ما جمعه تفاهم مار مخايل لا تفرقه الرئاسة...لقاء عون- نصرالله يعيد ترتيب العلاقة

نجوى ابي حيدر

المركزية- بلغت الهوة بين التيار الوطني الحر وحزب الله اعمق نقطة في تاريخ العلاقة منذ ابرام تحالف مار مخايل، بعيد التقاء التيار مع قوى المعارضة في الملف الرئاسي وتبني ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ردا على تمسك الثنائي امل- حزب الله بخصم النائب جبران باسيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى اعتقد البعض ان العودة الى الزمن الوردّي والتحالف بات عصيّا وقد قطع الملف الرئاسي شعرة معاوية التي ربطت الحليفين منذ عقد ونصف من الزمن.  

اثر معلومات تم تداولها عن رفض امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاجتماع مع باسيل بناء على طلب الاخير، الذي نفى لاحقا الامر، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان نصرالله مستعد لاستقبال الرئيس ميشال عون، كاشفة عن مسعى يتولاه بعض الاصدقاء المشتركين لترتيب لقاء بين الرجلين، وقد انطلقت الاتصالات في الاتجاه هذا. وتفيد ان لدى الحزب سلة مطالب لا بدّ من ان يبحثها مع الرئيس عون بهدف بتّ الخلافات وتبديد التباينات في وجهات النظر حول ملفات الساعة ، لذلك ستكون الزيارة لعون وحده الى الضاحية ، كما يطلب نصرالله.

اللقاء إن حصل، تضيف المصادر، سيعيد النظر في تفاهم مار مخايل ويضع اطارا وخططا جديدة لتطويره وادخال تعديلات الى متنه، انطلاقا من الثغرات التي ظهرت اثناء التنفيذ والملاحظات التي سجلها الطرفان على كيفية تطبيق بنود وبقاء اخرى مجرد حبر على ورق. وان انتهى الى توافق واتفاق، تنتقل الامور الى المرحلة التالية، فتعقد اجتماعات بين مسؤولين في حزب الله ورئيس التيار، ثم يلتقي باسيل مع كبارالقادة بعد تلبية مطالب يطرحها نصرالله خلال اجتماعه مع الرئيس عون لاعادة العلاقات الى مجراها السابق، بعدما عكرتها المواقف والانتقادات والهجوم الذي شنه باسيل على قيادة الحزب وتناول في بعضها نصرالله.

هواجس كثيرة تتملك الحليفين مع وقف التنفيذ، يقرّ الاثنان بأحقيتها، الا ان العقدة الكأداء تكمن في ترشيح فرنجية بحد ذاته. ذلك ان لا الحزب في وارد التنازل عن دعم ترشيحه لمصلحة باسيل ولا رئيس التيار مستعد لـ"بلع" ترشيحه. وعند هذه النقطة تعطلت لغة الكلام واستبدلت بتراشق عن بعد، قاد باسيل الى التقاطع مع اخصامه في المعارضة على ترشيح ازعور من دون ان يعلن الطلاق مع الحزب الصديق، في حين تعاطى الحزب بعقلانية مع المشكلة باعتبارها مجرد مقاربة تكتيكية خاطئة وآنية لا بد ستنتهي مع انتهاء الاستحقاق الرئاسي ليعود التفاهم الى حاله مع تعديلات سيتولى عون ونصرالله اعدادها.  

وتتوقع المصادر ان يوفر لقاء عون- نصرالله الحل المرجو لاعادة احياء تفاهم مار مخايل ، انطلاقا من ثابتة لا يمكن تجاهلها تكمن في حاجة الطرفين الى بعضهما عضوياَ، فالحزب يحتاج الى استمرار الغطاء المسيحي لسلاحه ومقاومته، والتيار الى اصوات الحزب في الانتخابات النيابية وفي مواجهة معارضي سياساته في الداخل، اضافة الى فوائد كثيرة جنياها سياسيا ونيابيا ونقابيا جراء التفاهم.. والاثنان يأخذان في الاعتبار وجود خصوم كثر لكل منهما يستثمرون في التباعد سعيا لمنع استمرار التفاهم.

تبعا لذلك، تختم المصادر، قد يتجاوز الحزب والتيار بعد حين مبدأ الشروط المسبقة، ان لم يتفقا عليها  حفاظا على المكتسبات التي حققها تفاهمها الاستراتيجي والشراكة التي منعت استهدافهما ومحاولات عزلهما، على كثرتها.