Jun 14, 2023 1:06 PM
خاص

التسوية اليمنية تبتعد.. كيف ستتعاطى الرياض مع التعثّر؟

لورا يمين

المركزية- اتهم وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، "أنصار الله، بالعودة إلى التصعيد العسكري ورفض السلام"، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الجماعة لإنهاء الصراع... وقال الفريق الداعري الاثنين خلال لقائه في عدن جنوبي اليمن، الملحق العسكري بالسفارة الفرنسية لدى اليمن حودي جونيد، إن "تراخي المجتمع الدولي مع أنصار الله هو أحد أسباب تعنتهم ورفضهم للسلام وعودتهم للتصعيد العسكري، وتهديدهم المستمر لطريق الملاحة الدولية"، حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية. وأشار إلى "هجمات أنصار الله الكثيفة بالطائرات الإيرانية المسيرة واستهدافهم للمنشآت الحيوية واعتدائهم على مواقع القوات المسلحة وتجمعات المدنيين، وزراعة ملايين الألغام التي ألحقت أضراراً كبيرة بالأرواح ولوثت ملايين الهكتارات من الأراضي"، مشددا على "ضرورة ممارسة المجتمع الدولي ضغوط حقيقية على الجماعة لإخضاعها للسلام الشامل والعادل". واتهم وزير الدفاع اليمني، "جماعة أنصار الله" بـ "نكث كل العهود والمواثيق، وانتهاج العنف والإرهاب كوسيلة وحيدة لتحقيق غاياتها ومآربها".

وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، حذر الأحد، من أن "الحرب الاقتصادية التي تشنها "جماعة أنصار الله " على حكومته، تهدد بنسف فرص السلام في اليمن".

بدوره، في المعسكر "الحوثي" حذّر نائب رئيس حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان، منذ ايام من استمرار المماطلة السعودية في ما يتعلق بحسم الملف الإنساني، مؤكدًا أن لدى صنعاء القدرة على التحكم عسكريًا بالموانئ السعودية وتدفق رؤوس الأموال. وفي تصريح لشبكة المسيرة مطلع حزيران الجاري، لفت الرويشان إلى أن "حتى اللحظة لا رد سعوديًا لحسم الملف الإنساني بعد مفاوضات شهر رمضان الماضي"، مضيفًا بأن "تقديراتنا تشير أنهم يحاولون كسب الوقت". واوضح الفريق الرويشان، أن المفاوضات الجارية مع الطرف السعودي بوساطة عُمانية في وضعها الحالي تبقى محاولات لتحقيق السلام قابلتها صنعاء بإيجابية. وعبّر الرويشان عن أمله في أن تدرك السعودية أنه لا يمكن الجمع بين خطط التطوير الاقتصادي وبين غزو بلد مجاور".

هذه المواقف الصادرة عن طرفي النزاع في اليمن، تؤكد اذا ان لا تقدم في ملف التسوية اليمنية العتيدة. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن التصعيد يبدو عاد لتصدُّر الساحة اليمنية بعد ان كان الاتفاق السعودي – الايراني الذي تم توقيعه في آذار الماضي، وَضَع قطار التسوية اليمنية على السكة، وارسى هدوءا في الميدان وأطلقَ نهج مفاوضاتٍ ومحادثات بين طرفي الصراع، بدفع سعودي وايراني. هذا المناخ، تبدّل وتبددّ على ما يبدو، وحلّت مكانه من جديد، لغة الحديد والنار والتهديد والوعيد. ووفق المصادر، فإن وقف الحرب في اليمن، جارة المملكة، تعتبر من ابرز الأهداف التي دفعت بالرياض الى "اتفاق بكين"، وكان من المُفترض ان تكرّ انطلاقا من اليمن، سبحة الحلول والتسويات لنزاعات المنطقة. وليس تعثّر التسوية مؤشرا ايجابيا لمستقبل الاتفاق الاقليمي. وبحسب المصادر، فإن الرياض ستُمهل المفاوضات اليمنية الوقت الذي تحتاج الا ان لصبرها حدودا، وهي تتمسك بإبرام تسوية تُسكت المدافع، ماذا والا قد يكون مصير الاتفاق برمته على المحك...     

                                           ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o