Jun 09, 2023 3:14 PM
خاص

بعد عملية الطعن في فرنسا...هل يبحث اجتماع بروكسل جدياً مسألة النزوح؟

يولا هاشم

المركزية – عشية مؤتمر بروكسل لدعم سوريا ودول الجوار، الذي يُعقد، بنسخته السابعة في 14 و15 الجاري، هزّت مدينة أنسي الفرنسية جريمة مروّعة، حيث أقدم لاجئ سوري على طعن 6 أشخاص بينهم طفلان يبلغان من العمر عامين وواحد يبلغ من العمر ثلاثة أعوام وآخر 22 شهرًا، في أحد المنتزهات في منطقة الألب الفرنسية. هذا الامر يطرح علامات استفهام حول مشكلة النزوح وطريقة تعامل اوروبا مع اللاجئين ومدى انعكاسها على لبنان الذي يعاني من النزوح السوري ويطالب بايجاد حلّ سريع لهذه المعضلة لما لها من تداعيات اقتصادية واجتماعية وثقافية وكيانية على البلد المضيف. 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان اوروبا تعاني من مشكلة في التعامل مع اللجوء. فاللاجئ من الشرق لا يسعى للعمل في اوروبا، بل هدفه الحصول على إقامة ومساعدات شهرية من الدولة، ويذهب حاملاً معه موروثات غريبة، فيصبح فجأة مؤمناً وكأنه يتعرّف على ربّه فقط عندما يهاجر الى اوروبا، ويطلق لحيته ويمارس الزنى والسرقة والمخدرات وهي برأيه حلال. وهذه عملية خطيرة جدا. 

ويشير العزي الى ان "عدد اللاجئين الى اوروبا وأميركا يصل إلى 80 مليون شخص، 60 مليون منهم من الشرق والدول العربية، يعيشون على المساعدات الاجتماعية ولا يتعلمون او يعملون وإنما يمارسون الاعمال المنافية للأخلاق، وتبريرهم بأن سكان الدول المضيفة هم من الكفار، وبالتالي لا ينصهرون في هذه المجتمعات"، مشيرا الى ان "المشكلة متعلقة بنوعية طلب اللجوء، إذ يجب على الدول المعنية ان تعيد درس طلبات اللجوء لكل من يطأ أراضيها ولا يعمل أو يرفض الانصهار في المجتمع. وهذه المشكلة تعاني منها فرنسا وبريطانيا والمانيا التي فتحت باب اللجوء اعتقاداً منها انها قد تستفيد من هؤلاء كيد عاملة رخيصة ومن اولادهم بعد انصهارهم في المجتمعات". 

ويعتبر ان "اللاجئ يدفع الأموال مقابل وصوله بطريقة غير شرعية عبر البحر الى اوروبا، إلا ان اوروبا في المقابل لا تسأله كيف استطاع الوصول في وقت تعجز عائلات كثيرة تعيش في المخيمات عن ذلك. لذا، فإن اللاجئ الذي استطاع القيام بذلك هو إما من المستفيدين من النظام او من الحركات الاحتجاجية وانخرط مع قوى متطرّفة ساعدته وموّلت سفره.  

من العام 2014 حتى العام 2016 تعرّضت 7 دول اوروبية من أصل 50 الى موجة من الضغط والقتل والدهس والطعن، ولم تكن بالصدفة، بل لأنها كانت من الدول الحاضنة للثورة السورية وكان مطلوب ان يتم إدخال أشخاص ارهابيين بمساعدة أجهزة سورية – ايرانية – روسية الى هذه المناطق من خلال تجنيد بعض الحالات التي تمارس أفعال سرقة واغتصاب ودهس وطعن لكي تُظهر ان اللاجئ بطبيعته ارهابي ويجب عدم احتضانه والوقوف مع قضيته، وهذه مشكلة خطيرة جداً". 

ويلفت العزي الى ان "السوريين يختارون تحديداً ألمانيا والسويد لأنهما الدولتان اللتان تمنحان اللجوء بسرعة وتقدمان مساعدات اجتماعية متنوعة، ويعملون هناك خارج القانون ومن دون أوراق، وفي تبييض الاموال من خلال البيع او الانخراط في عصابات. وتبيّن ان السوريين اتبعوا خارطة معينة للوصول الى اوروبا، وذلك عن طريق سوريا - تركيا – اليونان ومنها الى صربيا وهنغاريا، أو عن طريق ليبيا - الجزائر، لأنهم يدخلون اليهما من دون تأشيرة، ومن هناك يخرجون مع عصابات التهريب عبر ايطاليا الى دول أخرى. 

ويرى العزي ان "القانون الاوروبي في حاجة إلى إعادة النظر وتحديد كيفية إعطاء الإقامات لأن اوروبا تتعامل مع اللاجئين على قاعدة المفهوم الانساني، وهذا ساهم في نمو خلايا مرتبطة بالتطرّف. والكثير من العمليات الارهابية التي تنظم في اوروبا يستفيد منها التطرف الاوروبي في حملاته الدعائية ومعاركه بأنه يحمل مشكلة اللاجئين والاسلام، مما يشكل مشكلة للمخابرات التي تحاول كشف الخلايا، او تستخدم في دول أخرى لمارسة الضغط من أجل فرض تغيير سياسي على هذه الدولة خدمة لقضية معينة، وطبعا الكثيرون ممن دخلوا الى اوروبا هم من الخلايا النائمة، وقد شهدنا تحذيرات للاوروبيين من موجات دخول سوريين من الخلايا الداعشية. وبالتالي من هجر السوريين وقام بهذه العملية هم الروس. فهناك من يستغل أعمال المتطرفين لمصلحة البروباغندا التي يعملون عليها. والايرانيون ربطوا مجموعاتهم ومجموعات تبييض الاموال والمساجد كلها في خدمة أجندتهم لمحاربة المعارضة الايرانية ودعم الحشود الولائية في الشرق الاوسط من أجل الضغط على اوروبا. الاخوان المسلمون أيضاً استخدموا الجمعيات والجوامع من أجل إثارة النعرات"، لافتا الى ان "على اوروبا ممارسة رقابة قانونية على اللاجئين واتخاذ قرارات سريعة في معاقبة وإبعاد من قاموا بأعمال مخلّة بالأمن والتدقيق في هويات من يقدمون اوراق اللجوء الى اوروبا، والتعامل معهم ليس بالعام بل بالخاص ودراسة كل حالة على حدة وعندها يمكن ضبط هذا اللجوء ومعرفة المجرمين من بينهم".  

عن مؤتمر بروكسل يعرب العزي عن اعتقاده بأنه "لن ينجح لأن الاوروبيين لن يقدّموا أي دعم لسوريا من منطلق ان لا تطبيع مع الاسد لأنه لا يستأهل هذه الجائزة، وموقفهم مطابق للاميركي حيث ان هناك عقوبات ويجب ان تطبّق على نظام بشار الاسد طالما أنه لم يلتزم باتفاق جنيف 2254 وبالتالي اتفاقيات بروكسل قد تناقش قضايا انسانية وليس تفصيلية كبيرة". 

ويختم: "هذه الحادثة لن تتوقف عندها الدول الاوروبية لأن هناك حوادث أعمق وتعاملوا معها بعقلانية وليبرالية ولن يكون أثرها أكثر من دائري لأنها ستؤدي الى ردة فعل على السوريين والعرب بأنهم ارهابيون، وهذا خطأ في المعالجة سيدفع ثمنه أناس لا علاقة لهم بالارهاب. على اوروبا ان تعي بأن ظروف اللجوء انتهت والبحث اليوم يجب ان ينتقل الى كيفية العودة وإعادة الاعمار وتأمين الامن وتنظيم الوجود السوري. وهذا يرتبط باجتماع بروكسل الذي يجب ان يطرح مسألة اللجوء خاصة في مناطق جوار سوريا والضغط اوروبياً وعربياً وأميركياً لإعادتهم". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o