Jul 28, 2023 1:55 PM
خاص

إردوغان يجمع عباس وهنية قبيل "لقاء القاهرة".. هل اقتربت المصالحة؟

يولا هاشم

المركزية – يوم الأربعاء الماضي، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، في أنقرة ، في حين بحث وفدا الحركتين (فتح وحماس) في لقاء منفصل سبل تهيئة الأجواء قبيل اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة في 29 تموز الجاري. 

وكشفت مصادر متابعة أن عباس طرح على هنية خلال لقائهما رؤية سياسية ستعرض خلال مؤتمر القاهرة، قائلا إن خطته تستند إلى الشرعية الدولية وأن على الجميع الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية. 

وأضافت أن عباس شدّد على التزامه بما أسماه خيار "المقاومة السلمية" وأن لا سلاح غير سلاح السلطة، كما رفض طلب هنية بالإفراج العاجل عن المعتقلين وربطه بنجاح الحوار في اجتماع الأمناء العامين في القاهرة. 

في المقابل، أكد هنية لعباس أن حماس تستهدف قوات الاحتلال في الضفة الغربية وأنها غير معنية بمهاجمة السلطة أو إسقاطها. وشدد على أن حماس تتبنى خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكالها وترفض القبول باتفاق فلسطيني – فلسطيني قائم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية. 

بدوره، اكد اردوغان على اهمية وحدة الشعب الفلسطيني وتضامنه وبيّن ان الانقسام بين الفلسطينيين يخدم مصالح الاطراف التي تسعى لتقويض عملية السلام. فهل يمكن القبول بصيغة أبو مازن؟ وهل سلاح حماس مطروح للنقاش؟ 

المستشار الاعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس محمد طاهر النونو يقول لـ"المركزية": "لا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون في المستقبل سلاح المقاومة جزءا من اي حالة نقاش او حوار وطني فلسطيني تحت اي ظرف . المقاومة هي حق لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، فما بالك نحن شعب تحت هذا الاحتلال الطويل والظالم والذي يتنكر لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني ويعلن ذلك بمنتهى الوضوح والصراحة ويعتدي يومياً على المسجد الاقصى ويسعى الى تقسيمه وتهويده وتعزيز الاستيطان وبالتالي المقاومة هي الاسلوب الوحيد الصالح للتعامل مع هذا الاحتلال الصهيوني". 

ماذا عن هدف اللقاء وطرح ابو مازن، يجيب: "الهدف منه التحضير للقاء الأمناء العامين في القاهرة بحيث كل طرف يتحدث عن المواقف السياسية التي يمكن ان يطرحها خلال  اللقاء القادم لتقريب وجهات النظر والبحث في أفق العمل المشترك في هذه المرحلة في ظل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والمخاطر المحدقة به خاصة في ظل حكومة متطرفة مثل الحكومة الاسرائيلية الراهنة، وبالتالي الاخ أبو مازن قال ما لديه. قيادة الحركة تحدثت عن موقفها في المقاومة الشاملة وبضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ووحدته على اساس خيار المقاومة. وكل طرف تحدث بما شاء ونحن مقبلون على لقاء ستكون أغلبية الفصائل مشاركة فيه، ومناقشة كل هذه القضايا بعقل منفتح للوصول الى قواسم مشتركة، والممكن من القواسم المشتركة للتعامل مع المرحلة الراهنة". 

ما المتوقع من لقاء القاهرة؟ يقول: "سنعمل على ان يتوافق الجميع على برنامج وطني مشترك يصلح للتعامل مع الممارسات الميدانية والسلوك اليومي للاحتلال سواء في الاستيطان او في التعرض للمقدسات او في عمليات القتل والاغتيال. وهذا يحتاج الى سياسة فلسطينية موحدة مُجمَع عليها وبرنامج عمل وطني شامل، والبرنامج السياسي ايضا الذي يمكن ان يتحرك من خلاله مع الدول والمجتمع الدولي والاقليم في ظل هذه المرحلة الخطيرة من عمر شعبنا الفلسطيني والتي تحتاج الى توحيد الموقف الوطني الفلسطيني . هذا ما نحن ذاهبون إليه وما نسعى لتحقيقه في الجولة القادمة من اللقاءات في لقاء الامناء العامين". 

هل تتوقعون ان يكون مختلفا ومفصليا؟ يجيب: "هذا ما سنعمل من اجل تحقيقه. هذه النتائج المرجوة من ذلك. كم نستطيع ان نحقق من النتائج مرهون بمدى التوافق مع الطروحات الاخرى التي تحملها قيادة حركة فتح وقيادة الفصائل الفلسطينية في هذا اللقاء. لكن من جهتنا، سنبذل كل جهد لدينا لتحقيق هذه القواسم ووضع الاستراتيجية الوطنية الشاملة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي". 

الوحدة تكفل الحل؟ "بالتأكيد" يجيب النونو، مستطرداً: "الوحدة الوطنية جزء مهم من مواجهة الاحتلال ووحدة المشروع والبرنامج والآليات مهمة لذلك نحن حريصون على ان ننجح، كما في كل مرة. ودائما ما كنا نحرص على إنجاح الجهود. حرصنا عليها في الجزائر وعلى الاقل بذلنا جهودا مضنية ونجحنا في إصدار بيان مشترك وتوصلنا الى اتفاقات سابقة. وهذه المرة أيضاً سنعمل باتجاه الوصول الى برنامج وطني شامل، خاصة وان المرحلة معقدة بما فيه الكفاية، بما يتطلب وحدة المواجهة للمشروع الاسرائيلي". 

ما يحصل في اسرائيل، ألا يشتت الحكومة الاسرائيلية ويقوي الموقف الفلسطيني ويساعد الشعب الفلسطيني على المطالبة بحقوقه؟ يجيب: "ما يجري في اسرائيل هو نتاج المجتمع اليميني المتطرف. نحن حذرنا وقلنا ان المجتمع الصهيوني ينحاز نحو اليمين والمزيد من التطرف، الآن هم أصبحوا يعانون من صنيعة ايديهم من التطرف. الادارة الاميركية بنفسها وصفت هذه الحكومة بوزرائها بأنهم متطرفون، وبالتالي هذا التطرف هو الذي نعاني منه، كما انه يشكل تهديداً اقليمياً ودولياً بهذا السلوك الاجرامي وتهديداً حتى في داخل مجتمعهم الصهيوني. هذا التهديد الخطير يتطلب موقفاً وطنياً وعربياً موحداً لمواجهة الاحتلال. لا يمكن ان يُقبَل بأن يكون هناك مسار تطبيع مع مثل هذه الحكومة المتطرفة او اي تفاهمات مع حكومة تُعلِن ان لا وجود ولا حقوق للشعب الفلسطيني في القدس والاقصى وفي الضفة الغربية. أكثر من ذلك، هناك من الوزراء مَن قال ان الاردن هي جزء من الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن تطرف وطموح هذه الحكومة تخطى كل الخطوط الحمر وكل ما يمكن ان يُفهَم او لا يفهم من سلوك هذا المغتصب". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o