تعيين لو دريان وموقف كولونا ينقل فرنسا الى مرشح التسوية... تقاطع مع المملكة
نجوى ابي حيدر
المركزية- اذا كانت الزيارة البطريركية المارونية للفاتيكان اثمرت وعياً محليا لمدى خطورة الدفع نحو مؤتمر تأسيسي يغيّر النظام لمصلحة القوى غير المسيحية، من خلال تعميم الفراغ وصولا الى الفوضى لفرض الامر الواقع، فثمار المحطة الفرنسية اينعت تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، مبعوثاً شخصياً له إلى لبنان الذي سيحط فيه في الايام القليلة المقبلة، وتحديدا قبل الاربعاء المقبل ، موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جمهورية.
ساعات بعد بيان الخارجية الفرنسية ، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض، مع نظيرته الفرنسية الوزيرة كاثرين كولونا وتناولا، بحسب بيان الخارجية اللبنانية الى ملف النزوح السوري وقضية السفير رامي عدوان ، الانتخابات الرئاسية، حيث شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل يهمها ان يصبح للبنان رئيس جمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
بين تعيين لودريان وكلام الوزيرة كولونا، تقاطع فرنسي على حتمية انتخاب رئيس سريعا انطلاقا من مقاربة جديدة أسست لها محادثات البطريرك الراعي مع الرئيس ايمانويل ماكرون واتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر، بما فيها من غالبية مسيحية ، على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة ، ما دفع باريس الى التراجع عن دعمها مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المفتقد للتبني المسيحي، والشروع في خطة جديدة بقيادة لودريان العليم بخبايا وتعقيدات السياسة اللبنانية وفذلكات قادتها ومقارباتهم المصلحية، وقد كانت للرجل مواقف حادة منهم في بداية الازمة قبل نحو اربع سنوات وفي اعقاب انفجار مرفأ بيروت، حينما أنّبهم وحذرهم وهددهم بأن لبنان متجه نحو الزوال ان لم يضعوا مصالحهم جانبا ويشرعوا في المعالجات والاصلاحات، الا ان هؤلاء لم يمتثلوا ولا اتعظوا فدفع اللبنانيون الثمن غاليا وما زالوا.
الدبلوماسي الفرنسي العريق، تم تعيينه مبعوثا رئاسيا خاصا لزيارة لبنان واعداد تقرير شامل حول وضعه، بمعزل عن الدور الذي تضطلع به خلية الازمة الفرنسية التي فشلت في تسويق مبادرة فرنجية- سلام كما في اقناع قوى المعارضة وتلك المناهضة لفرنجية بالعودة عن قرارها وتبني ترشيحه، ما ادى الى مزيد من التشدد والرفض المسيحي والامتعاض من الدور الفرنسي، فكان ان بادرت الاليزيه، بحسب ما تفيد مصادر دبلوماسية "المركزية" الى محاولة انقاذية جديدة عبر ايفاد لو دريان الى لبنان واعلان رئيسة دبلوماسيتها من الرياض ان لا مرشح لفرنسا وجل ما يهمها انتخاب رئيس سريعا. موقف يتقاطع مع الموقف السعودي المتكرر من ان لا مرشح للمملكة في لبنان، ما يحمل على الاعتقاد ان حقبة رئاسية جديدة انطلقت عنوانها مرشح التسوية من خارج المطروحين راهنا، استنادا الى قاعدة رئيس توافقي لا غلبة لأي فريق سياسي على الاخر في انتخابه، على ان يلعب لودريان دور التواصل بين الداخل والخارج في اختياره ، لا سيما مع دول الخماسية، ويسهم في انهاء مرحلة الفراغ القاتل قبل بلوغ البلاد عتبة تموز مع استحقاق تعيين حاكم مصرف لبنان خلفا لرياض سلامة.
وتعوّل المصادر اياها على العلاقة الجيدة التي تربط لودريان بالجانب السعودي الذي سهّل المهمة الفرنسية من خلال عدم فرض فيتوات على اي من المرشحين بمن فيهم مرشح الثنائي الشيعي، ما يوجب على باريس ملاقاتها بعدم التمسك به، والانتقال تاليا الى مربع الخيار الثالث ، اي مرشح التسوية لانتخابه في اقرب فرصة، فتكون جلسة 14 حزيران ما قبل الاخيرة، لتليها النهائية التي ستفتح ابواب القصر للرئيس العتيد قبل نهاية الجاري، ان نجحت الاتصالات الفرنسية- السعودية في اخراج العملية الانقاذية بسيناريو يقنع اهل الداخل اللبناني بالرئيس التوافقي والا!...