Jul 18, 2023 1:00 PM
خاص

الكرملين يدعم "المحور".. ولكن: مصالحنا أوّلا!

لورا يمين

المركزية- صحيح ان روسيا أبرز رعاة محور الممانعة بقيادة ايران على الساحة العالمية، الا ان الكرملين يعتمد هذه السياسة لابتزاز الغرب بقيادة واشنطن وازعاجهما والحرتقة على مشاريعهما للمنطقة والعالم، غير انه يضع لهذه العلاقة حدودا ويمنع بالتالي طهران من التوسّع كما يحلو لها في الشرق الاوسط، كما انه يتخلّى عنها متى يرى ان مصلحته تقتضي ذلك، اكان في تطوير علاقاته مع الخليجيين او في السكوت عن الضربات الاسرائيلية لاهداف ايرانية في سوريا وغير سوريا، على سبيل المثال لا الحصر، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

في هذا الاطار، نصّ بيان مشترك صدر منذ نحو اسبوع، عن الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية في موسكو، على أنّ الوزراء أكدوا "دعمهم لكل الجهود السلمية، بما فيها مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساعيها للتوصل إلى حلّ سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحلّ هذه القضية وفقاً للشرعية الدولية".

على الاثر، استدعت الخارجية الايرانية السفير الروسي لدى طهران ألكسي ديدوف، احتجاجاً على ما تضمّنه بيان وزراء خارجية دول الخليج مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، بشأن الجزر الثلاث التي تقول إيران إنها جزء من أراضيها، لكن الإمارات تعتبرها محتلة. وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أنّ الخارجية الإيرانية أبلغت السفير الروسي باحتجاج طهران على ما جاء في البيان، مشيرة إلى أنّ مساعد وزير الخارجية الإيراني علي رضا عنايتي، أكد خلال اللقاء مع السفير الروسي أنّ "الجزر الثلاث، أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، جزء أبدي من الأراضي الإيرانية"، حسب تعبيره. ودعا عنايتي، روسيا إلى "تصحيح موقفها حول هذا الموضوع". وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالبيان باعتباره متناقضاً مع العلاقات الودية بين إيران وجيرانها، مضيفاً أنّ "الجزر الثلاث تابعة لإيران إلى الأبد"، وفق ما أوردته "رويترز".

من جانبه، قال النائب في البرلمان الإيراني، فدا حسين مالكي، تعليقا على دعم روسيا للموقف العربي تجاه موضوع الجزر الإماراتية الثلاث، إن "روسيا كانت تقف بجانب إيران في قضاياها الدولية، ولم نتوقع منهم الموقف الأخير. الروس ارتكبوا خطأ تاريخيا".

في الموازاة، سُجل موقف لافت، شامل اكثر، لاحد نواب البرلمان الإيراني، معين الدين سعيدي، الذي قال في مقابلة مع وكالة "إيلنا" للأنباء "لا نعرف دولة أضرت بمصالح إيران مثل روسيا"، مضيفا "لم تقوض أي دولة حقوقنا، كما فعلت روسيا".

لكن بحسب المصادر، ايران لا يمكن ان تذهب بعيدا في انتقاداتها لروسيا، بما انها تعرف جيدا ان التمرد على "رئيستها" ستدفع ثمنَه اقتصاديا وسياسيا وانمائيا، وبالتالي عزلا عالميا، تختم المصادر.

                                               ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o