May 15, 2023 1:42 PM
خاص

5 سنوات على انسحاب واشنطن: "النووي" لن ينتعش الا بهذه الشروط

 

لورا يمين

المركزية- أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبداللهيان ردا على سؤال حول عمل وكالة الطاقة الذرية بشأن الاتفاق النووي، "بما ان نهج الوكالة تقني، فأعتقد أنه سيتم إحراز تقدم جيد في الاتجاه الفني، وسيعرب الجانبان عن ارتياحهما ورضاهما وبالطبع، يتم تبادل الوفود بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية دون إعلام أو ضجة". وكشف عبداللهيان في مقابلة مع وكالة الأنباءالايرانية، أن ايران ما زالت تتبادل رسائل مع الأميركيين عبر وسطاء في مسار الدبلوماسية، مشيراً الى ان "إحدى مهام وزارة الخارجية الخاصة تتمثل في محاولة إلغاء العقوبات، بالتوازي مع حقيقة أن الحكومة لديها خطة كبيرة واتخذت إجراءات لتحييد هذه العقوبات".

تأتي هذه المواقف في ذكرى مرور ٥ سنوات على انسحاب الولايات المتحدة الأميركية برئاسة دونالد ترامب من الاتفاق النووي. وفي المناسبة، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، منذ ايام إن "أميركا بانسحابها من الاتفاق النووي قبل خمس سنوات، وجهت ضربة قاضية لسيادة القانون على المستوى الدولي"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة فشلت في التراجع عن اتجاهها الخاطئ".  وتوعد باقري كني في تغريدات على "تويتر" بأن تستمر "الإجراءات العلاجية المشروعة لإيران"، في إشارة إلى تطوير إيران برنامجها النووي من خلال خفض تعهداتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي. وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين أنه "يمكن استئناف التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة (مع رفع العقوبات الفعالة في جوهرها)، إذا أظهر الطرف المنحرف إرادة سياسية موثوقة لهذا الغرض"، مذكراً أن الفرصة "غير متاحة للأبد".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ثمة تخبطا في الموقف الايراني من الملف النووي ومن التواصل مع واشنطن، يَظهر في نبرة مختلفة يقارب فيها كلٌ من عبداللهيان ونائبه، هذه المسائل. فطهران تحاول المحافظة على سقفها عاليا عبر مطالبتها الولايات المتحدة بالعودة الى ما جاء في الاتفاق النووي نافية ان تكون خرقته، بينما هي في الوقت ذاته، تفاوض واشنطن، بدليل ما قاله عبداللهيان.

لكن الواقع، تتابع المصادر، ان طهران فعلا تجاوزت كل سقوف الاتفاق، بإجماعٍ من الدول الغربية الموقعة على الاتفاق، ما دفع واشنطن - ترامب أوّلا، وواشنطن- بايدن وهذه الدول لاحقا، الى تعليق المفاوضات مع ايران، فتم تجميد مفاوضات فيينا منذ اشهر. كما ان الإدارة الأميركية تنفي كل المعطيات عن تواصلٍ مع طهران او هي اقله، لا تتحدث عن تواصلٍ معها في الإعلام، ما يدل على انها لا تحبذ هذا التوجه في الوقت الراهن.

في العملي، وبعيدا من المواقف، تضيف المصادر، لن ينتعش الاتفاق ولن تُفك العقوبات المفروضة على ايران من الدول الغربية، قبل ان توقف تجاوزاتها النووية وقبل ان تلتزم السلطات الإيرانية التعامل الانساني الديمقراطي مع معارضيها وقبل ان توقف زعزعة الامن الاوروبي عبر مسيّراتها الموجودة في روسيا لاستخدامها ضد اوكرانيا.. قبل التقيّد بهذه الأجندة كلّها، يبدو ان لا قيامة للاتفاق المعلّق، تختم المصادر.  

                                      ***               

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o