة عن ذلك، خاصة انها وعدت الدول الافريقية في فترات سابقة انها ستمنحهم قروضا وتقدم لهم خيرات كثيرة ولم تفعل"، مؤكدا ان "روسيا تهرب الى الامام بعدم معالجة ازمتها، وتحاول فرض شروطها. لذلك جاءت هذه القمة لتقول لروسيا ان مجال المناورة لم يعد ممكنا وعليها المناقشة والموافقة على خطة سلام. وقد تنجح السعودية في مسعاها في حال أخذت بالاعتبار مصالح اوكرانيا كما روسيا، لأن فشل كل المبادرات السابقة كان سببه مراعاة مصلحة موسكو على حساب كييف".  

ويعتبر العزي ان هذه الدول تبحث عن مخرج مشرف لروسيا التي عليها ان تتقبل الواقع وان تناقش بعقلانية للحفاط على كيانها خاصة وان الانقلاب الذي حصل في روسيا أثبت هشاشة الدولة وضعف قدراتها العسكرية وحتى عدم قدرة بوتين على معاقبة قائد فاغنر يفغيني بريغوجين الذي ظهر في مؤتمر الدول الافريقية، ما يدل على ان هذا الانقلاب هو من صنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحاولة لتخويف الدول المحيطة بشيء اسمه فاغنر. فاغنر الذي يراد من خلاله استخدام القوة في افريقيا. فهل هذا مخرج لبوتين لأنه يحاول امتصاص خيرات الآخرين باستخدام الديكتاتورية العسكرية في الغرب؟ اعتقد ان هذا لم يعد يمر وسوف تدافع اوروبا عن مصالحها"، مؤكدا ان "بوتين حاول الضغط على العالم من خلال قطع امدادات الغاز لكن تبين ان الدول تخطت هذه المشكلة واليوم يحاول من خلال حصار السفن والحبوب، لكن على ما يبدو ان العالم الحر قرر خرق الحصار والبارحة اخترقت عدة سفن البحر الاسود وأخرجت شاحنات حبوب وهذا تحد للروس. معظم دول العالم لم تعد تسأل عن بوتين الا عند الذين يعتبرون ان الانقلابات في افريقيا هي عودة روسيا الى المسرح الدولي". 

ويؤكد العزي ان "روسيا لن تذهب الى هذا اللقاء لأنها غير جاهزة لاتفاقية سلام لأنها تعتبر ان موافقتها على السلام يعني استسلامها، بينما هي تريد فرض شروطها. إلا ان المملكة ما زالت تعول على جلوس الروس إلى طاولة الحوار، خاصة وان زيلينسكي سيستغل هذا الحضور وسيقدم خططه للسلام التي تراعي مصالحه وفقا للقانون الدولي الذي يتمسك به وهذه نقطة تعتبر ايجابية لأي دولة تقاوم الاحتلال. كما ان الرئيس الاوكراني سيطل في ايلول القادم على العالم الحر من خلال منبر الامم المتحدة ويطرح خطته للسلام المؤلفة من عشرة بنود وبالتالي سيشكل اجتماع السعودية نواة لهذه الخطة. وهذه فرصة يجب على روسيا عدم تفويتها لأن منافذها بدأت تضيق وباتت في مرمى استهداف طائرات الـF16 كما والمسيرات الاوكرانية التي تضرب في عمق المدن الروسية. وبالتالي هدف اوكرانيا الوحيد الوصول الى القرم".

ويختم العزي: "على روسيا، في ظل هذه الانحدارات والنقمة الدولية عليها، ان تذعن لما ستقوم به السعودية. واظن ان هذا الاجتماع لن يحقق نجاحا طالما ان الطرفين غير متفقين على نوعية هذه الخطة لأن اوكرانيا لن تذهب الى خطة استسلام وبالتالي روسيا لن تذهب الى خطة سلام بانهاء الحرب والعودة الى الـ1991 لأن هذا يشكل انهيار حلم الامبراطورية الروسية وزعامة بوتين التي بناها منذ الـ2014 على ان اوكرانيا دولة عميلة ومارقة ومتطرفة، اليوم هذه الدولة تسجل اكبر انتصار في قمع وكبح دور روسيا في اوروبا والعالم وبالتالي اصبح الاوكران الورقة الرابحة لبناء اتحاد اوروبي مستقل عن الاميركيين ولمواجهة روسيا مستقبلا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o