May 28, 2023 4:13 PM
دوليات

حقائق حول جولة الإعادة "التاريخيّة" لانتخابات تركيا

يدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية للاختيار بين رجب طيب اردوغان، ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو، والتي ستقرر ما إذا كان حكم الرئيس التركي سيدخل عقدا ثالثا.

وفي ما يلي دليل لجولة الإعادة الحاسمة حول المرشحين والقضايا الرئيسية وتفاصيل حول الجولة الأولى التي جرت في 14 أيار:

إنتخابات الرئاسة

ينتخب الأتراك رئيسا يتولى المنصب لولاية مدتها 5 سنوات. وفي جولة الانتخابات الأولى في 14 أيار، حصل أردوغان على 49.5 في المئة من الأصوات، وهي تقل قليلا عن الغالبية اللازمة لتجنب جولة إعادة لانتخابات يُنظر لها باعتبارها استفتاء على حكمه.

وحصل كليتشدار أوغلو، وهو مرشح تحالف للمعارضة يضم 6 أحزاب، على تأييد 44.9 في المئة من الناخبين. وحلّ المرشح القومي، سنان أوغان، ثالثا بحصوله على نسبة 5.2 في المئة من الأصوات ليتم استبعاده.
وأربكت تلك النتائج توقعات منظمي استطلاعات الرأي الذين وضعوا كليتشدار أوغلو في المقدمة. وأيّد استفتاء أُجري عام 2017، بفارق ضئيل، تحرك اردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وألغى منصب رئيس الوزراء.
وبصفته رئيسا للبلاد، يحدد اردوغان السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.

إردوغان في مواجهة كليتشدار أوغلو

يأمل إردوغان، بعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، في تمديد فترة حكمه كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة. وخالف أداؤه القوي في 14 أيار، عندما تمكن من حشد الناخبين المحافظين، توقعات بأفول نجمه السياسي.
ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم غير وجه تركيا وأعاد تشكيل الدولة العلمانية التي تأسست قبل 100 عام لتناسب رؤيته المحافظة ويعزز قبضته على السلطة فيما يعتبره معارضوه توجها نحو السلطوية.
وقد حصل إردوغان على دعم المرشح القومي المتشدد، سنان أوغان، مما عزز موقفه وزاد من التحديات التي يواجهها كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.

وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت أيضا في 14 أيار، تراجع تأييد حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان سبع نقاط من 42.6 في المئة فاز بها في انتخابات 2018. لكن مع تمتع تحالفه بغالبية برلمانية، دعا إردوغان الناخبين إلى دعمه من أجل ضمان الاستقرار السياسي.

على جانب آخر، فإن كمال كليتشدار أوغلو، هو مرشح المعارضة الرئيسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه، مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.
وطرح على الناخبين برنامجا شاملا وتعهد بتحسين النظام الديمقراطي، بما في ذلك العودة إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن إردوغان استغله لقمع المعارضة.

لكنه بدأ منذ 14 أيار، في تشديد لهجة خطاباته في محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة إردوغان، متعهدا بإعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.
وأكدت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا، استمرار دعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة من دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاق توصل له مع حزب الظفر اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين.
وأعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب الظفر، تأييده لكليتشدار أوغلو، مما قد يمنحه دفعة في مواجهة تأثير دعم أوغان لإردوغان. 
وحصل حزب الظفر على تأييد 2.2 في المئة من الناخبين في الانتخابات البرلمانية.

ما هي القضايا التي ستحسمها الانتخابات؟

تحدد الانتخابات ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، بل أسلوب حكمها وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة كما ستحدد مسار سياساتها الخارجية.
ويقول منتقدو إردوغان إن حكومته عملت على تكميم أفواه المعارضة وقوضت الحقوق وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو ما نفاه مسؤولون.

الاقتصاد التركي أيضا في بؤرة التركيز، ويقول خبراء اقتصاديون إن سياسة إردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من قفزة الأسعار هي التي أدت إلى زيادة التضخم إلى 85 في المئة العام الماضي وإلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد المنصرم. وتعهّد كليتشدار أوغلو بالعودة إلى تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.

وفي ما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها في ظل حكم إردوغان، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.

كما توسّطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية وأعلن إردوغان في 17 أيار، تمديد الاتفاق لمدة شهرين.

حقائق عن التصويت

يحق لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في ما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع. ويشمل العدد أكثر من 6 ملايين مارسوا هذا الحق للمرة الأولى يوم 14 أيار. وهناك 3.4 مليون ناخب في الخارج صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 أيار.

وتسجل تركيا نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات بشكل عام.  وفي 14 أيار، وصلت نسبة الإقبال الإجمالية إلى 87.04 في المئة إذ بلغت 88.9 في المئة داخل تركيا و49.4 في المئة في الخارج.

كيف يتم إعلان النتائج؟

بموجب قواعد الانتخابات، تُحظر الأخبار والتكهنات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت غرينتش)، ولدى وسائل الإعلام الحرية في نشر نتائج الانتخابات من التاسعة مساء (1800 بتوقيت غرينتش) فقط.
ومع ذلك، قد يسمح المجلس الأعلى للانتخابات لوسائل الإعلام بتقديم تقارير عن النتائج في وقت مبكر عن هذا وعادة ما يفعل ذلك.

ومن المرجح أن تصدر النتائج، مساء الأحد، في وقت مبكر مقارنة بتوقيت إعلانها بعد التصويت في الجولة الأولى نظرا لأن بطاقات الاقتراع أبسط ولا تضم سوى أردوغان وكليتشدار أوغلو.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o