Jul 13, 2023 2:24 PM
خاص

متى: حزب الله بنى دويلة ويريد اليوم ما تبقى من الدولة

يوسف فارس

المركزية – يسود الساحة السياسية في لبنان جو من الترقب والانتظار لما سيعود به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الثانية لبيروت. وفيما هو يعد العدة للعودة قبل اواخر الشهر الجاري حاملا الحوار كمقترح جديد ووحيد الى اللبنانيين لملء الشغور الرئاسي والخروج من الازمة، أكد "تكتل الجمهورية القوية " ان تلبية اي دعوة الى الحوار حول الملفات الاساسية تعتبر فعل تنصل علني من المؤسسات ودورها وتحديدا من مجلس النواب المناط به انتخاب الرئيس. كما هي ايضا تنصل علني من وثيقة الوفاق الوطني من جهة اخرى لان الحلول للمسائل الخلافية التي اتفق عليها كل اللبنانيين ومن بينها السلاح والقرار السيادي منصوص عنها بشكل واضح في اتفاق الطائف. واكد التكتل ان التذرع بالذهاب الى الحوار لطرح الملفات الرئيسية الخلافية بغية الوصول الى حلول مشتركة هو عملية غش موصوفة باعتبار ان الحوار بين اللبنانيين حول الملفات الكبرى من الامن وسواه قد تم في الطائف بعد انتهاء الحرب وانتج وثيقة الوفاق الوطني. وبالتالي خلاصة هذا الحوار هي اتفاق الطائف الملتزمون به. اما مواجهة التعطيل واستنباط الحلول للازمات فلا يكون من خلال جلسات غير دستورية تحت مسمى الحوار بل في المؤسسات الدستورية وعبر الاليات القانونية التي تترجم بدورات انتخابية مفتوحة تفضي الى انتخاب الرئيس العتيد للبلاد.  

عضو التكتل النائب نزيه متى يقول لـ "المركزية ": لو كان الحوار من اجل تعزيز مؤسسات الدولة وسلطاتها لكنا اول المبادرين اليه. اما ان يكون على طريقة حزب الله فنحن اول الرافضين له باعتبار انهم لا يحاورون الاخرين الا من اجل تحقيق مكتسبات جديدة لهم. اذا كان الحوار لتفعيل مبدأي الرقابة والمحاسبة وتعزيز الشفافية والنزاهة في القطاع العام فليكن ذلك من ضمن السلطة المختصة اي المجلس النيابي، واذا كان يتعلق بالسلطة التنفيذية فيصار الى بحثه داخل الحكومة. 

الحوار مع حزب الله تعرف كيف يبدأ ولا تعلم كيف ينتهي. يظل يماطل ويعطل لحين القبول بما يطرح. اليوم يريد تكرار التجربة السابقة في الاستحقاق الرئاسي. قبلنا بالطائف ثمرة الحوار الاولى ومن ثم بما خلص اليه اتفاق الدوحة وبعدها بلقاء بعبدا. بالنتيجة انقلبوا على كل هذه الاتفاقات والمحطات الحوارية. صادروا الصلاحيات واخذوا ما يريدون من الدستور والقانون وحوروهما لمصلحتهم. واخيرا بدل ان يطبقوا الاستراتجية الدفاعية قالوا اغلوها واشربوا مياهها. بنوا دويلة ضمن الدولة واليوم يعطلون كل شيء من اجل الاستيلاء على ما تبقى من الدولة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o