Jul 28, 2023 3:30 PM
خاص

حركة لودريان "مزيد من الشيء نفسه" ولكن...هكذا تتحضر المعارضة!‏

نجوى ابي حيدر

المركزية- حزم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان حقيبته وعاد الى بلاده، تاركا للقوى السياسية اللبنانية مساحة زمنية كافية للتشاور واتخاذ القرار في ما خص طرحه عقد اجتماع عمل او حوارات ثنائية، وهي عمليا فكرة الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط التي لم تدخل حيز التنفيذ، وعلى جدوله موضوعان فقط ، قطعا لطريق الانزلاق نحو طروحات متفرعة ليس الزمان زمانها.

فعليا لم يقدم لو دريان سوى المزيد من الشيء نفسه، في اطار محاولة من الدول الخمس لاحداث اختراق في المشهد الرئاسي علها باجتراح افكار كتلك التي حملها موفدها الى بيروت تقرّب القوى اللبنانية المتنازعة الى مساحة مشتركة. ذلك ان الخماسية وازاء تكوّن شبه قناعة ان الوضع اللبناني ميؤوس منه رئاسيا باتت امام خيارين،  ترك الملف نهائيا، وهو عمليا خيار كارثي ليس على اللبنانيين فقط انما على سائر الدول ايضا، او طرح افكار حد ادنى علّها تتبلور مع الوقت وتنجح في احداث عوامل اختراق. من هنا كانت فكرة ارجاء الطرح الى ايلول، فيعود لودريان على امل ان تكون مدة الشهر الفاصلة قد ولّدت قناعات لدى جميع الاطراف بوجوب اختيار مسلك تسووي يجمعهم حول اسم مرشح على مستوى المرحلة.

تقول مصادر سياسية معارضة تابعت عن كثب مضمون اجتماعات لودريان لـ"المركزية" ان ثمة مسارات ثلاثة نشأت اثر الزيارة الفرنسية الثانية لبيروت. مسار تهويلي بقيادة الرئيس نبيه بري مفاده ان الجميع وتحديدا المعارضة سيعودون الى الحوار الذي كان عرابه منذ بدء الشغور، وهي عمليا فكرة خاطئة لأن ما طرحه وزير الخارجية الاسبق ليس حوارا كلاسيكيا بالمفهوم الذي يطالب به الثنائي الشيعي ولا مقايضات ستحصل عبره انما لقاءات ثنائية يديرها، علما ان في ميزان الربح والخسارة ، يمكن الجزم ان المعارضة سجلت انتصارات متتالية على الفريق الاخر بدءا من اسقاط المبادرة الفرنسية مرورا بمفهوم الضمانات وصولا الى التدخل الخارجي.

المسار الثاني بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي يعتبر الحزب انه اذا نجح سيغير المعطيات المتحكمة بالملف الرئاسي، فيقتنع النائب جبران باسيل بانتخاب سليمان فرنجية مقابل مكتسبات، لكن ذلك كله لن يؤدي سوى الى المزيد من المواجهة السياسية المفتوحة وتعميق الشرخ العمودي .

المسار الثالث تمثله قوى المعارضة التي تجتمع وتنسّق الموقف بهدف توحيده والاطلالة بوحدة رأي وقرار على الخارج المتابع ملف الرئاسة المصيري وتوجيه رسالة الى الفريق الآخر مفادها ان هذه الوحدة تمنعه من احداث اختراقات حيث يتطلع ويسعى.

ازاء الواقع اياه، اطلقت المعارضة مسارها التشاوري القديم المستجد بهدف الاعداد جيدا لكل خطوة ستقدم عليها والبحث تحديدا في مسألة الاسماء، إن نزل الثنائي عن شجرة ترشيح فرنجية، اذا لم تنجح مفاوضاته مع التيار، اذ يتوجب تهيئة الارضية لمرشح مسؤول قادر على الحكم في مرحلة كالتي تمر فيها البلاد يتمتع باستقلالية القرار ولا يكون اداة في يد اي طرف سياسي. البحث يتركز على هذه النقطة تحديدا في لقاءات الفريق المعارض بروحية انفتاح وتعاون، في انتظار تبلور صيغة وشكل وتوقيت اجتماع العمل المتوقع ان يعقد في قصر الصنوبر في ايلول المقبل بقيادة مايسترو موفد الخماسية، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o