Jul 13, 2023 3:25 PM
خاص

"الطائف" يترنّح بين التطبيق الفعلي والمزايدات الكلامية!

يولا هاشم

المركزية – فجأة، بات الجميع متمسكا باتفاق الطائف، ليس فقط فريق المعارضة إنما أيضاً الممانعة، حيث صرّح رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام وفد نقابة المحرّرين منذ أيام، بأننا "عشنا ومتنا حتى أنجزنا هذا الاتّفاق وأقول لمن يريد تغييره "فليقعد عاقل أحسن له"، معتبراً "ان دعوات البعض لتغيير النظام يضع لبنان في مهب مخاطر لا تحمد عقباها". 

بدوره، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله  أمس أن الثنائي الشيعي "لا يُريد إلغاء الطائف ولا المثالثة، والهدف مما يُشاع توتير الجو طائفياً"، لافتاً إلى أن "السياديين هم من يتحدّثون عن الفيديرالية وتغيير تركيبة لبنان". وقدم مطالعة مطولة نفى فيها ان يكون الثنائي الشيعي يطالب بأي ضمانات دستورية او غيرها في موقفه من الانتخابات الرئاسية كما نفى ان يكون سعيه الى ضمانات لسلاح المقاومة. 

وفي السياق تساءل رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على "تويتر" كيف أن "فجأة اصبح الجميع مع الطائف… رغم إبقاء السلاح، ونسف العيش المشترك، وفرض "حزب حاكم" وطائفة"مميّزة"، وقانون انتخاب "اورتودكسي"، والكلام عن مؤتمر تأسيسي وفرض فدراليّة فعليّة على الارض ورفض عروبة لبنان واستبدالها بولاية الفقيه، والامساك بقرار السلم والحرب…".

 فكيف تقرأ المعارضة عودة الثنائي الشيعي إلى نغمة التمسك باتفاق الطائف؟ 

عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم يقول لـ"المركزية": "يعتمد فريق الممانعة، خاصة عندما يكون مأزوماً، اسلوب التقيّة وقول ما لا يعنيه والتصرف بعكس ما ينوي فعله، وهذه تجاربنا الخاصة مع فريق حزب الله والممانعة، الذي خضنا معه مقاربات وحوارات كثيرة، لكنه كان دائما يأخذ من هذه الحوارات والمقاربات ما يفيد استمراريته ومشروعه ويضرب البنود الاخرى كلها. ومن هذا المنطلق نعرف اليوم ان من ضرب اتفاق الطائف وسعى الى اتفاق الدوحة وقام بغزوة بيروت حتى فرض اتفاق الدوحة وشل البلاد على مدى السنوات الماضية لفرض شروطه وليفرض أمورا من خارج اتفاق الطائف يكون هو من ضرب الطائف. لا يهمنا ما يقول بل كيف تصرف". 

هل الهدف تطمين السُنّة ايضا؟ بالطبع هذا الكلام هدفه إراحة الخليج وبعض الاطراف اللبنانية، وعملية محاولة استقطاب، من خلال كمش كل الافرقاء، أكان في الداخل ام الخارج، المتمسكين بالطائف". 

ماذا عن الدعوات للحوار والتمسك بمرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، يجيب كرم: "هم متمسكون بمشروعهم فعليا وليس بمسألة مرشحهم او طرح ما. كل هذا تكتيك لديهم، الترشيح تكتيك وطرح الحوار تكتيك، وكل ما يمكن ان يطرحوه لاحقا يدخل في إطار التكتيك، خدمةً لمشروعهم واستمراريتهم في تغيير هوية لبنان. وهذا هو المشروع الذي يسعون له، ويحاولون دوماً، تارة بالتشاطر والخداع وطوراً باستخدام لغة السلاح والتهديد والتخوين والتهويل والترغيب وكل الاساليب كي يتمكنوا من الاستمرار بأسلوبهم لفرض هوية جديدة وثقافة جديدة على لبنان". 

ويختم كرم: "من هذا المنطلق لا أحد يمكنه أن يواجه هذا، إلا من لديه مشروع رفضي لمشروعهم ومستعد لمواجهتهم، ولهذا السبب "القوات اللبنانية" هي من أكثر الأفرفاء تصديا لهم ووقف تنفيذ بنود مشروعهم. لذلك يجب على فريق المعارضة ان يكون لديه تصور واضح لمواجهة مشروع الممانعة، والقوات اللبنانية التي تحمل هذا المشروع مستعدة أن تفشّل خطوات وشروط تنفيذ مشروع الممانعة في لبنان". 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o